جرجس إبراهيم يكتب.. الأنبا ثاؤفيلس جسر المحبة في كنيسة منفلوط

  • 8/12/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعد مطرانية منفلوط واحدة من الإيبارشيات التاريخية في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي انجبت للكنيسة العديد من الرموز المسيحيية وعلي رأسهم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، والعديد من الأساقفة والكهنة والرهبان.وبعد وفاة الأنبا انطونيوس أسقف منفلوط، توجس الشعب في انتظار اعلان السماء عن مجيء راع ليقود الكنيسة في أصعب العصور، فشهدت ايبارشية منفلوط العديد من الأحداث الصعبة في الآونة الأخيرة منها انشقاق جزء من المطرانية منذ عشرين عاما، كما شهدت واقعة مؤسفة في غاية الخطورة وهي استشهاد القس دانيال مسموما علي مذبح الكنيسة وهي وقائع تعد غريبة علي الكنيسة.وظلت كنائس منفلوط العريقة لمدة عام في انتظار راع ومدبر وأب يرعي شعبه بطهارة وبر لمدة عام حتي جاء اعلان السماء عن اختيار الراهب ميخائيل المحرقي ليقود الكنيسة في ظروف غاية الدقة والصعوبة فأراد الرب أن يخرجه من عزلته ووحدته ليعظ بالإنجيل ويتكلم، فهو انجيل معاش.وايبارشية منفلوط تحتاج إلي راع من طراز خاص، فكانت المعجزة الحقيقة التي ألهمت الكنيسة هي اختيار ذلك الراهب فأسقفيته كانت بإلهام وبأمر من الله، وكأن الرب أراد إظهار مواهبه الخفية المتألقة فجاء اختياره أسقفًا وقد دأب على الوعظ والتعليم خلال خدمته بقرية رزقة الدير التابعة للدير المحرق عندما كان راهبا هناك، وحسبنا في ذلك شدة تلهف الناس لسماع عظاته التي يلقيها في الكنائس.فالراهب ميخائيل المحرقي "الأنبا ثاؤفيلس لاحقا" هو كاتب جيد السبك الحسن الصياغة، أوتي لسانًا فصيحًا وبيانًا ساحرًا، وسلك طريقًا لم يكد يُسلك، في الخشوع والعبادة، كأنه آية في صدق الشعور والتحمس للدين، وفوق ذلك من علّية الورعين القديسين وقد تمكن حب الله في قلبه حتى بلغ منه كل مبلغ.ومن خلال تعاملي البسيط معه وجدت ان حكمته لم نجد لها ذكرًا في كتب أهل العلم، فهو حكيم لبق كثرت محاسنه وحُمدت مآثره، حتى صارت رعايته لشعبه علامة مميزة.فهو مرشد روحي من الطراز الأول تجلي إليه وكأنك مع الآباء القديسين القدامى، إذا تكلم أوفي موضوعه واستوفي وقائعه وشد انتباه سامعيه، لكلامه لما يكون الأثر في القلوب.أما عن تواضعه الكثير فهو معروف للجميع، إذا تحدث إليك نسيت أنك تتحدث مع أسقف، إنه متواضع التواضع الحقيقي، ولذلك نظر الرب إلي تواضعه فرفعه إلي كرسي الأسقفية.ومن خلال متابعتي له أثناء خدمته في الدير المحرق وجدت أنه يدرس نفسية الشباب ويعرف متطلبات الجماهير وحاجة الوطن فيعالج أدواء المجتمع ويبني قدرات الشباب ويشكل مواهبهم لخير الكنيسة والأمة والأجيال ولعل ان زيارته الأخيرة التي قام خلالها بتكريم أسر الشهداء من الجيش والشرطة خير دليل علي هذا.ولما تبلورت أعماله الفذة في الرهبنة ورزقة الدير، أظهرت ما كمن من مواهبه وأبرزت ما خفي من فضائله لتعد الطريق أمامه للأسقفية والعمل الخطير الذي ينتظره.فهو بحق إذا تكلم أفحم وأبهت الجميع، وإذا شرح أوفى الشرح وإذا فسر أجاد، تأتيه العبارات سلسة رائعة حتى في الأمور اللاهوتية من أقرب طريق - بينات كالشمس، وموهبة الوعظ والتعليم عنده موهبة أصيلة هو شاعر مطبوع وخطيب مفوه وأديب مبدع، يجرى قوله مجرى الحكم الفصل ورأيه مجرى القانون الصريح.

مشاركة :