عقب الأداء الذي قدمه نجم خط الوسط الدنماركي مع نادي توتنهام هوتسبير فور نزوله كبديل في مباراة فريقه أمام أستون فيلا، الصاعد حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز، يوم السبت الماضي، حذر عدد من النقاد الرياضيين، بدءاً من جيمي ريدناب نجم توتنهام وليفربول السابق المحلل الرياضي حالياً وصولاً إلى لاعب توتنهام السابق باسكال تشيمبوندا، توتنهام هوتسبير من أنه إذا خسر النادي جهود إريكسن هذا الموسم، فقد لا يتمكن النادي مطلقاً من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة مديره الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، وهو الهدف الذي يسعى النادي جاهداً لتحقيقه. وكان بوكيتينو قد عبر عن استيائه من إغلاق فترة انتقالات اللاعبين في إنجلترا، بينما لا يزال لاعب مثل إريكسن متاحاً للأندية الخارجية على مدار الأسبوعين المقبلين، في حال جدد ريـال مدريد اهتمامه بضم اللاعب. وقال بوكيتينو إن المسؤولين عن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ارتكبوا خطأً فادحاً بإنهاء فترة الانتقالات الأخيرة مبكراً، مقارنة ببطولات الدوري الأوروبية الأخرى، وأضاف: «من ناحية، فإن الأمر جيد لأن الأندية تبدأ الموسم (وهي تعرف تشكيلتها)، لكن في الوقت ذاته فقد فتحنا الباب أمام أندية أوروبا للتشويش على تشكيلات فرقنا... بعد موسمين من تطبيق التجربة، أعتقد أن الدوري الإنجليزي الممتاز عليه أن يراجع قراره، إذا لم تغير باقي بطولات الدوري الأوروبية من قواعدها؛ يجب أن نعود للعمل بالطريقة نفسها». ولم يعد بإمكان أندية الدوري الإنجليزي الكبرى ضم لاعبين جدد بعد انتهاء الموعد النهائي لفترة الانتقالات في إنجلترا، في حين لا تزال الفرصة قائمة أمام أندية إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا لتعزيز صفوفها. ودعماً لموقف المدير الفني الأرجنتيني، أبدى توتنهام هوتسبير استعداده لمضاعفة أجر اللاعب الدانماركي إذا وقع عقداً جديداً يحصل بمقتضاه على 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً. ولم يكن الأداء القوي الذي قدمه إريكسن عند مشاركته كبديل أمام أستون فيلا في الشوط الثاني هو الذي نبه مسؤولي الفريق الإنجليزي إلى قيمة إريكسن، إذ يدرك النادي هذا الأمر جيداً، كما يدرك جيداً أن عقد اللاعب مع النادي يدخل الآن عامه الأخير، وهو ما يعني أنه يحق للاعب أن يتفاوض مع أي ناد للانتقال إليه مجاناً، بدءاً من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. وإذا انتظر إريكسن حتى هذه الفترة لكي ينتقل في صفقة مجانية، فقد يكون يوفنتوس هو وجهته المقبلة، حيث أظهر النادي الإيطالي خلال السنوات الأخيرة اهتمامه بالتعاقد مع اللاعبين البارزين الذين تنتهي عقودهم مع أنديتهم، ولا شك أن إريكسن جيد بما يكفي لكي يسير على مسار بول بوغبا وآرون رامزي وإيمري تشان نفسه، عندما رحلوا عن الدوري الإنجليزي الممتاز في الماضي. ومن المؤكد أن ذلك سيكون محبطاً لنادي توتنهام هوتسبير، ورئيسه دانييل ليفي، حيث إن بيع إريكسن إلى ريـال مدريد قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية الحالية في أوروبا، في الثاني من سبتمبر (أيلول)، سيكون أفضل من خسارة مثل هذا اللاعب المهم من دون أي مقابل بعد انتهاء عقده مع النادي. وهناك 3 خيارات أمام إريكسن الذي قال إنه مستعد لخوض تحدٍ جديد، إذ يمكنه الاستمرار مع توتنهام هوتسبير مقابل الحصول على المزيد من الأموال، أو الانتظار حتى نهاية الموسم الجاري للرحيل مجاناً، أو دراسة العروض التي ستقدم له خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين. لكن المشكلة في الخيار الثالث تكمن في أنه ليس خياراً