سلطت صحيفة “The Federalist” الأميركية الضوء على الجانب المظلم لقطر، التي تدعم بشكل علني وتؤوي الإرهابيين إلى درجة غير متكافئة وغير مسبوقة بالنسبة لحجمها الصغير. ويتضمن التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية للباحث الأكاديمي، جوردان كوب، في جامعة تكساس في أوستن، نبذة مختصرة من ممارسات قطر، والتي تشير إلى أنها دفعت الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى الإقرار بأن تمويل الإرهاب في قطر “على مستوى عالٍ للغاية”. وعلى الرغم من هذا الاعتراف، فإن الإدارات الأميركية، حتى تلك الحاسمة منها مثل إدارة ترمب، قد تخطت (حتى الآن) الحقيقة حول هذا البلد الذي يرعى الإرهاب.مليارات الدولارات وقاعدة عسكرية ويقول التقرير لقد اهتم بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية بعشرات المليارات من الدولارات، التي تنفقها قطر على شراء المعدات العسكرية والتجارية الأميركية، فضلاً عن أهمية القاعدة العسكرية في قطر، التي تضم الآلاف من القوات الأميركية.تحدي مصالح أميركية ويضيف التقرير “ولكن بغض النظر عن الحوافز الاقتصادية والعسكرية، فلطالما تحدت قطر المصالح الأمنية الأميركية، ودعمت حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية. ورداً على هذا الواقع، يجب على وزارة الخارجية في نهاية المطاف أن تقوم بإدراج قطر كدولة راعية للإرهاب، كما فعلت مع آخرين ممن “قدموا الدعم مراراً وتكراراً لعمليات الإرهاب الدولي”.تمويل كوادر حماس وكشف التقرير أن قطر ترتبط بعلاقات عميقة للغاية مع حماس، وهي جماعة قامت الولايات المتحدة بإدراجها على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية، وتدين بعقيدة تدمير إسرائيل. وتعد الدوحة واحدة من أكبر الممولين لحماس، حيث قدمت للمنظمة الإرهابية أكثر من 1.1 مليار دولار منذ عام 2012. وفي حين أن قطر غالباً ما تبرر تمويلها على أنه إنساني، فإن البيانات عن تمويلها، وما يصدر من تصريحات عن الأمير الحالي، تشير إلى دوافع حقيقية مختلفة.تناقض وزيف تصريحات تميم ويضيف التقرير أن أمير قطر يرفض اعتبار حماس منظمة إرهابية، بل يؤكد دعمه لها، ففي خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، صرح الأمير تميم بن حمد آل ثاني، قائلا: “تدعم قطر جميع الشعب الفلسطيني. ونحن نعتقد أن حماس جزء مهم جداً من الشعب الفلسطيني”. وواقع الأمر هو أن قطر تقوم علانية بتمويل التسلسل الهرمي لكوادر حماس، تبتعد كثيراً عن المزاعم بتبني قضية إنسانية افتراضية. وعلى الرغم من أن قطر صادفت، لحسن الحظ، اعتراضات من جانب مسؤولين أميركيين، إلا أنها قامت في عام 2014 بإرسال أموال لدعم رواتب 44000 موظف من حماس. وفي عام 2016، قامت قطر مرة أخرى بتمويل رواتب موظفي حماس، والتي أراد قائدها الأعلى إسماعيل هنية استخدامها لتمويل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، والذي قام بإطلاق ما بين عامي 2001 و2014 أكثر من 17000 صاروخ ضد إسرائيل.حماس بالداخل والخارج ويقول الأكاديمي الأميركي في تقريره إن الحقيقة القاسية هي أن قطر تواصل جهودها لتمويل أعضاء حماس حتى العام الجاري. وحتى هذه اللحظة، يمتلئ سجل قطر بمساعٍ لتأمين التدفقات النقدية اللازمة لموظفي حماس وضمان استمرار بيروقراطية حماس وأفرعها الأساسية. ومثلما احتضنت قطر حماس في الخارج، فهي ترحب بها أيضًا داخل حدودها، من خلال توفير الحماية الجماعية لها، فمنذ عام 2012، تأوي قطر خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، وأحد أبرز أعضائها.منابر فخمة وبوق إعلامي كما تسمح قطر لحركة حماس بالاجتماع في بعض من أفخم الفنادق في الدوحة، التي شهدت استضافة خالد مشعل مؤتمرا صحافيا في عام 2015، كما تم الإعلان عن الميثاق الجديد لحركة حماس من الدوحة في عام 2017. بما يعني أن قطر تسمح وتستضيف في وضح النهار وداخل حدودها تلك المنظمة الإرهابية، لكن تنظم مؤتمراتها وتعلن عن مواثيقها وحملاتها. وقامت الحكومة القطرية بتمكين ودعم أجندة حماس أيضا من خلال نشر مؤتمرات وخطب كاملة لحماس على “الجزيرة” شبكتها الإعلامية المملوكة للدولة، والممولة منها. وتنشر “الجزيرة” بكثافة تغطيات تتراوح بين الوقفات الاحتجاجية مروراً بأنشطة مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي جماعة إرهابية ماركسية لينينية تشتهر باختطاف الطائرات والقتل، ووصولاً إلى عقد مقابلات مطولة مع أعضاء في تنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني.الإخوان وطالبان ومثلما وفرت قطر الملاذ الآمن والتمويل لحركة حماس، تعاملت بنفس القدر مع منظمات أخرى، مُصنفة كـ”جماعات إرهابية” سواء في أميركا أو في دول العالم. وعلى الرغم من اعتبارها مصدر إلهام لحماس، وعلى الرغم من إدراج حكومات مصر والسعودية والإمارات والبحرين وروسيا، وسوريا تنظيم “الإخوان المسلمين” كجماعة إرهابية، تلقت جماعة الإخوان المسلمين أكثر من مليار دولار من الحكومة القطرية. وتوفر قطر أيضا المأوى الآمن لـ20 قياديا رفيع المستوى من حركة طالبان الأفغانية، كما قامت برعاية ميليشيات “أحرار الشام”، السلفية السورية التي تقاتل إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية.دعم استباقي للإرهاب وبالإضافة لما سبق، فقد قامت قطر في عام 2017، بسداد مبلغ 360 مليون دولار أميركي لإطلاق سراح رهينتين وقعتا في أسر كتائب حزب الله، وهي منظمة إرهابية شيعية إيرانية تشتهر بنصب كمائن للقوات الأميركية في العراق. وفي حين أن هذه المنظمات ليست تابعة مباشرة لحماس، فإن هناك اتجاها سائدا لدى قطر وهو تقديم الدعم الاستباقي للجماعات الإرهابية.المسمى المنطقي إن علاقات قطر بالإرهاب راسخة، من خلال إيواء وتمويل بعض الجماعات الإرهابية الأكثر شهرة في العالم، أي أن قطر أصبحت، وفقا لأي تعريف معقول، دولة راعية للإرهاب. ويختتم كوب تقريره قائلا: حان الوقت لأن تدرك أميركا وبقية العالم مدى وحجم التهديد الذي تمثله قطر ضد الأمن العالمي وتوصيفها وتسميتها (دولة راعية للإرهاب) وفقًا لذلك.
مشاركة :