متلازمة الألم الفخذي الرضفي تسبب ألماً ومضاعفات

  • 8/18/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعد المفاصل أحد مكونات الجهاز الحركي في الإنسان، وتصنف الركبة على أنها من أكبر مفاصل الجسم، ومن وظائفها ربط الفخذ مع الساق، ويتكون مفصل الركبة من مفصلين، الأول بين عظم الفخذ والساق، والثاني بين الفخذ والرضفة.تغطي أسطح العظام التي تكون المفصل مجموعة من الغضاريف، ووظيفتها ضمان سهولة الحركة، وتتعرض الركبة لعدد من الأمراض والإصابات؛ ومنها: متلازمة الألم الفخذي الرضفي.يعرّف الأخصائيون والباحثون متلازمة الألم الفخذي الرضفي بأنها شعور بالألم في مقدمة الركبة حول الرضفة، وتنتشر الإصابة بها بين ممارسي رياضات الركض والقفز؛ ولذلك فهي تسمى أيضاً بركبة العداء.وتتسبب هذه المشكلة في الشعور بالوجع والانزعاج المستمر، وعدم الراحة، مما يؤثر في نشاط المصاب ومعدل حركته، كما أن عمليات الرباط الصليبي تزيد من فرص الإصابة بهذه المشكلة.ونتناول في هذا الموضوع مرض متلازمة الألم الفخذي الرضفي بكل تفاصيله، كما نبين العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة، والأعراض التي تميزها عن غيرها من أمراض الركبة الأخرى، ونقدم طرق الوقاية الضرورية والتي ينصح بها الباحثون، إضافة إلى أساليب العلاج المتبعة والحديثة. عدم الراحة يتراوح الألم الذي يشعر به المصاب بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي بين شعوره بعدم الراحة إلى ألم شديد للغاية، يجعله يلجأ إلى المسكنات للتعايش معه.ويزداد في الأغلب الألم بسبب الجري أو استخدام السلالم، صعوداً وهبوطاً، ومن الأشياء التي يمكن أن تزيد الأمر سوءاً الجلوس لمدة طويلة، وكذلك الجلوس في وضع القرفصاء.وينشأ الألم نتيجة ملامسة السطح الخلفي لصابونة الركبة «الرضفة» مع عظم الفخذ، ويعتمد تشخيص حالة المصاب بهذه المتلازمة على شعوره بألم أمامي في الركبة، مع استبعاد أي أسباب تتشابه أعراضها مع هذه الحالة.ويعتمد علاج هذه المتلازمة على بعض الإجراءات البسيطة، كالراحة ووضع أكياس الثلج على مكان الألم، وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى تمارين العلاج الطبيعي، ويمكن أن تحتاج بعض الإصابات الشديدة إلى تدخل جراحي؛ بهدف تصحيح وضع الركبة. ألم مقدمة الركبة يشكو المصاب بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي من ألم شديد في مقدمة الركبة، ويعد من أبرز أعراض الإصابة بهذه المتلازمة، والتي تحدث بصورة تدريجية، وفي بعض الحالات يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ.ويوصف هذا الألم إما أنه مبهم حول الركبة، وإما أنه يتركز خلفها، وفي كثير من الحالات لا يستطيع المصاب تحديد مكان الألم، ومن الممكن أن يصفه من خلال وضع يديه على ما يُعرف بعلامة الدائرة أو الرضفة.ويظهر في الأغلب الألم عندما يقوم المصاب بالتحميل على عضلات بسط الركبة؛ وذلك عندما يتحرك على السلالم صعوداً أو هبوطاً.ويظهر كذلك في وضع الركوع أو القرفصاء، وعند الجري أو الجلوس مدة كبيرة والركبة مثنية، وتسمى هذه الوضعية بعلامة الفيلم أو علامة المسرح؛ لأن المصاب تكون ركبته مثنية وهو يشاهد الفيلم، ومن الأوضاع المسببة للألم ركوب الدراجات أيضاً. الجري والقفز ترتبط الإصابة بمتلازمة الألم الرضفي الفخذي في الأغلب بزيادة التمارين بصورة كبيرة، وكذلك زيادة المدة التي يمارس أثناءها المصاب، وتعد الأحذية غير المناسبة سبباً في إصابة البعض.وتشمل الرياضات المسببة لهذه الحالة الجري والقفز بشكل متكرر على مفصل الركبة، وهو ما يمكن أن يتسبب في تهيج أسفل الرضفة.ويؤدي اختلال توازن العضلات حول الورك أو الركبة، وكذلك ضعفها، في بعض الحالات إلى ظهور هذه المتلازمة؛ وذلك لأن العضلات تكون مصطفة بصورة غير صحيحة.ويمكن أن ترجع متلازمة الألم الفخذي الرضفي إلى وجود إصابة رضحية بالرضفة، ومن ذلك حدوث خلع أو كسر على سبيل المثال. جراحات التصحيح تزيد نسب الإصابة بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي؛ بسبب جراحات الركبة، وبالذات عمليات إصلاح الرباط الصليبي الأمامي؛ حيث يستخدم فيها الوتر الرضفي كطعم.وتؤدي بعض العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة، ومن ذلك العمر؛ حيث يعد المراهقون والشباب الأكثر إصابة بها، مقارنة بكبار السن.وتتضاعف فرص إصابة النساء بالألم الرضفي الفخذي، ومن الممكن أن يعود ذلك إلى طبيعة حوض المرأة الذي يكون أكبر حجماً، وبالتالي يزيد من زاوية التقاء العظام عند مفصل الركبة.