أعلن المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد يوسف عمر، أن اللجان الفنية للجيش وقوات «الدعم السريع» تعمل على إكمال تفاصيل مراحل عملية الإصلاح والدمج للقوات العسكرية تمهيداً للتوقيع على الاتفاق النهائي لحل الأزمة في البلاد المقررة غداً الخميس. جاء ذلك عقب اجتماع بالقصر الرئاسي في الخرطوم للجنة صياغة الاتفاق النهائي بحضور ممثلي القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري والقوات المسلحة والدعم السريع، وفق بيان للمتحدث باسم العملية السياسية. وقال يوسف: إن «الاجتماع استلم ملاحظات من المكونات العسكرية والمدنية وقامت اللجنة بإدخالها ضمن مسودة النص النهائي للاتفاق». وأضاف: «ستقوم اللجنة برفع مسودة الاتفاق إلى الآلية السياسية التي شكلتها القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، ليصبح بذلك نص الاتفاق النهائي جاهزاً». وذكر يوسف أن «التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي سيكون في أقرب فرصة ممكنة بعد فراغ اللجان الفنية المكونة من القوات المسلحة والدعم السريع، والتي تعمل بجد على إكمال تفاصيل جداول عملية الإصلاح والدمج والتحديث لقوات البلاد». ودعا حزب «الأمة القومي السوداني»، القوى الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، لبحث خطة بديلة في حال لم يتم التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي، كما دعا إلى وضع استراتيجية لمستقبل العملية السياسية في السودان وتحقيق التحول الديمقراطي. وأعرب خبراء ومحللون سياسيون سودانيون عن اعتقادهم أن العملية السياسية ستمضي قدماً رغم العقبات والعراقيل، مشيرين إلى أن «الإخوان» وفلول النظام السابق يسعون بكل جهودهم إلى عرقلة العملية السياسية. وقال عادل سيد أحمد رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السودانية: إن العملية السياسية ستمضي إلى الأمام، وإن المطلوب فقط هو جهد إضافي لاستيعاب قوى الحرية والتغيير «الكتلة الديمقراطية» من أجل تضمين اتفاق جوبا للسلام في «الاتفاق النهائي»، حتى يتحقق أكبر إجماع ممكن. وأضاف أحمد في تصريح لـ«الاتحاد» أنه لا توجد خلافات عميقة بين العسكريين، وإنما وجهات نظر حول بعض القضايا، وتوقع ألا يأخذ النقاش حولها زمناً طويلاً. وأكد أحمد أن الذين يقومون بالتصعيد الآن هم فلول «الإخوان» وحلفاؤهم من النظام السابق الذين يسعون بكل جهدهم إلى عرقلة أي اتفاق، مشيراً إلى أن هؤلاء معزولون من الشارع السوداني وأصواتهم عالية وتأثيرهم ضعيف. من جانبه، قال طاهر المعتصم الصحفي والمحلل السياسي السوداني لـ«الاتحاد»: إن اللجان الفنية المختصة بالنقاش بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تسعى عبر نقاش جاد للوصول إلى تقارب حول قضايا الدمج والتحديث، خاصة ما يتعلق بالفترة الزمنية، متوقعاً أن يكون ضمها خلال الفترة الأولى من الدمج. وأضاف المعتصم: «أتوقع أن يوقع الاتفاق النهائي في السادس من أبريل أو بعده رغم التصعيد من بعض الجهات ومحاولات الإخوان العودة عبر واجهات أخرى، لكن الجموع الكبيرة من السودانيين يرغبون أن تنتهي حالة الفوضى وحالة اللادولة». بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني عمار عوض في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الأطراف اتفقت على توقيع الاتفاق النهائي غداً الخميس، لكن الوقائع لا تشير إلى أنه يمكن حسم القضايا قبل هذا الوقت. وقال الكاتب الصحفي السوداني علاء الدين بابكر لـ«الاتحاد»: إن الخلاف الدائر حالياً يعكس صراعاً على النفوذ والسلطة، ويرى أن هذه الصراع سيتم حسمه، ومن ثم توقيع الاتفاق النهائي قريباً إن لم يكن غداً، فالخميس المقبل، مشيراً إلى أن القوى الممانعة للاتفاق ليس لديها ملاحظات جوهرية، وإلى وجود قوى رئيسية في الشارع رافضة للاتفاق.
مشاركة :