منذ أن اختارت العناية الإلهية قداسة البابا تواضروس الثاني لتدبير شئون الكنيسة، وضع نصب عينيه مهمة التعمير الرعوي بالكنيسة، فالبابا مدرك أهمية استقرار الرعاية و الخدمة، وأن المسيح جاء لأَجْلِ الإِنْسَانِ فمحور خدمته على الأرض كان الإنسان وحده.فسار البابا تواضروس علي درب سيده، وقام بحركة نهضة رعوية كبيرة في غضون سنوات بسيطة ربما لم تشهدها الكنيسة من قبل، حتي إمتدت الرعاية والخدمة والتعمير حتي وصلت إلي بلاد بعيدة لم نكن نسمع عنها من قبل.وكانت وصية البابا تواضروس عند سيامة الأساقفة الجدد، أن يسيروا في طريق المسيح وهو طريق خدمة الإنسان أولًا، فكانت مهمة البابا شاقة، وصعبة وعسيرة للغاية، فكان عليه اختيار شخص يستحق نوال نعمة الأسقفية، وفي نفس الوقت قادر علي أن يكون خادم حقيقي، كما ألغي قداسته فكرة سيامة الأسقف العام للإبروشيات الشاغرة وقام بسيامة الأسقف علي ابروشيته مباشرة، كي يستفيد من عوامل الاستقرار .وفي هذه الأيام قد يكون مرعام كامل لم يقم البابا بسيامة، أساقفة جدد بسبب الإجراءات الاحترازية المفروضة بسبب انتشار جائحة كوفيد-19.وعندما تتبعت الكثير من الأباء الأجلاء الذين رسمهم البابا تواضروس الثاني لرتبة الأسقفية، إذا وجدتهم يسيروا في اتجاه الخدمة الصحيحة، وحياة الإنضباط الروحي التي تنبع من محبة صادقة.وبنظرة أكثر عمقأ إلي الأساقفة الأربعة الجدد الذين تمت سيامتهم بيد البابا تواضروس، لرتبة الأسقفية، العام الماضي، وفي سابقة فريدة من نوعها أرسى البابا مبدأ وتقليد جديد وهو تأهيل الأساقفة الجدد على أمور الإدارة، والخدمة وأن يزوروا الإيبارشيات لاكتساب الخبرات من جانب الآباء القدامى ذوى الخبرات الكبيرة.وددت أن أتحدث عن الأنبا ثاؤفيلس أسقف إيبارشية منفلوط، فهو من باكورة الأباء الأربعة الجدد الذين زار الإيبارشيات لاكتساب الخبرات، وعلي مدار عام تتبعت مسيرة هذا الأب الوارع، ومنذ جلوسه على كرسيه، وعكف علي استئناف مسيرة الخدمة من جديد كقائد روحي تشاغَلَ بتعمير قلوب البشر، فقاد حركة افتقاد كبيرة لم تشهدها الأبروشية من قبل للإطمئنان على حالة رعايته اجتماعيا وروحيًا، فهو بحق يسير علي درب الراحل العظيم الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا.فالأنبا «ثاؤفيلس» أدرك وقائع التغيير السريع في المجتمع بصورة أعمق، وأن نمو الكنيسة والخدمة في هذا التغيير أصبح ممكن، فتجاوب مع وقائع جيلنا بحكمة كبيرة، وأدرك أن الخدمة توجهًا تحتاج إلى أفكار جديدة، وكانت لغته هي الحب الأمين وبذل الذات، فالحب هو عطية الله المنسكبة في قلبه.
مشاركة :