ظهرت في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق خدمة جديدة غير مسبوقة، تقدمها شركة “سبيد فيول” وهي محطات بنزين متنقلة تجوب الشوارع لتزويد السيارات بالوقود على الطريق. ولاقت الخدمة الجديدة إقبالا من السائقين، الذين يقولون إنها توفر المزيد من الراحة لهم، إضافة إلى أنها تعرض الوقود بسعر أرخص مقارنة بمحطات البنزين العادية. وذكرت وكالة رويتر أن مراسلها شاهد أحد السائقين ويدعى ريبوار خالد وقد ركن سيارته إلى جانب أحد الطرق، بعد نفاد البنزين، بانتظار وصول شاحنة محطة البنزين المتنقلة. وما إن وصل سائق شاحنة البنزين إلى سيارته حتى شرع في تزويدها بالبنزين. ويقول خالد أن بيع البنزين بهذه الطريقة وفر عليه متاعب كثيرة، مضيفا أن الخدمة مفيدة بسبب الراحة التي توفرها للزبائن. وأضاف خالد “بصراحة، الشركة جيدة والبنزين جيد. لو لم تكن هذه الشركة، لكنت استأجرت سيارة أجرة لإحضار البنزين من إحدى محطات الوقود. لذلك هم يوفرون لي الوقت والجهد. إنها شركة جيدة، فهي تقلل من المعاناة وتسهل الأمور على المواطن”. ويتصل زبائن شركة “سبيد فيول” بالشركة طالبين الحصول على الوقود، وبعد ذلك يتولى موظفو خدمة الزبائن في الشركة توجيه سائقي الشاحنات المتنقلة إلى أماكن الزبائن. ويوضح كارا نجاة، صاحب المشروع، إنه يمكن للسائقين الوصول إلى الزبائن في غضون عشر دقائق فقط وأن الشركة تتلقى يوميا مئات الاتصالات من السائقين لتزويدهم بالوقود. 5 محطات وقود تجوب الشوارع، تابعة لشركة سبيد فيول التي تخطط لزيادة الأسطول وأضاف أن موظفي الشركة يحددون أماكن اتصال الزبائن ويقومون بترتيب مسارات المحطات المتنقلة بجهاز لاسلكي لتصل إليهم في أسرع وقت ممكن. وأكد أن “الاستجابة كانت جيدة من الناس، وأسعارنا تنافسية وأقل من محطات البنزين الأخرى. نحن مسؤولون عن أي عيب فني قد يحدث بسبب الوقود لدينا. نحن على استعداد لإصلاح سياراتهم من كل مشكلة فنية بسبب الوقود على حساب شركة سبيد فيول”. ويرى زبون آخر من سكان السليمانية يدعى لطيف علي أن خدمة الشركة مهمة لأنها تساعد الناس على تجنب الانتظار، إضافة إلى أن الزبون، الذي يتم تزويده بالوقود، لا يدفع ضرائب أو أموال إضافية بسبب تزويده بالوقود أينما كان. ويقول إنه زار العديد من دول العالم ولم يشاهد مثل هذه الخدمة “الأسعار أقل مما هي عليه في المحطات الأخرى وهذا شيء إيجابي. علاوة على ذلك، هناك نساء أو رجال كبار السن لا يمكنهم تحمل الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الوقود. صراحة أنا فخور جدًا بتقديمهم هذه الخدمة للمواطنين”. وقال سائق سيارة أجرة يدعى هايمن محمد “صراحة هناك محطات وقود كثيرة، لكن نوعية محطة البنزين هذه مختلفة لأن البنزين مستورد. وهناك منافسة بين المحطات في ما يتعلق بجودة البنزين، هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لي ولغيري من السائقين”. وأضاف أنه كان يلجأ إلى محطات الوقت حين يصل خزان الوقود إلى المنتصف خشية أن تتعطل سيارته فجأة، لكنه الآن سوف يعتمد على محطات شركة سبيد فيول المتنقلة لأن أسعارها أقل مما هي عليه في المحطات الأخرى إضافة إلى أن وقودها بجودة عالية. وأشار إلى الضمانات التي تقدمها الشركة إذا ما حدث خلل فني بسبب البنزين الخاص بهم. وقال إنهم مستعدون لإصلاح السيارة على نفقتهم وهو ما أكده عدد من السائقين والأصدقاء. وأكد أنه سيبدأ التزويد بالوقود من هذه المحطة المتنقلة لأن خدماتها وأسعارها أفضل من المحطات العادية الثابتة. بيع البنزين بهذه الطريقة يوفر على المواطن متاعب كثيرة، كما أن الخدمة مفيدة بسبب الراحة التي توفرها للزبائن وتضم كل شاحنات سبيد فيول ثلاثة صهاريج مختلفة كل منها بجودة بنزين مختلفة، وتصل قيمة الشاحنة التي قامت شركة فورد الأميركية بتصنيعها لتكون محطة وقود متنقلة نحو 60 ألف دولار. وقال نجاة إن شركة فورد موتور “استجابت لتصنيع هذه الشاحنات التي يمكنها حمل 3900 لتر من الوقود بثلاثة أنواع من الجودة وبثلاثة أسعار مختلفة. نحن نتنافس الآن مع محطات البنزين الأخرى. سعر كل لتر أقل من سعره في السوق بنحو 50 دينارا عراقيا”. وتبيع محطة البنزين المتنقلة لتر البنزين من أدنى درجة توفرها بمبلغ 600 دينار عراقي (50 سنتا) واللتر من الدرجة المحسنة بمبلغ 700 دينار (59 سنتا)، بينما يُباع لتر البنزين من أعلى جودة بمبلغ 775 دينارا (65 سنتا). وأوضح نجاة أن الأسعار في شركته أرخص في جميع فئات البنزين من أسعار محطات الوقود التقليدية، مشيرا إلى أن مشروعه ينافس محطات الوقود الأخرى. ويوظف المشروع حاليا 35 موظفا ويعمل على مدى 24 ساعة يوميا، طوال الأسبوع بنظام نوبات العمل. وتقول الشركة إنها تتحمل مسؤولية أي عيوب فنية قد تحدث بسبب البنزين الذي تبيعه وإنها ملتزمة بإصلاحها على نفقتها. وبدأت الشركة أوائل العام الحالي وتعمل حاليا بأسطول يضم خمس شاحنات، وتعتزم إضافة سبع شاحنات أخرى لأسطولها في وقت قريب. ويوضح صاحب المشروع أن تكلفته الإجمالية بلغت حتى الآن نحو مليوني دولار.
مشاركة :