مكة المكرمة والقدس الشريف المدينتان التوأم على مر العصور

  • 8/13/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ارتبطت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأهلها، بأرض فلسطين والقدس الشريف الذي يحتل مكانة عميقة في نفوس أبناء بلاد الحرمين الشريفين، ويكنوا لأهله محبة خاصة. هذه العلاقة لم تكن وليدة اللحظة بل ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي والعصور، وشهدت هاتين البقعتين المقدستين أحداثاً ومعجزات إلهية وكانت لنور الرسالات السماوية. فمن فلسطين خرج سيدنا أبراهيم ومعه زوجه هاجر وابنهما إسماعيل عليهم السلام إلى موضع البيت العتيق فوضعهما ورجع بأمر من الله عز وجل، فلما مضى واستوى على ثنية كداء (كدي) فاقبل ودعا الله عز وجل، قال تعالي: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ". وتستمر هذه العلاقة المقدسة بين هاتين البقعتين الطاهرتين ليبعث الله من مكة لمكرمة محمد بن عبدالله رسولاً للعالمين هدى ورحمة، ويختصه الله عز وجل بأنه خاتم النبيين مبعوثاً بآخر الرسالات السماوية، وتأكيداً لارتباط هاتين البقعتين الطاهرتين يسري الله بعبده محمداً عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، قال الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير". ويمثل المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، إذ قال رسول الله صبى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى"، وفي هذا بيان لفضل هذه المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى. وتتجلى في هذه الأيام المباركة هذه العلاقة الصادقة بين أبناء الحرمين الشريفين، وأهل فلسطين، حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باستضافة 1000 حاج وحاجة من فلسطين على نفقته الخاصة، لأداء مناسك الحج، ضمن برنامج الاستضافة التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عرفاناً لهم بالتضحيات التي قدموها في الذود عن المسجد الأقصى المبارك، وتكريماً ومواساةً لأهل فلسطين الذين يستحقون كل التكريم، جزاءً لصبرهم ولتضحيتهم، وفي إطار ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم متواصل للقضية الفلسطينية وشعبها المناضل. ومن داخل المخيم الواقع بالقرب من مسجد الخيل يعمل 394 موظفاً وموظفة على مدار 24 ساعة، سعياً لراحة الحجاج من الجنسين وفق خطة مجدولة لضمان وصول الخدمات المتميزة لهم ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.

مشاركة :