انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني إلى أقل معدل تبلغه خلال عامين مقابل الدولار، ومقابل اليورو أيضاً. هذا الانخفاض يؤثر في الجميع، بدءاً من الذين يريدون السفر لقضاء إجازاتهم، ومن يملؤون خزانات سياراتهم بالوقود، وانتهاء بأصحاب الأعمال والمستثمرين. فلماذا تهبط قيمة الجنيه، ومن هو الذي يحدد تلك القيمة؟عندما يتحدث الناس عن انخفاض أو ارتفاع قيمة الجنيه، فإن هذا يعني إمكانية شراء عملات أجنبية أكثر أو أقل بالجنيه، لأن سعر صرف العملة قد اختلف. وغالباًَ ما يقارن الجنيه بالدولار، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار حجم الاقتصاد الأمريكي الضخم، ويقارن الجنيه أيضاً باليورو، نظراً للعلاقات التجارية الوثيقة لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، وتستخدم معظم البلدان اليوم ما تسميه بالسعر العائم لصرف العملة، الذي تعتمد فيه قيمة العملة على عدد الناس الذين يقبلون على شراء عملة بعينها في وقت بعينه.ما حدث فعلاً هو أن قيمة الجنيه بلغت أدنى مستوى لها خلال 30 شهراً، وهي 1.2101 مقابل الدولار، قبل نحو أسبوعين، كما هبطت أيضاً مقابل العملة الأوروبية اليورو، فوصلت 1.0881 يورو. وكان سعر صرف الجنيه مقابل الدولار أقل قليلاً من 1.50 قبل تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، واستمر انخفاض الجنيه الاسترليني، مع استمرار إصرار الحكومة البريطانية على بدء استعداداتها لمغادرة الاتحاد بدون اتفاق.تتأثر قيمة العملة بعدد من العوامل التي تتضمن الأداء الاقتصادي والادخار والأسعار والمضاربات، فالاقتصاد القوي لأي بلد يجعل عملته قوية، لأن الدول الأخرى ستسعى إلى الاستثمار فيه. وسوف يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على عملة ذلك البلد، ويؤدي هذا بدوره إلى ارتفاع قيمتها، وفيما يتعلق بالادخار، فإنه وعندما تزيد البنوك البريطانية سعر الفائدة، يجعل هذا الادخار والاستثمار أكثر جاذبية، لأن عائد ما تدخره سيكون أكثر، وهو ما يزيد من الإقبال على الجنيه الاسترليني. وإذا كانت السلع والبضائع البريطانية رخيصة أكثر من سلع البلدان الأخرى، فسيجعلها ذلك أكثر جاذبية لأصحاب الأعمال الأجانب، ويؤدي هذا إلى ارتفاع سعر صرف العملة.كما تتأثر أسعار صرف العملة بالمضاربات، وهي عملية شراء العملة استناداً إلى التوقعات المستقبلية. ويرجع عدم ثبات سعر الصرف إلى سلوك المضاربين، ومدى ثقتهم في الاحتمالات الاقتصادية للبلاد في المستقبل. ويحدد سعر الصرف الذي يغيرون به العملات، سعر الصرف الذي يتعامل به الناس في البنوك ومكاتب البريد، ومكاتب الصرافة، وأي انخفاض في قيمة الجنيه يؤثر أيضاً في ميزانيات أي منزل، فإذا كانت قيمة الجنيه أقل، فإن أسعار السلع المستوردة من الخارج سترتفع. هيئة الإذاعة البريطانية