ليلاس سويدان «ويسهر الخلق» هو عنوان الملتقى الذي أقامته «منصة كلمات» احتفاء بيوم الشعر العالمي، الذي اشتمل على عدة محاضرات وحلقات نقاش وأمسيات شعرية، أولها كان أمسية للشاعر المصري فاروق جويدة افتتح بها الملتقى. في البداية تحدث احمد الزمام مدير المنصة، عن حلم «منصة كلمات» وبداية تشكل فكرة الملتقى ليكون ترجمة لمعنى الفعل الثقافي بالخروج، خرج من كونه مكتبة وقراءة واقتناء كتب، ليصبح إسهاما في بناء ثقافة وتنشيط للحركة الثقافية من منصة تتسع للجميع. وقال ان المشروع ابتدأ بإنشاء صالونات ثقافية تضم نحو مئتي عضو داخل الكويت وخارجها، وان ما تعمل عليه المنصة هو الاهتمام بالقراء والكتاب والمثقفين والموهوبين، ورعاية أعمالهم ومنحهم التقدير المستحق دون اعتبارات أخرى. قصة حب مع الكويت فاروق جويدة، الذي احتشد جمهور كبير في أمسيته، تحدث عن «قصة حب كبيرة» بينه وبين الكويت التي احتضنت الكثير من الرموز الثقافية في مصر، وألقى قصائد عدة بعضها طلبها منه الحضور الذي يحفظها. وقال انه رغم توقفه عن إقامة أمسيات شعرية فانه جاء الى الكويت دعما لذلك المشروع الشبابي الطموح «منصة كلمات». من القصائد التي ألقاها جويدة قصيدة «أريدك عمري»: تعالي أعانق فيـكِ الليالـي فلم يبق للحن غيـر الصـدى وآهٍ من الحزن ضيقـا ثقيـلا تحكم في العمـر.. واستبعـدا فهيا لنلقيـه خلـف الزمـان فقـد آن للقلـب أن يسـعـدا إذا كنت قد عشت عمري ضلالا فبين يديـك عرفـت الهـدى وألقى ايضا قصيدة «سلوان.. لاتحزني»: سلوان لا تحزني إن خانني الأجل ما بين جرح وجرح ينبت الأمل لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل قد يصبح العمر أحلاما نطاردها تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل سلوان لا تسأليني عن حكايتنا ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت منا الحياة وأفتى من به خبل عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل برنامج الملتقى الملتقى يستمر حتى 25 مارس، وتقام خلاله محاضرة «جماليات الشعر» للناقدة د. سعاد العنزي والشاعرة د. نجمة إدريس، ومحاضرة «شعرية النص» التي يشارك فيها الروائيان عبدالله البصيص ومنى الشمري، ومحاضرة «روائيون في حضرة القصيدة» لأحمد الزمام وخالد تركي، إضافة لمحاضرة «الشعر بين عمقين» للشاعر صلاح دبشة والناقد فهد الهندال. الأمسيات الشعرية يشارك فيها مشعل الزعبي ونوف نبيل ومحمد السداني ومحمد البغيلي ومصعب الرويشد. لولا أن الموت أربكنا.. لم يكن ليمر افتتاح الملتقى من دون تذكر الروائي ناصر الظفيري الذي رحل عن عالمنا قبل أيام، لذلك طبعت صورة الراحل على برنامج الملتقى وكتب عليها «وداعا الأديب الكويتي.. ناصر الطفيري». الشاعرة سعدية مفرح قالت في كلمتها: كان لهذه الكلمة أن تكون شيئا آخر.. كأن تكون مقدمة لأمسية شعرية جميلة وحسب، كأن تكون احتفاء ممكنا بالشعر والشعراء وما يشيعونه في حياتنا من جمال لا نهائي، وتطلع الى كمال مستحيل. كأن تكون خالصة لوجه الشعر والحياة.. كأن تكون رؤية ذاتية لمفهوم القصيدة باعتبارها الشهوة المستحيلة والملاذ الأبدي.. كأن تكون فرحا.. لولا أن الموت أربكنا، كعادته، وانتزعنا من أحلامنا المؤقتة ليعيدنا الى برودته القاتمة كحقيقة أولى وأخيرة. نعم.. لقد كنا بانتظاره، وكنا قد أعددنا العدة لوداع لائق بفتى الرواية القابض على جمرها، لكن هذا الموت المنتظر غافلنا كعادته بمهارة الواثقين من الانتصار، واختطف منا صديقنا ناصر الظفيري. وأضافت «ولعلي اذيع سرا إن أخبرتكم أن ناصر قد بدأ حياته الإبداعية شاعرا.. فرتب له القدر ان يرحل ليلة الاحتفاء بيوم الشعر العالمي». ثم طلبت في نهاية الكلمة من الحضور الوقوف دقيقة على سبيل الدعاء للفقيد الكبير الراحل ناصر الظفيري.
مشاركة :