وسط أجواء موسيقية موغلة في عالم الإبداع عاش جمهور مهرجان الحمامات الدولي في سهرة أمس الجمعة ضمن فعاليات الدورة 55 ليلة فنية بامتياز امتزجت فيها موسيقات العالم وتنوعت فيها الايقاعات، أحيا الحفل الفنان التونسي منير الطرودي الذي كان مرفوقا بمجموعة من خيرة العازفين من تونس ومن الخارج قدموا مزيجا من الشعبي التونسي مع الغربي ومزيجا من القديم العتيق بالجديد والمعيش وتطويعا للبدوي والتراثي بالجاز وبالريغي والهيب هوب. بدا الحفل الذي يحمل عنوان "مزاج ثوري" بمقطوعة موسيقية قبل ان يصعد منير الطرودي على الركح ويبدا في اطلاق تنغيمات تنم عن حنجرة فريدة من نوعها فكان الصوت يرتفع حينا ويخفت حينا اخر ثم يعود لينخفض فيعلو ويتموّج ويروح بعيدا ثم يعود. صاحبت صوتَ منير الطرودي ايقاعات مثلت مزيجٍا من الموسيقى الشعبية وموسيقى الجاز هي إيقاعاتُ مثيرةٌ ومبهجةٌ في نفس الوقت تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والهتاف رقص عليها احيانا وتابعها بكل اهتمام مرات اخرى. "واشي واشي" و"العساس" و"انا سقيم عليل" وغيرها من الاغاني المستمدة من التراث الشعبي والشعر العربي القديم اداها منير الطرودي على ايقاعات الروك والجاز والبانك والهيب هوب. رافق منير الطرودي كل من سندة العتري على البيانو والهادي الفاهم على الغيتار ورياض بن عمر على الكمان وحسين بن ميلود على الناي والانقليزي بيتر كورسر على الساكسوفون والتركي كابتر امراح على الباس والاسباني الفرنسي فيليب غارسيا على الباتري. هذا المزيج من الجنسيات اضفى على العرض رونقا خاصا ومميزا استساغه الجمهور الى جانب تحركات وشطحات منير الطرودي المتفردة على الركح ولباسه الذي يوحي بجذور اسياوية وشرقية. الجمهور الذي حضر الحفل رغم انه لم يكن غفيرا الا انه جاء خصيصا لهذا النوع من الموسيقى وجاء خصيصا لمنير الطرودي الذي امتعه واستجاب لطلباته وغنى لهم "راكب على الحمراء" ورقص معهم وكانت سهرة لن ينساها منير الطرودي في مسيرته حسب ما صرح به في ندوة صحفية عقدها بعد العرض.
مشاركة :