مدريد - وكالات: نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية تقريراً تحدّثت فيه عن سجن العقرب المصري “الذي تمارس فيه أسوأ أشكال الانتهاكات في حق السجناء”. وقالت الصحيفة، في تقريرها إن 130 معتقلاً في سجن العقرب المُتواجد في القاهرة ينفّذون إضراباً عن الطعام منذ أكثر من ستة أشهر بسبب انتهاكات النظام الوحشي المُسلطة عليهم. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، ظل العديد من هؤلاء المساجين وراء القضبان لأكثر من سنتين دون أن يتمكّنوا من تلقي زيارة واحدة من قبل أقاربهم أو حتى من قبل محامٍ، وقد عاقبت السلطات العديد منهم بسبب الاحتجاج على الضرب والتعذيب بالصدمات الكهربائية وغيرها من الإجراءات التأديبية. ونقلت الصحيفة رسالة عن حسام (وهو اسم مُستعار) أرسلها عبر تطبيق واتسآب قوله إنه “بعد مرور عدة أيام من إعلان الإضراب تعرّض المساجين إلى تعذيب وحشي، ولكن ذلك لم يثنهم عن الاحتجاج الذي قد بدأوا في تنفيذه”. وفي الواقع، عادة ما تصل تسجيلات حسام الصوتية في ساعات غير اعتيادية، وذلك عندما يخلد المسؤولون داخل السجن للنوم. والجدير بالذكر أن حسام يُخاطر بمُصادرة هاتفه الجوّال وهو أغلى ممتلكاته في ذلك المكان ونافذته الخفية للعالم الخارجي. وأوردت الصحيفة أن ماجدالينا مغربي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية قد صرّحت بأن “ممارسات السلطات المصرية قد دفعت الكثير من المعتقلين في سجن العقرب إلى ضرورة التمسّك بالإضراب”. وأضافت مغربي: “تنتهك السلطات بشكل صارخ كلاً من القانون المصري والدولي مُظهرة قسوة لا مثيل لها من خلال حرمان المساجين من رؤية أسرهم”. بالإضافة إلى ذلك، أكد السجناء أنهم لا يتلقون العلاج الطبي المناسب لحالتهم الصحية. وذكرت الصحيفة أن نسبة كبيرة من بين المُضربين عن الطعام قد أكدوا أنهم كانوا ضحايا للاحتجاز غير القانوني أو الاختفاء القسري، ثم تعرّضوا فيما بعد للتعذيب لتُنتزع منهم الاعترافات. في شأن ذي صلة، قامت عدة منظمات غير حكومية وطنية ودولية بتوثيق حالات الاختفاء القسري، التي تعد ممارسة اعتيادية للسلطات المصرية والتي تسمح لهم باستجواب المُشتبه بهم في السجون السريّة حيث تكون الانتهاكات أكثر سوءاً من السجون العادية. وأردفت الصحيفة أن الحكومة المصرية تنفي مسألة ممارسة الانتهاكات والتعذيب بشكل منهجي في البلاد على الرغم من الشهادات العديدة التي تؤكد عكس ذلك. من ناحية أخرى، نجحت وفاة مرسي في جذب اهتمام دولي أكبر لانتهاكات حقوق الإنسان في السجون المصرية. وذكرت الصحيفة أن حسام، الذي تجاوز بالفعل الحد الأقصى لوقت الاحتجاز الوقائي الذي حدّده القانون، قد عبّر عن أسفه قائلاً: “إن الظروف صعبة للغاية، حيث لم يسمحوا لنا بالخروج من الزنزانة طيلة اليوم بعد أن بدأنا في تنفيذ الإضراب عن الطعام”. وأضاف حسام: “حُرم المساجين المتهمون بشأن أربع عمليات معيّنة من حق الزيارة وقد حاول سجينان الانتحار في الأشهر الأخيرة”.
مشاركة :