هاجم البابا فرنسيس الاتجاهات السيادية المتطرفة التي تنم عن تصرف «انغلاقي يقود إلى الحرب»، معربا عن القلق لوجود خطب في الوقت الحاضر «تشبه خطب هتلر عام 1943»، وذلك في مقابلة نشرتها أمس الجمعة صحيفة لا ستامبا في خضم أزمة سياسية فجرها الزعيم الإيطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني. وقال الحبر الأعظم في الصحيفة اليومية التي تصدر في تورينو، من دون ذكر سياسيين أو بلدان بعينها، إن «الاتجاهات السيادية تنم عن تصرف انغلاقي. أشعر بالقلق لأننا نسمع خطبا تشبه خطب هتلر في 1934. ( نحن أولا. نحن. نحن.) هذه أفكار مخيفة». وقد فجر الرجل القوي للحكومة الإيطالية ماتيو سالفيني، رئيس الرابطة الإيطالية الخميس، الائتلاف الحاكم الذي يضم أيضا حركة الخمس نجوم (المعارضة للنظام)، متسببا بحصول أزمة سياسية. ويعتبر سالفيني القريب جدا من الزعيم المجري فيكتور أوربان وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن، أنه ينتمي معهم إلى «جبهة سيادية» تعمل على «طرد الطبقات الحاكمة الأوروبية». وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحقق فوزا كبيرا بدعم من حزب «فراتيلي ديطاليا» ذي الميول الفاشية. وأضاف البابا «يجب أن يتمتع أي بلد بالسيادة، ولكن يجب ألا يكون منغلقا. يجب الدفاع عن السيادة، ولكن يجب أيضا الدفاع عن العلاقات مع الدول الأخرى، مع المجموعة الأوروبية. السيادية هي مبالغة دائما ما تنتهي بشكل سيء: إنها تؤدي إلى الحرب». وسئل البابا عن «الشعبوية»، فأجاب أنها «من الخطاب نفسه». مؤكدا أن «الشعبويين يقودوننا الى السياديين». وفي تعليق عبر تغريدة، وصفت مارين لو بن كلام البابا بـ«المحبط». وأوضح البابا فرنسيس أن أوروبا، التي تمثل «الوحدة»، «يجب ألا تذوب». مضيفا «لقد ضعفت على مر السنين، وأيضا بسبب بعض مشاكل الحكم والانقسامات الداخلية. لكن لا بد من إنقاذها. وبعد الانتخابات، آمل في أن تبدأ عملية التعافي»، مشيدا بتعيين امرأة لرئاسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لين. ودائما ما يشير البابا الى خطر تنامي نفوذ الأحزاب الشعبوية المناهضة للهجرة، من دون أن يسمي البلدان أو المسؤولين المعنيين على هذا الصعيد.
مشاركة :