الحصار قطع الأرحام وحرم القطريين من أداء الركن الخامس

  • 8/12/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين : دعا عدد من خطباء المساجد في خطبة صلاة العيد إلى ضرورة أن يتم رفع الحصار المفروض على قطر منذ أكثر من عامين والذي أدى إلى حرمان أهل قطر مواطنين ومقيمين من زيارة بيت الله الحرام وأداء الحج والعمرة .. معربين عن أمهلم في تمكين أبناء قطر من أداء المناسك كباقي المسلمين في شتى بقاع الأرض. وأكد الخطباء أن العيد فرصة ليعود المخطئون عن أخطائهم ويرجع فيه القاطعون إلى أهليهم وأرحامهم ويستيقظ فيه النائمون من غفلتهم ويحن فيه من غلظت قلوبهم بالأسى على أحبتهم وأهل مودتهم .. داعين إلى جعل العيد أيام أفراح لا أتراح، وأيام اتفاق لا اختلاف، أيام سعادة لا شقاء، أيام حب وصفاء لا بغضاء أو شحناء. وحث الخطباء المسلمين على التسامح والتصافي وصلة الأرحام ورحمة الأيتام والتخلق بأخلاق الإسلام .. محذرين من الاستعجال في الحكم على الوقائع والحوادث وكذلك على الأشخاص وأفعالهم. ونبهوا إلى خطورة تهميش البعض للأعياد واعتبارها مجرد إجازة وراحة واستجمام من العمل والدراسة .. مؤكدين أن ذلك سيؤدي مع مررور الوقت إلى نشأة جيل جديد على هذه العادات الدخيلة على مجتمعاتنا. عودة المخطئين فمن جانبه، قال الدكتور محمد حسن المريخي، في خطبة العيد بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: ما أجمل أن يعود المخطئون عن أخطائهم في العيد ويرجع فيه القاطعون إلى أهليهم وأرحامهم ويستيقظ فيه النائمون من غفلتهم ويحن فيه من غلظت قلوبهم بالأسى على أحبتهم وأهل مودتهم. وحذر من الاستعجال في الحكم على الوقائع والحوادث وعلى الأشخاص وأفعالهم .. مشيرًا إلى أن الاستعجال يدل على خفة العقل وضعف البصيرة وما ورد الاستعجال في القرآن والسنة إلا مذمومًا منهيًا عنه ملومًا صاحبه إلا الاستعجال في الخيرات وطلب الصالحات ومواسم العطاءات الربانية. وقال إن الشريعة حذرت من الاستعجال لأنه حركة نفسية تدفعها النفس وتديرها ويكفى أن نعلم أن الاستعجال إذا سيطر على المرء أورثه الطيش والتهور والسفاهة والحمق واتباع الهوى والغرور وما استعجل أحد إلا وندم وخسر وحكم عليه الناس بما لا يرضاه لنفسه. وأكد أن الحق منصور مؤيد من العزيز الحكيم ولكن لمصلحة العبد الخالصة عند ربه عليه أن يكون مع الحق، ينصره ويؤيده مخلصًا من قلبه ابتغاء وجه الله. وشدد على أن الأخوة في الله تعالى نعمة كبيرة باركها الله تعالى في كتابه ورسوله في سنته .. داعيًا إلى الاعتناء بها والاستكثار من الأخوة في الله تعالى لأنها عدة للزمان وسلاح لنوائب الأيام وصخرة تتحطم عليها سفن العدوان وأما غيرها من الأخوّات فمصيرها تنقلب عداوات في يوم الحسرة والندامات. تسامح وتصافٍ من جانبه، حث فضيلة الشيخ أحمد محمد البوعينين الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة المسلمين إلى أن يجعلوا هذه الأيام، أيام أفراح لا أتراح، أيام اتفاق لا اختلاف، أيام سعادة لا شقاء، أيام حب وصفاء لا بغضاء أو شحناء. كما دعا إلى التسامح والتصافي بين المسلمين قائلاً: تسامحوا وتصافوا وصلوا أرحامكم و ارحموا الأيتام وتخلقوا بأخلاق الإسلام و عليكم بصلة الأرحام ولتجعلوا العيد هذا العام عيدًا تتحقق فيه المحبة والتصافح ولنبادر جميعًا فالعيد فرصة للتزاور وصلة الأرحام وأعرب الشيخ البوعينين عن أمله في أن ترفع الحجب عن أهل قطر وأن يتيسر لهم الحج العام القادم. ثم تحدث فضيلته عن فضل الأضحية مشيرًا إلى ما روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً». «لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ ». وأضاف : لنستحضر في لحظات ذبح الأضحية قصة ذبيح الله إسماعيل مع أبيه الخليل عليهما الصلاة والسلام، حيث تجلت في تلك الملحمة التي خلدها التنزيل بأحرف من ذهب، أبهى صور التضحية في سبيل الله، وابتغاء مرضاته، فيَهُبُّ الخليل ملبياً أمر الله بذبح فلذة كبده على كبر من العمر، ويستجيب الابن البار لأمر الله بنفس مطمئنة وقلب راض، وانقياد مطلق، «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ». وتدرك رحمة الرحمن الأب المكلوم، والابن البار، فيُفتدى الذبيح بكبش من الجنة عظيم، وتبقى سنة باقية إلى يوم الدين. تهميش الأعياد بدوره عبر فضيلة الشيخ محمد يحيى طاهر، في خطبة العيد بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله، عن أسفه لأن البعض بات يهمل الاهتمام بالأعياد ويعطي دروساً ميدانية ومجانية للأجيال القادمة في تهميشها بهُروبِهم من العيد إلى خارج البلاد، واعتبارها مجرد إجازة وراحة واستجمام من العمل والدراسة. كما حذر من تهميش البعض للشعائر التي أمر الله تعالى بتعظيمها وربطها بتقوى القلوب، من خلال تقاعسهم عن نحر الأضاحي، أو الصلاة في مصليات العيد، أو صلة الأرحام . ونبه إلى أنه مع الوقت سينشأ جيل جديد على هذه العادات الدخيلة، وستكون أوزارهم فوق ظهور آبائهم مبينًا أنه من الملاحظ أن أبواب بيوت البعض ومجالسهم تكون مغلقة في صباح العيد و الكثيرون بات يعايد بعضهم البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل منهم في واد. ومضى إلى القول: استيقظوا من سباتكم لكي لا نفقد ما بقي من طعم أعياد المسلمين، فهي أيام التراحم والتلاحم، لا الهجران والتقاطع والتخاصم، هي أيام صلة الأقارب والأرحام، وتفقدِ الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، هي أيام المحبة والمودة والوئام، أيام تصفو فيها قلوب الكرام، فتشيع فيها التهنئة والعيدية، وتفشو المصافحة والتحية. و شرح فضيلته سنة الأضحية وشروطها وقال إن من لم يجد إلى الأضحية سبيلاً، فلا يبتئس ولا يحزن، مشيرًا إلى أنه قد ضحت عنه أشرف يد وأطهرها، إنها يد المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد قال: «اللهم هذا عن أمتي جميعها، من شهد لك بالتوحيد، وشهد لي بالبلاغ».

مشاركة :