عيسى الحربي- سبق- الرياض: رأى المحلل الاقتصادي عبدالحميد العمري أن أكبر وأخطر تحدّ يواجه البلاد حالياً هو تضخم الفقاعة العقارية التي صنعها تجار التراب -على حد قوله- وتفاقم البطالة وما تبعها من تفاقم لنسبة الفقر والجريمة، وما تلاه من تباين الدخل بشكل أوسع وأكبر بين طبقة غنية جداً تمتلك الثروات، مقابل طبقات أدنى دخلاً وأكثر مديونية، مؤكداً أن تجّار التراب جسر جهنمي للتدمير، مبيناً أن ابناً مدللاً وحتّة سمسار وكاتب مستنفع تلاعبوا بـالعقار فأفعمهم قرار مجلس الشورى بفرض رسوم على الأراضي البيضاء. ورسم الاقتصادي العمري خريطة طريق تساهم في حل أزمة السكن في المملكة، مشيراً إلى أن قرار رسوم الأراضي البيضاء ضرب بيد من حديد تجار الأراضي، غير مبالٍ بسطوتهم وتأثيرهم على كل من يهدد قطاعهم أو ينتقص من نفوذهم؛ حيث لم ينس أن يكشف حقائق كثير من الأمور في القطاع العقاري، مسدياً النصائح للمواطن البسيط الحالم بامتلاك منزل يعيش فيه، ومحذراً المحتكرين للأرض، بأن نهايتهم ستكون سريعة. وقال: مع استمرار ارتفاع أسعار العقارات ستضطر الكثير من منشآت القطاع الخاص للتوقف، والتوجه فورا للمضاربة في العقار، فتزيد البطالة والفقر ويقل الإنتاج ولك أن تتخيل أن تتوجه أغلب الثروات محلياً للعقار والمضاربة فيه، فماذا سيحل بالبلاد والعباد؟ ثروات طائلة يقابلها مجتمع به عاطلون وفقراء، لهذا؛ يُعد ما وصلنا إليه من تضخم بأسعار الأراضي والعقارات جسر (جهنمي) لتدمير وجودنا تماماً. وأضاف: لأجل الأسباب المذكورة أعلاه عزمت الدولة على تحطيم فقاعات العقار بالكامل، وإعادة الأسعار لوضعها الطبيعي وخفضها بنسب كبيرة وهو في الحقيقة إنقاذ لمقدرات البلاد والعباد وفيه خير وتنمية شاملة، وخلافه ليس إلا أكاذيب وتخريف، وتأكّد أنّ كل من يدافع عن تضخم الفقاعة العقارية (الجسر الجهنمي) أنه المستفيد الأناني الوحيد منها! وأنه بحماقته لا يدرك أبدًا أي هلاك ينتظرنا. وبين: وجدت أغلب من يدافع عن (الجسر الجهنمي العقاري) مستفيد، إما أنه تاجر تراب، أو ابنه المدلل بملعقة ذهب، أو حتّة سمسار، أو كاتب غفلة مستنفع؛ حيث استثمر العمري موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ليوصل صوته إلى جميع المتعاملين والمنتفعين مع قطاع العقار، وإلى صانعي القرار في الدولة، فكانت تغريداته محل اهتمام الجميع، بعدما استشعروا أنها خالصة لوجه الله، وليس فيها مصلحة شخصية ما. وعبر العمري عن استيائه الشديد من تجار الأراضي أو تجار التراب كما يحلو أن يسميهم، لاستغلالهم حاجة الناس إلى الأراضي البيضاء، فيرفعون أسعارها كيفما يشاؤون، وقال في تغريدة لهم، موجهاً النصيحة للمواطن الذي يريد أن يشتري أرضاً: النصيحة للمرة الألف، احذر ثم احذر أخي وأختي الأفاضل، فأول وأهم رأس مال تجار التراب هو استغلال جهلك بخفايا السوق العقارية، ثم ضربك. ولطالما هاجم مزادات تجار التراب الوهمية، التي شهدت خداع المواطنين الحالمين بشراء أرض، فقال في تغريدة مشهورة له: كان محزنا جداً خداع الباحثين عن تملك أرض لبناء مسكن، ولكن همشوا وبيعت كبكبات لكبار العقاريين، لهذا امتلأت قاعة المزاد بالحالمين للأسف. ولم يغفل العمري مشكلة ارتفاع الإيجارات في مناطق المملكة، وقال في تغريدة ساخرة: ارتفاع أسعار الإيجار أدى إلى تعثر الزواج أو طلاق المتزوجين وانهيار الأسر، ونالت هذه التغريدة اهتماماً كبيراً وتعليقات عدة من المواطنين. وفي تغريدة أخرى، وجه العمري نصيحة للمواطن غير المضطر لشراء أرض، أن يدرك حقيقة السوق أولاً، وقال نص التغريدة: لا يشتري في هذا الوقت إلا مضطر أو شخص غير مدرك لما يجري من تطورات بالسوق، احذر المغامرة إن لم تكن مضطراً. وعقب فرض رسوم على الأراضي البيضاء، تعمد العمري أن يرصد تخبطات العقاريين في مزاداتهم، في تغريدة قال فيها: هارد #كل تجار_ التراب ما زبطت هالمرة، #مزاد_مخطط_الأجيال نزول بـ35 %ـ40 % والبيه لم يكتمل، علماً أن متوسط سعر الشهر الماضي 1816 ريالاً للمتر، وفي تغريدة مماثلة، قال: المشهد الختامي لـ#مزاد_حطين، مشهد رقمي مؤثر، اصفع به وجه كل من يهذي بما لا يعي، محاولاً خداعك أن العقار لم يمت. وعلق العمري على قرار مجلس الشورى، بفرض رسوم على الأراضي البيضاء، وهو القرار الذي لطالما نادى به الكثير من المتضررين من غلاء أسعار الأراضي البيضاء، فقال ساخراً من محتكري الأراضي قائلاً: العقاريون مزعلينا 20 عاماً، خليهم يزعلوا (هذا مغص عقاري)! وكان لصغار العقاريين، نصيب من تغريدات العمري الذي وجه نصيحة إليهم، محذراً إياهم من كبار التجار، وقال في تغريدته: لصغار ملاك الأراضي إن كانت أراضيكم بهدف المتاجرة، احذروا من تخدير كبار العقاريين لكم، #رسوم_الأراضي_ البيضاء أصبحت حقيقة اسبقوهم قبل أن يسبقوكم.
مشاركة :