على صعيد عرفات اليوم يقف ضيوف الرحمن بزي واحد، ولون واحد، ولسان واحد، ودعاء واحد، متجهين بأفئدتهم!! الخالق الواحد رافعين شعار التوحيد: “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك”. إنها الوحدة الإسلامية في أبهى صورها، فلا صغير ولا كبير ولا أسود ولا أبيض ولا عربي ولا أعجمي ولا رجل ولا امرأة.. إنه عدم التمييز، الذي أعلى الإسلام من شأنه قبل أكثر من 14 قرناً شعاراً وسلوكاً. “لبيك اللهم لبيك” به تلهج الألسنة، ويتردد صداه في الصدور وتتعلق به القلوب غير آبهة بزخرف الدنيا متطلعة إلى ثواب الآخرة ناشدة رحمات الله تتنزل عليهم في يوم الحج الأكبر، ومع كل طرفة عين والتفاته تشهد الملايين من ضيوف الرحمن هذه الجهود الجبارة، التي بذلتها المملكة؛ قيادة وشعباً، من أجل تهيئة الأمن والأمان والراحة والطمأنينة مستخدمة أحدث التقنيات لتوفير الأجواء الروحانية، التي تليق بقدسية الفريضة، لا تبتغي سوى وجه الله ونيل شرف خدمة الحجيج. وبموازاة هذه الخدمات العظيمة كان الحرص البالغ من كافة القطاعات العاملة في الحج على تفرغ الحاج لأداء النسك وتحقيق حلم العمر بدون تشويش ولا مدافعة ولا شعارات سياسية ولا نداءات طائفية تتصادم مع مقصد التوحيد الذي شرع من أجله الحج. ويكفي المملكة أن يشهد لها العالم من أقصاه إلى أقصاه بأنها القادرة المقتدرة على تمكين ملايين المسلمين من أداء عبادة توفيقية في الزمان والمكان عبر إدارة حشود محكمة وحرص بالغ على الطمأنينة والسكينة والأمن والأمان.
مشاركة :