طهران - الوكالات: نفى مسؤولون إيرانيون امس تقديم ضمانات لسلطات جبل طارق بهدف الإفراج عن ناقلة نفط إيرانية تستعد للإبحار معتبرين ذلك «نصرا» لطهران. وتسبب احتجاز السفينة بمساعدة مفرزة من البحرية الملكية البريطانية، في تدهور حاد في العلاقات بين طهران ولندن، فيما ردت إيران في المقابل باحتجاز ناقلة النفط ستينا إيمبيرو التي ترفع العلم البريطاني. وأمرت المحكمة العليا في جبل طارق بالإفراج عن السفينة يوم الخميس بعد أن قالت سلطات الأراضي البريطانية إنها تلقت ضمانات خطية من إيران بأن جريس-1 لن تتوجه إلى دولة تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي.. غير أن إيران نفت أن تكون قدمت أي ضمانات للإفراج عن السفينة وقالت إن سلطات جبل طارق تسعى فحسب إلى «حفظ ماء الوجه». ونقل موقع شبابي تابع للإذاعة الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي قوله إن «إيران لم تعط أي ضمانات بشأن عدم توجه جريس 1 إلى سوريا من أجل ضمان الإفراج عنها». وأضاف: «إن وجهة الناقلة لم تكن سوريا.. وحتى إن كانت تلك وجهتها، فإن المسألة لا تعني أحدا آخر». ورحب المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي بما قال إنه «نصر» لإيران تم تحقيقه من دون تنازلات. وكتب ربيعي في تغريدة: «ناقلتنا التي احتجزت بشكل غير شرعي أطلق سراحها. هذا النصر من دون تقديم أي ضمانة هو نتيجة دبلوماسية قوية وإرادة قوية للكفاح من أجل حقوق أمة». بعد هذه التصريحات، قال الناطق باسم حكومة جبل طارق إن «الموقف المكتوب يؤكد أن جمهورية الإسلامية في ايران قطعت هذا التعهد»، مشيرا إلى أن «الوقائع أقوى من التصريحات السياسية التي نسمعها اليوم». وأضاف أن «الأدلة التي رصدت على متن (جريس 1) تؤكد أن السفينة كانت متوجهة إلى سوريا». وتم تغيير اسم الناقلة «جريس 1» ورفعت العلم الإيراني في رحلتها في البحر المتوسط، بحسب ما أعلن نائب مدير مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية في إيران جليل إسلامي للتلفزيون الرسمي. وقال إسلامي: «بناء على طلب المالك، ستغادر جريس 1 البحر المتوسط بعد أن ترفع علم جمهورية إيران الإسلامية وتعاد تسميتها (ادريان داريا) خلال الرحلة». وأضاف أن السفينة كانت ترفع علم بنما ومحملة بمليوني برميل من النفط الإيراني. وهددت الولايات المتحدة يوم الخميس بحظر منح تأشيرات أمريكية لطاقم الناقلة الايرانية، وذلك بعد فشل محاولة لواشنطن للابقاء على الناقلة قيد الاحتجاز. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاجوس أن الناقلة «جريس 1» كانت تقدم المساعدة للحرس الثوري الايراني الذي تعتبره واشنطن «منظمة ارهابية» عبر نقلها النفط من ايران الى سوريا عندما تم ضبطها الشهر الماضي. وقالت: «أفراد طواقم السفن التي تساعد الحرس الثوري الايراني عبر نقل النفط من ايران قد يكونون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات أمريكية، أو قد يُرفض دخولهم الى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالارهاب». وأضافت: «على قطاع البحرية أن يدرك أن الحكومة الأمريكية تنوي إلغاء التأشيرات التي يحملها أفراد طواقم كهؤلاء». وقبل ساعات على قرار المحكمة، باشرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي شنت حملة «ضغوط قصوى» على إيران، مسعى قانونياً أخيراً لمطالبة سلطات جبل طارق بتمديد احتجاز السفينة. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد كتب تغريدة على تويتر جاء فيها أن محاولة «القرصنة» الأمريكية باءت بالفشل، معتبرا أن ذلك يظهر «ازدراء إدارة ترامب للقانون».
مشاركة :