يزين طبق «الجامي» مائدة الصيف، ويحرص الكثير على إعداده، حتى أصبح وجوده ضرورة لا يُستغنى عنها في الصباح الباكر وأحياناً وقت العصر. «الجامي» الذي يستخلص من لبن الماعز أو البقر، ويتصف بطعمه اللذيذ، لونه أبيض ويتزين بالسمن ويتصدر المأكولات التراثية في القيظ، حيث يفضل الكثيرون تناوله مع حبات التمر أو الرطب. سهيلة المزروعي تبدأ صباحها بتناول وجبة الجامي مع حبات التمر، في الصباح الباكر، لتمدها بالقوة، وهي تفضل إعدادها بأناملها، حيث اكتسبت خبرة طويلة من والدتها التي علمتها الطريقة التقليدية في طبخه، حيث لا يحتاج إلى وقت طويل بقدر ما يحتاج إلى مهارة في التجهيز. وعن طريقة إعداده التقليدية تقول المزروعي: يفضل استخدام حليب المواشي، الذي يحتاج بعد ذلك إلى وضعه في إناء ويترك من أربع إلى ست ساعات على النار لمدة لا تتجاوز عشرين دقيقة، شريطة ألا تصل الحرارة إلى درجة الغليان حتى لا يتغير طعمه، ويظل محافظاً على تماسكه، ومع مرور الوقت يبدأ «الجامي» في الطفو على الماء، وبعد أن ينعزل بصورة تامة ويصبح على شكل قالب أبيض، تطفئ النار وتتركه فترة طويلة إلى أن يفتر ويأخذ طعمه الأصلي، ليسهل بعد ذلك نقله إلى وعاء آخر من دون الماء، ويضاف عليه السمن العربي ويقدم مع التمر والخبز في بعض الأحيان. أما مهرة السويدي فتشتريه من مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تخلو من ابتكار أشكال جميلة في تقدميه، وهي تتناوله وقت العصر مع التمر بحضور جاراتها، حيث تجلب فوالتها ويتربع طبق الجامي في الوسط، ويتطرق الحديث إلى أيام الذكريات وتعلو الضحكات.
مشاركة :