الأحداث الأخيرة التي صحا عليها سكان محافظة عدن السبت الماضي، والتي كان نتيجتها مقتل الكثير من أفراد المجلس الانتقالي الجنوبي والحزام الأمني، ليست سوى مؤشر على الخلافات والتباينات التي تعصف بأمن وسلامة اليمن بشطريه الجنوبي والشمالي، وكأنه قُدر على اليمن بأن يكون ساحة حرب على مدار عقود. ففي الوقت الذي تتعاون فيه قوات التحالف العربي وقوات الحكومة الشرعية على استعادة الشرعية في الشطر الشمالي ودحر ميليشيا الحوثي، يأتي المجلس الانتقالي الجنوبي من الخلف ليصرف الحكومة الشرعية عن أداء مهامها وواجباتها تجاه العصابات التي تغذيها إيران، ويشتت جهود دول التحالف التي تساند الحكومة الشرعية في بسط سيادتها على كافة أجزاء اليمن من شماله الى جنوبه، هذا الانشقاق الذي دُبر بليل، والذي وصفته وزارة الخارجية اليمنية بأنه يعد انقلاباً على الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بعدن، لم يكن سوى استهجانٍ من المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي فإن الحوثيين هم الطرف الرابح لتفكك خصومهم نتيجة الصراعات الداخلية، كما أن الوقت ليس مناسباً لهذا التحول أو حتى التفكير فيه، فمهمة تطهير اليمن من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران هي الهدف الأساسي الذي يتطلع إليه اليمنيون وليس الانفصال. ولقد تصرفت دول التحالف حسناً حينما دعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للانسحاب فوراً من المناطق التي يسيطر عليها في عدن، وهددت بأن تستخدم القوة بفرض إطلاق النار، حيث قاد هذا التحذير لعودة الأمور الى نصابها، وجاءت كذلك دعوة المملكة الأطراف اليمنية في عدن إلى اجتماع عاجل للحوار في جدة ليبرهن على أن المملكة حريصة على وأد هذه الفتنة وتوحيد الصف وعدم جر اليمن لمستقبل مظلم، ومناقشة الخلافات وتغليب الحكمة ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف كما جاء في بيان وزارة الخارجية، وذلك للتصدي لمليشيا الحوثي الإرهابي المدعوم من إيران والمنظمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمناً مستقراً. وجاء تصريح الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي عقب لقائه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الاثنين الماضي، الذي قال فيه: ( إن الإمارات والسعودية في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد دول المنطقة، وإن المملكة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها) ليُخرسَ الألسنة التي كانت تردد بأن هناك خلافاتٍ بين البلدين حول قضية اليمن.
مشاركة :