باشرت قوات الأمن الاسرائيلية الخميس عملية بحث في قطاع حساس من الضفة الغربية المحتلة بعد العثور على جثة جندي شاب تلقى عدة طعنات في هجوم وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه "إرهابي". وجاء في بيان للجيش الاسرائيلي صدر باللغة الإنكليزية “عثر في الصباح الباكر الخميس على جثة جندي تحمل آثار طعن قرب بلدة (يهودية) شمال الخليل”. وعثر على الجثة تحديدا قرب مستوطنة ميغدال عوز في محيط مجمع غوش عطسيون الاستيطاني بين مدينتي بيت لحم والخليل، وهي منطقة تشهد بانتظام صدامات بين فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية. وقال الجيش بعد الاعلان عن مقتل الجندي أن قوات من الجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات الداخلية (شين بيت) تمشط المنطقة. وفي المكان أبقت وحدة من الشرطة صباح الخميس المراسلين على مسافة تقل عن مئة متر من الموقع، وتشير مصادر صحفية إلى انتشار لقوات الأمن والمسعفين. ولم ترد بعد توضيحات حول ظروف مقتل الجندي لكن نتانياهو سارع إلى ادانة هذا “الهجوم بالسكين”. وأضاف نتانياهو الذي يخوض حاليا حملة الانتخابات التشريعية في 17 سبتمبر أن “قوات الأمن تنفذ عملية للقبض على هذا الارهابي القذر وتصفية الحسابات معه”. والجندي البالغ الـ18 من العمر كان طالبا في مدرسة دينية في مستوطنة ميغدال عوز بالقرب من المكان الذي عثر فيه على جثته. وقال مدير المدرسة للإذاعة الاسرائيلية أن الجندي كان يتبع برنامج خدمة عسكرية خاصا يتضمن دراسات دينية. وأعلن الحاخام شلومو ويلك “توجه الجندي الى القدس بعد الظهر لشراء هدية لأساتذته”.وأضاف “كان على اتصال بنا قبل نصف ساعة من مقتله، وهو في الحافلة عائدا الى المدرسة الدينية”. وتابع “لكنه قتل على بعد نحو مئة متر من موقف الحافلات قبل دخوله المستوطنة”. وأفاد مصدر صحفي في المكان أن جثة الجندي كانت على بعد أربعين مترا من مدخل المستوطنة. ويشكل تسارع وتيرة بناء المستوطنات اليهودية التي يقيم فيها اليوم أكثر من 600 ألف مستوطن يعيشون وسط ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، موضع توتر شديد. وفي وقت سابق هذا الأسبوع وافقت إسرائيل على خطط لبناء أكثر من 2300 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وتشريع ثلاث مستوطنات لم تكن تعترف بها الدولة العبرية رسميا. وقال ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف هذا الأسبوع إن “لا قيمة قانونية لتوسيع المستوطنات وهو خرق فاضح للقانون الدولي”. وإن كانت حركة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين تواصلت في ظل كل الحكومات الاسرائيلية منذ 1967، فهي تسارعت في السنوات الأخيرة في عهد بنيامين نتانياهو وحليفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وغير ترامب سياسة الولايات المتحدة في المنطقة لصالح إسرائيل فاعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية وقطع المساعدات للفلسطينيين. ويحاول صهره ومستشاره جاريد كوشنر اقناع دول المنطقة بخطته لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني في مبادرة رفضها الفلسطينيون الذين يعتبرون الادارة الاميركية الحالية منحازة لاسرائيل.
مشاركة :