الخرطوم: عماد حسن يتهيأ السودانيون للاحتفال بتوقيع الوثيقة الدستورية يوم السبت المقبل، بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، على الرغم من بعض العثرات التي أطلت بعد التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة في الرابع من أغسطس/آب الجاري. وبرزت الجبهة الثورية، بمكوناتها المختلفة، كأكبر عقبة أمام التوقيع النهائي للاتفاق، حين هاجمت التوقيع الأولي وطالبت بتحقيق سبعة شروط للموافقة عليه، لكن تطمينات وتأكيدات من «الانتقالي» و«التغيير» دفعت بتفاؤل كبير بتوقيع الاتفاق النهائي في موعده، بحضور قادة عدد من الدول الصديقة والشقيقة. وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير، حبيب عبيد، إن عدم الوصول إلى اتفاق مع الجبهة الثورية لن يمنع التوقيع على الوثيقة الدستورية، وأوضح في نفس الوقت أن المفاوضات مع الجبهة الثورية لم تتوقف، وأشار إلى مواصلة الحوار بعد تشكيل الحكومة، مؤكداً أن الاجتماعات مع الجبهة في القاهرة انتهت ولكن المفاوضات ما زالت مستمرة حتى الوصول إلى اتفاق.وكانت الجبهة الثورية، وهي أحد مكونات نداء السودان المنضوية تحت لواء قوى التغيير، قدمت خلال اجتماعاتها بوفد قوى التغيير في القاهرة مطلع الأسبوع الجاري 7 مطالب، جاء في مقدمتها الحصول على مقعدين في مجلس السيادة، وتأجيل تشكيل الحكومة لمدة شهر، وتشكيل مفوضية السلام، وتعديل المادة 69، بحيث ينص صراحة على سيادة أو حاكمية نصوص اتفاقية السلام على كل الوثائق الدستورية. لكن مصادر متفرقة ترى أن مباحثات القاهرة لن تعطل التوقيع، خاصة بعد إجماع طرفي الاتفاق «العسكري» و«قوى التغيير» على المضي قدماً إلى الفترة الانتقالية، فضلاً عن إجماع شبه كامل للمواطنين على ضرورة توقيع الاتفاق النهائي والتفرغ لمعاش الناس والمشاكل الاقتصادية والخدمات الصحية والتعليمية كمدخل مبدئي وأساسي لعودة الحياة الديمقراطية والهدوء والاستقرار. وما بين التوقيع بالأحرف الأولى، السبت المقبل، موعد التوقيع النهائي، جرت أحداث كثيرة تعد من العقبات، لكنها جميعاً لم توقف موجة التفاؤل المتزايدة بتوقيع الاتفاق والدخول إلى الفترة الانتقالية.ويعد كثيرون أحداثاً مثل اشتباكات شمال دارفور، وانهيار طريق الصادرات، والارتفاع الجنوني لأسعار الأضاحي إلى جانب مستلزمات العيد الأخرى، وأزمة مسح جداريات الثورة، والتي نشبت خلال اليومين الماضيين بين المجلس العسكري وتجمع المهنيين، عقبات يمكن تجاوزها بفضل إصرار الجميع على الانتقال سريعاً إلى الفترة الانتقالية. وعدّ مراقبون تلك الأحداث، خاصة مسح الجداريات، والارتفاع الجنوني لأسعار الأضاحي، مساعي انصرافية ومحاولات مفتعلة لتعطيل الاتفاق النهائي، مثل فبركة بيان تداولته وسائل التواصل الاجتماعي ممهور باسم القيادي في الجبهة الثورية التوم هجو، لكن الأخير تبرأ منه وقال: «هذا بيان مفبرك وعارٍ عن الصحة مئة في المئة».
مشاركة :