هم أربعة ادعياء أخذوا جهرية هذا الدين العظيم ورسالته الأممية المكشوفة، ثم حولوه في العقد الأخير من الزمن إلى خطب كهوف وأقبية وأشرطة صوتية مسربة. هم على التوالي أسامة بن لادن وحسن نصرالله وأيمن الظواهري وأخيراً عبدالملك الحوثي. ولا غضاضة لدي أن أكتب هؤلاء بإبرة قلم في سلك جملة واحدة، بقي على الطريق أبو بكر البغدادي كشخصية "مائية" لم يظهر لها على قنوات التسريب فيما تابعت حتى الآن رسالة صوتية أو ضوئية. هذا الخماسي "الكوكباني" هم أضلاع أعظم حملة شهدها كل التاريخ البشري لتشويه دين أو مذهب أو معتقد. هذا الخماسي الكوكباني برهن بوضوح على الجبن والخوف وهم الهاربون إلى كل جوف عميق في "طبوغرافية" هذه الأرض ثم يرسلون منها أشرطتهم عن الصمود والمواجهة والمقاومة. كان المدعو "أحمد الكويتي" يأخذ كل ثلاثة أشهر شريط الفيديو من يدي قائده "الكهفي"، ثم يضعه في كيس بلاستيكي تحت شجرة مهجورة في شوارع إسلام أباد ليلتقطه بعد دقائق مراسل القناة المعتمدة. ومثله يفعل، ولازال، أيمن الظواهري وإن خف بريقه واختفى شوق الشواذ إلى تسريباته وخطبه. ولهذين سأقول: لا يوجد في هذا الدين العولمي أي شذوذ لقصة منظمة سرية كي نرسل تعاليمه للأتباع في شريط تضعه تحت شجرة مجهولة، هذا الدين، وبعد أكثر من 1436 سنة لم يعد رسالة سرية. هذا الدين أكبر وأعظم وأوسع انتشارا وقبولا من رسائل الكهوف والأقبية. على الطريق ذاته يأتي إلينا حسن نصر الله. وعلى المنهج ذاته كان "أبوهادي" يخطب إلى الآلاف، ومن الكهف المجهول إلى مريديه وأتباعه في صالة معلومة. وهنا ستضحك حتى على مجرد الإخراج التلفزيوني: كان الأتباع في الصالة يتناوبون الهتاف الحار والتصفيق في تقاطع وتشابك مع الجمل الهادرة لزعيم الكهف، لم يكن يتوقف عن الكلام عند الهتاف والتصفيق ولم يكن اتباعه يتوقفون عن الفعل ذاته وهو يواصل حديثه الهادر، تكتشف أن هؤلاء الأتباع، إنما كانوا، وبالآلاف، مجتمعين في صالات كبرى للاستماع، يوم الجمعة الماضي، إلى شريط فيديو مسرب. وعلى المنوال ذاته والمنهج يبرز إلينا نجم المنظمة السرية الجديد، عبدالملك الحوثي. شخصية تدعو إلى الشجاعة والصمود والمواجهة والمقاومة لكن الأنباء تتحدث عن حظه الوافر العظيم أن الطبيعة الجغرافية لليمن السعيد قد أعطته مئات الخيارات من الكهوف والأقبية. قناته الرسمية تتباهى وبشكل علني عن قصة الكهف الجبلي الذي مات فيه سلفه حسين بدر الدين الحوثي. وللأسف الشديد فإن هذا الخماسي هم من تصدر كل المشهد الإسلامي في العقد الأخير وهم من حول هذا الدين العظيم إلى رسالة كهوف وأقبية. هم الهاربون بجلودهم ودمائهم بينما تتحدث ألسنتهم زوراً عن المقاومة والصمود والمواجهة.
مشاركة :