الاكتئاب هو أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا ويصنف ايضا من ضمن الاضطرابات النفسية الشائعة في مجتمعنا الحاضر وخصوصا بين الفتيات والشابات بشكل مخيف، ومن الصعب ملاحظته الى حد ما، وخصوصا في المراحل الأولى في بداية الامر، ولكن هناك اعراضًا تكشفه. قد يشعر الانسان بعض الاحيان بضغوط تحيط حياته، ربما قد يكون قد يتوفى احد المقربين له او فشل في موضوع معين، ويبدأ بالحرب الفكرية التي تحتل عقله الباطن، ويشعر أن العالم بدأ يصبح صغيرًا جدًا وكأنه يحيطه بالضيق، يشعر انه مختلف تمامًا عن محيطه ولا فائدة له في الدنيا، تنعدم رغبته في العيش وقد يعاني من الحزن الشديد ورغبةٍ بالبكاء والبعض يعاني من فقدان الشهية. انه شعور سيئ ومؤذٍ جدًا، ومن أسوأ الأمور التي تواجه الشخص المكتئب انه غير قادر على إخبار الآخرين من أين يأتي الألم، والشعور بالآلام من دون تفسير! قد يجعل المرء ينتحر ليتخلص من الشعور المؤلم، وبعد تطور الحالة قد تواجهه نوبات هلع وتشجنات غريبة ويشعر بألم يصارع وسط صدره، ربما يرى البعض انه شيء بسيط يمر به الانسان ويعبر ولكن هو ليس بتلك البساطة، من يتغلب عليه يجب ان يشعر بالفخر على تغلبه على هذا الكم الكبير من الالم الذي واجهت نفسيته، انه شجاع، فهو تغلب على الم كبير بروح ضعيفة. امر لا يستهان به! عندما تشعر بالضعف او الانكسار كن على يقين أنك اقوى من العثرات التي واجهتها، تقرب الى الله تعالى، فهو من اكبر الاسلحة لمواجهة كل عسر في حياتك وقال الله تعالى: «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» سورة الرعد (28). لاتجعل الألم يقضي عليك بل انت اقضِ عليه بالعزيمة والايمان بأن الله سوف يزيل كل ماهو مؤذٍ لك، وتذكر أن هناك من يحبك وربما يرى الدنيا بك، لا تستلم، لا يوجد شيء يستحق ان تخسر روحك العظيمة التي وهبها الله لك من اجل عثرات الدنيا، ابتعد عن الامور التي من الممكن ان تزيد من احباطك، اجعل معنوياتك عالية جدًا، ابتعد عما يؤذيك، أحبّ نفسك واغرس الثقة بداخلها وان كان صعبًا بالنسبة اليك سوف يساعدك الله على ذلك فلا يوجد شيء صعب امام الله تعالى، ربما الامر يستغرق الكثير من الوقت ولكن نهايته سوف تكون انت الفائز؛ لذلك لا تستلم، ان لم يكن لاجلك بل لاجل عائلتك التي تحبك جدًا.