ويمكن أن تزيد بعض الرياضات من خطر الإصابة، وبالذات الأنواع التي تعتمد على الضغط على الركبة. الفحص البدني يعتمد تشخيص الإصابة بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي على الفحص البدني للمصاب، ويقوم الطبيب في هذا الفحص بالضغط على ركبة المصاب وتحريك ساقه في عدة مواضع؛ وذلك حتى يستبعد الحالات التي تتشابه أعراضها مع هذه الحالة.وتشمل الحالات المتشابهة التهاب الوتر الرضفي، والتهاب الجراب أمام الرضفة والفصال العظمي، ومتلازمة لارسن وجوهانسون، ومتلازمة الثنية، وداء أوزغود شلاتر.ويلجأ الطبيب إلى اختبارات التصوير الطبي؛ وذلك بهدف تحديد سبب الألم الذي يشعر به المصاب؛ حيث تظهر الأشعة السينية العظام بصورة جيدة، إلا أنها غير فاعلة في تصوير الأنسجة الرخوة.ويعد التصوير المقطعي المحوسب أفضل؛ لأنه يستعرض البنى الداخلية من خلال زوايا مختلفة للصور المقطعية، وبالتالي تمكن الطبيب من فحص العظام والأنسجة الرخوة معاً، ويعد من الآثار الجانبية لها التعرض لجرعة أكبر من الأشعة مقارنة بالأشعة السينية.ويساعد التصوير بالرنين المغناطيسي، والتي تستخدم موجات الراديو ومجالاً مغناطيسياً قوياً، في توفير صور تفصيلية للعظام والأنسجة الرخوة، ومن ذلك أربطة الركبة والغضاريف. إجراءات بسيطة يبدأ علاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي بمجموعة من الإجراءات، ومنها إراحة الركبة بشكل كبير، والابتعاد عن أي نشاط يمكن أن يتسبب في شعور المصاب بالألم، كالجلوس في وضع القرفصاء، واستخدام السلالم، ووضع الثلج على مكان الألم.ويمكن أن يلجأ المصاب بهذه المتلازمة إلى تناول بعض الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنات، والتي تصرف دون وصفة طبية؛ وذلك في حالات الألم الشديد أو غير المحتمل.ويمكن أن يوصي الطبيب ببعض تمارين العلاج الطبيعي؛ حيث تفيد في تقوية العضلات الداعمة للركبتين والمسؤولة عن محاذاة الأطراف، كالعضلات رباعية الرؤوس والمأبضية والمحيطة بالوركين، ويتم تصحيح حركة الركبة أثناء جلوس المصاب في وضع القرفصاء إلى الداخل كهدف أساسي. رياضات صديقة يوصي الطبيب المعالج المصاب بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي خلال هذه الفترة بأداء بعض الأنشطة التي يكون وقعها سهلاً على الركبة، والتي يطلق عليها رياضات صديقة للركبة، كالسباحة.ويظل الخيار الجراحي مطروحاً في علاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي؛ وذلك في الحالات التي لا تفيد معها الإجراءات السابقة.وتشمل خيارات التدخل الجراحي أولاً تنظير المفصل؛ حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار المفصل، وهو جهاز يشبه القلم الرصاص، وهو مزود بعدسة وضوء، يدخل في الركبة من خلال شق صغير، وتتم إزالة شظايا الغضروف المتضرر؛ من خلال هذا المنظار.ويمكن اللجوء إلى جراحات التصحيح؛ وذلك بالنسبة للحالات الشديدة، ويقوم الطبيب في هذه العملية بإعادة ضبط زاوية الرضفة، أو تخفيف الضغط على الغضروف. طرق للوقاية ينصح الأطباء ببعض الإجراءات التي تساعد في الوقاية من الإصابة بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي، والتي تبدأ بتقوية عضلات الفخذ والحوض؛ وذلك بهدف المحافظة على توازن الركبة عند تحريكها، مع تجنب ثني الركبتين بشدة.ويساعد تقليل الوزن في تخفيف أي ضغط على الركبتين، وخاصة لأصحاب الأوزان الثقيلة، ومن الأمور المفيدة كذلك ارتداء الحذاء المناسب، والذي يمتص الصدمات، وبالنسبة لأصحاب القدم المسطحة؛ فعليهم استخدام حشوات الأحذية.ويجب على من يمارس الرياضة، وخاصة الركض وما شابهها، أن يبدأ بالإحماء وتمارين الإطالة؛ وذلك برفق، ولمدة لا تقل عن 5 دقائق، ثم يبدأ في أداء التمارين التي يرغب فيها، ولكن مع اتخاذ الحذر. أعشاب مفيدة تشير دراسة فرنسية حديثة إلى وجود بعض الأعشاب التي يمكن أن تساعد في التقليل من حدة الألم الذي تتسبب فيه متلازمة الألم الفخذي الرضفي، ومن هذه العشاب البقدونس، حيث يحتوي على بعض الخصائص التي لها تأثير مضادات الالتهاب.ويعرف عن البقدونس أنه يخدر الآلام، ويستخدم من خلال نقعه في ماء دافئ، ثم وضعه على مكان الألم، والذي يقلل بشكل كبير من الشعور بالوجع.ويستخدم الزنجبيل والذي يعمل مسكناً ومضاداً للالتهاب، ولذلك فهو يقضي على آلام المفاصل، ويتم استخدامه بدهن الركبتين بزيت الزنجبيل مع التدليك الجيد.ويفيد كذلك زيت الزيتون في تسكين آلام المفاصل، وذلك من خلال تدليك الركبتين عقب تدفئته، ومن الأعشاب المفيدة كذلك جذور الكركم، والتي تسكن الآلام على الفور، ويتم استخدامه بتدليك الركبتين بمسحوق الجذور.وتخفف في بعض الحالات دعامات الركبة أو التقوس من الألم، كما يفيد تبريد الركبة بالثلج بعد أداء التمارين في تقليل الألم.

مشاركة :