الغرق الجاف خطر يهدد حياة الأطفال خارج الماء

  • 8/10/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:رانيا الغزاوي حذر أطباء الأسر في ظل إقبالهم خلال العطلة الصيفية على زيارة البحر أو المسابح، من خطورة حدوث الغرق الجاف الذي لا تقل خطورته عن الغرق العادي الشائع، حيث يتسبب بابتلاع كميات من المياه داخل حمامات السباحة أو في البحر ينتج عنها تراكم المياه في الرئة بعد دخولها من الأنف والفم مروراً بالقصبة الهوائية، وتكمن خطورته بأن أعراضه لا تظهر إلا بعد خروج الطفل من المياه لمدة تمتد حتى 24 ساعة، وقد تصل إلى الوفاة لو لم يتم تقديم العلاج اللازم، ويعد الأطفال الأكثر عرضه للإصابة به بنسبة 95%.وشدد الأطباء على ضرورة مراقبة الطفل من قبل الأهل ومتابعته عن كثب، حيث يؤدي الإهمال والتأخر في اكتشاف أعراضه إلى حدوث وفاة بشكل مفاجئ.أوضح الدكتور محمد العربي، رئيس قسم الطوارئ بمستشفى في أبوظبي، أن الغرق الجاف أو ما يعرف بالغرق الثانوي، لأن الشخص لا يغرق في البحر أو حوض السباحة على الفور بل يخرج منهما بسلام، وتبدأ بعدها الأعراض بالظهور، وتحدث هذه الحالة في خلال مدة لا تقل عن ساعة ولا تزيد عن 24 ساعة من نجاة الشخص من الغرق في المياه، أو بسبب ابتلاع كميات من المياه داخل حمامات السباحة أو في البحر أو حتى في حوض الاستحمام المنزلي، مشيراً إلى أن الغرق الجاف يحدث بنسبة 95% عند الأطفال من عمر عامين وحتى 10 أعوام، نتيجة تراكم المياه في الرئة بعد دخولها من الأنف والفم مروراً بالقصبة الهوائية، وفي بعض الأحيان يصاب الشخص بالوذمة الهوائية، التي تسبب عدم قدرته على التنفس، وفي حال لم يتلق الشخص الإسعافات المناسبة بمجرد ظهور الأعراض فإنه سيموت غالباً بهذه الإصابة، كما يحدث الغرق الجاف أيضاً بسبب ابتلاع الطفل كميات كبيرة من المياه عن طريق الخطأ وبشكل متتال، وعند تجمع تلك المياه على الرئة يحدث انسداد في التنفس ينتج عنه الغرق الجاف، ويمثل ابتلاع كمية كبيرة من مياه الشرب دفعة واحدة، أحد حالات الغرق الجاف.ولفت إلى أنه في حال ملاحظة أعراض الغرق الجاف على الطفل، يجب نقله إلى المستشفى على وجه السرعة، حيث يعمل الأطباء بداية على التأكد من أن مجرى التنفس طبيعي، ولا يوجد فيه مشكلة، إلى جانب التأكد من عدم وجود نقص في الأكسجين، أو أن الطفل يعاني دوخة أو أن حركة الجسم غير منتظمة، والعمل على متابعة مجرى التنفس، ومستوى الوعي والتأكد من عدم وجود تقيؤ مفاجئ عند الطفل.وقال الدكتور زيد زعمط أخصائي أمراض الرئة في كليفلاند كلينيك أبوظبي: «يؤدي هذا النوع من الغرق إلى انغلاق الأحبال الصوتية تحديداً من فوق القصبة الهوائية، وتسمى هذا الحالة « بتشنج الحنجرة» الذي قد يكون خفيفاً ويتسبب في صعوبة التنفس، أو قد يكون شديداً ويمنع الأكسجين من الدخول إلى الرئتين أو الخروج منها، حيث تدخل المياه إلى رئة الطفل الصغيرة ثم تنتقل إلى الحويصلات الهوائية، ومن ثم تمتلئ الحويصلات، ما يمنع عملية نقل الأكسجين بشكل طبيعي في الرئتين، ليصاب بعدها الطفل بعدة أعراض للغرق الجاف، من أبرزها صعوبة التنفس بسبب تعرض الحنجرة إلى تشنجات عند مقاومتها دخول الماء وتغير لون شفتي الطفل للون الأزرق، والسعال المستمر، والإصابة بالإرهاق الشديد، وإحساس بآلام في الصدر، وفقدان الوعي بسبب نقص الأكسجين عن الدماغ، وظهور فقاعات هوائية على أطراف شفتي الطفل، وطلب النوم بشكل مستمر، ويبدأ ذلك بعد ساعتين تقريباً من خروج الطفل من الماء، حتى 24 ساعة».ودعا الأهالي لاختيار المسبح المناسب لعمر الطفل، إذ يفضل أن يسبح الطفل في المسبح الذي يستطيع الوقوف فيه في حالة عدم مقدرته على السباحة، وأن يرافق الطفل أحد الوالدين، فلا يترك الطفل الصغير في الماء وحده، إضافة إلى تدريب الطفل على السباحة، ليتعلم الطريقة الصحيحة لممارسة السباحة، وارتداء سترات النجاة إذا كان الشخص لا يجيد السباحة، فضلاً عن متابعة تنفس الطفل بعد السباحة للتأكد من أن حالته طبيعية، وأنه غير مصاب بأي آلام أو صعوبة في التنفس.من جانبها، أشارت الدكتورة زينب الجباس أخصائية طب الأطفال بمستشفى في أبوظبي، إلى أن الأطفال خلال وجودهم في البحر أو المسبح قد يشربون المياه بسبب عدم قدرتهم على السباحة بشكل طبيعي، لافته إلى أن الطبيب في مثل هذه الحالات يقوم بالكشف على الحويصلات الهوائية، أو عمل صورة للصدر، مشددة على أن المسؤولية تقع على كاهل الأهل بالدرجة الأولى، من حيث ضرورة التنبه لما يحصل لأبنائهم بعد خروجهم من الماء وانتهاء السباحة، وعدم الانشغال عنهم أو إرسالهم بمفردهم إلى حصص السباحة، والحرص على تعليم الطفل السباحة من عمر مبكر.وأوضحت أنه في بعض الحالات يمكن أن يتم منع الطفل من الأكل والشرب لمدة من 4 إلى 6 ساعات.

مشاركة :