مطروحاً بالفعل ما لم يتحرك ريـال مدريد أو أي ناد آخر للحصول على خدماته. ومن المحتمل أن تكون مفاوضات أولية قد أجريت بالفعل بهذا الشأن على مستوى ما خلف الكواليس، في ظل الحيلة التي يعتمد عليها ريـال مدريد دائماً، من خلال الإعلان على الملأ أنه مهتم بالتعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك، ثم يهدأ حتى يقترب الموعد النهائي لفترة الانتقالات من أجل الضغط على النادي الذي يلعب له هذا اللاعب، لكن انتقال إريكسن إلى إسبانيا في الوقت الراهن يعد أمراً خارجاً عن سيطرة اللاعب. ورغم العرض الجيد الذي قدمه توتنهام هوتسبير لإريكسن من أجل استمراره مع الفريق، فإن النادي الإنجليزي يعلم تماماً أنه لن يكون قادراً على الدخول في منافسة مع ريـال مدريد من الناحية المالية، إذا تحرك النادي الملكي للتعاقد مع اللاعب خلال الأيام القليلة المقبلة. ويلعب إريكسن في صفوف توتنهام منذ 6 سنوات، ويمكن لأي شخص أن يتفهم رغبة اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً في استغلال فرصة انتقاله إلى الفريق الإسباني. ومن وجهة نظر مالية بحتة، فإن تقديم ريـال مدريد لعرض مالي قوي لضم اللاعب سوف يناسب جميع الأطراف، باستثناء بوكيتينو، حتى لو كان توتنهام هوتسبير يرغب في أن يُنظر إليه على أنه يحاول بذل قصارى جهده للحفاظ على اللاعب بين صفوفه، لكن هل يتقدم ريـال مدريد بعرض رسمي في الوقت الحالي، بعدما قل اهتمامه بضم اللاعب في الفترة الأخيرة؟ لا يزال ريـال مدريد يسعى للتعاقد مع النجم الفرنسي بول بوغبا، في ظل رغبة كبيرة من جانب المدير الفني للفريق الإسباني زين الدين زيدان في التعاقد مع مواطنه من مانشستر يونايتد، وبالتالي لن يكون ريـال مدريد بحاجة ماسة إلى التعاقد مع لاعب آخر في خط الوسط. وعلاوة على ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يدفع ريـال مدريد مقابلاً مادياً كبيراً للتعاقد مع لاعب سيكون متاحاً مجاناً خلال الموسم المقبل؟ وحتى لو وقع إريكسن على عقد جديد مع توتنهام هوتسبير، فمن المتوقع أن يصر اللاعب على وضع شرط جزائي يمكنه من الانتقال إلى إسبانيا أو إيطاليا، في حال تلقيه عرضاً بمقابل مادي معين. ورغم أن ذلك سوف يُمكن اللاعب من الحصول على راتب أعلى، فإن هذا السيناريو لن يكون جذاباً للأندية التي ترغب في التعاقد معه بالجاذبية نفسها للتفاوض معه عندما يكون حراً بعد انتهاء تعاقده مع فريقه. لكن ما الذي يتعين على نادٍ مثل توتنهام هوتسبير أن يفعله في مثل هذا الموقف؟ قد يكون الاستسلام هو الحل المعتاد. وقد صرح إيان رايت بأنه يتعين على توتنهام هوتسبير القيام بأي شيء لكي يمنع لاعبيه الأساسيين من الرحيل من دون مقابل، لكن من دون أن يُقدم أي نصيحة بشأن أفضل طريقة ممكنة لتحقيق ذلك. وعندما يدخل أي لاعب عامه الأخير في عقده مع النادي، ويقاوم الإغراءات كافة لتوقيع عقد جديد، فإن ذلك يعني على الأرجح أن اللاعب قد اتخذ قراراً بالرحيل، وأن تقديم عروض جديدة لزيادة راتب اللاعب ما هو إلا مجرد محاولات لتهيئة الرأي العام لرحيل اللاعب. وسوف يخسر توتنهام هوتسبير إريكسن مقابل مبلغ من المال، أو سيستفيد من خدمات اللاعب لموسم آخر، وفقاً لشروط العقد الحالي، ثم يرحل اللاعب من دون مقابل. ولا يوجد ما يشير إلى أن إريكسن سوف يعرب عن استيائه، أو يتسبب في حدوث مشكلات، في حال بقائه لموسم آخر في لندن. لكن هذا ليس أسوأ موقف قد يواجهه توتنهام هوتسبير، ويتعين على النادي أن يبحث عن أفضل طريقة ممكنة لتحقيق أفضل استفادة. ويتمثل التحدي الذي يواجهه توتنهام هوتسبير في الوقت الحالي في إظهار أنه لا يوجد لاعب لا يمكن الاستغناء عنه، ولا حتى صانع ألعاب بقدرات وإمكانيات إريكسن.
مشاركة :