تعد متلازمة رايوناود إحدى الظواهر المرضية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، وتتجسد في نوبات متتالية من انقباض الأوعية الدموية الموجودة في أطراف الأصابع سواء لليدين أو القدمين، وهي تصيب المريض عقب تعرضه للبرد.ويعتبر العرض الأساسي لها تغير لون الأصابع، فيكون في البداية أبيض، ثم يتحول للأزرق، والذي ربما صاحبه بعض الألم، وبعد تدفئة الأصابع يتحول إلى الأحمر.تصيب هذه المتلازمة أصابع اليدين والقدمين، إلا أن أعراضها من الممكن أن تظهر في أماكن أخرى، كالأنف والأذنين واللسان، وفي حالات قليلة للغاية الحلمات.ونتناول في هذا الموضوع متلازمة رايوناود بكل تفاصيلها، مع بيان العوامل والأسباب التي تحفز على ظهورها، وكذلك الأعراض التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. ألم الأصابع يعاني مريض متلازمة رايوناود ألماً في أطراف أصابع اليدين في الغالب، وفي بعض الأحيان القدمين أيضاً، ويمكن أن تؤثر هذه المتلازمة في بعض المناطق الأخرى في الجسم، كالأنف والأذنين والشفتين والحلمات، وإن كان ذلك بصورة قليلة للغاية، وذلك طبقاً لما نشر في موقع «ميديسن نت».وتبدأ نوبة المرض عادة بتحول لون الأجزاء المصابة إلى اللون الأبيض، ثم إلى الأزرق في الغالب، ويصاحب هذا التحول شعور بالبرودة والخدر، والذي يعتبر رد فعل للبرد أو عند تعرض المصاب لضغط نفسي.ويمكن أن تتحول الأجزاء المصابة إلى اللون الأحمر، وذلك عند تدفئتها وتحسن الدورة الدموية لدى المصاب، أو في حالة قل الضغط النفسي. خفقان ووخز يصاحب الشعور بدفء الأصابع خفقان أو وخز خفيف، أو تورم، ومن الممكن أن يحتاج الأمر إلى حوالي 15 دقيقة، حتى يتدفق الدم بصورة طبيعية إلى الجزء المصاب.وينصح من يعاني هذه الأعراض بالحصول على استشارة طبية بصورة سريعة، وبخاصة في الحالات الحادة، أو عند الإصابة بتقرح أو التهاب في أحد الأصابع باليدين أو القدمين.يمكن في حالات متلازمة رايوناود الثانوية الشديدة أن تتسبب في تقلص الأوعية الدموية التي تصل إلى أصابع اليدين أو القدمين، وهو الأمر الذي ربما سبب تلفاً في الأنسجة، وتتعرض بعض الحالات أحياناً إلى تقرحات جلدية أو أنسجة ميتة، وكلتا الحالتين يكون من الصعب علاجهما. أولي وثانوي كما بين موقع «ويب مد» أن الإصابة بمتلازمة رايوناود تعزى إلى رد الفعل المفرط للأوعية الدموية، التي تكون في اليدين والقدمين، تجاه درجات الحرارة المنخفضة أو التعرض للإجهاد، وذلك لأن سبب هذه الهجمات الرئيسي لا يزال غير مفهوم.ويوجد نوعان لهذا المرض، الأولي أو الابتدائي، والثانوي، ويعد النوع الأولي هو الأكثر انتشاراً، وسمي بهذا الاسم لأن الأطباء لم يجدوا سبباً للإصابة به، ويعتقد أن له أسباباً وراثية.وتبدأ الإصابة في الغالب في مرحلة المراهقة، وخاصة لدى الإناث، ويتسبب التدخين واستهلاك الكافيين الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازية في زيادة حدة الأعراض.وتزول في أغلب الحالات أعراض هذا النوع بصورة تلقائية، لذلك لا يسعى من يعانيه إلى البحث عن علاج. أقل انتشاراً يعتبر النوع الثانوي أقل انتشاراً إلا أنه أكثر خطورة، وذلك لأن الإصابة به ترجع إلى وجود حالة مرضية عاناها المصاب، وتوجد مجموعة كبيرة من الأمراض وراء هذه المتلازمة.وتشمل قائمة الأمراض التي تتسبب في الإصابة بمتلازمة رايوناود الثانوية أمراض النسيج الضام، وهو أحد الأمراض النادرة، والذي ربما تسبب في تصلب وتندب الجلد، وتزيد أمراض كالذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي من خطر الإصابة بهذه الحالة.وترجع الإصابة في بعض الحالات إلى أمراض الشرايين، التي تحدث بسبب تراكم اللويحات التي توجد في الأوعية الدموية، وهي المغذية للقلب مما يؤدي إلى تصلب الشرايين، ومن الممكن أن يصيب الاضطراب الأوعية الدموية المتواجدة في اليدين والقدمين، وبالتالي تصبح ملتهبة.وتتسبب متلازمة النفق الرسغي في هذه الحالة، حيث يتسبب الضغط على العصب الرئيسي في اليد إلى خدر وألم فيها، وهو الأمر الذي يجعلها أكثر تأثراً بدرجات الحرارة المنخفضة. عوامل الخطر يمكن أن يكون سبب الإصابة بهذه المتلازمة بعض العوامل، ومن ذلك التدخين، لأنه يضيق الأوعية الدموية، ووجود إصابات في اليد أو القدم، ككسر المعصم، وربما كان بسبب بعض الأدوية كحاصرات بيتا، وأدوية الصداع النصفي.ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمتلازمة رايوناود الجنس، فتنتشر الإصابة في النساء أكثر من الرجال، والمرحلة العمرية حيث تبدأ أعراض المتلازمة في الظهور بين عمر 15 وحتى 30 عاماً.ويعتبر الأشخاص الذين يعيشون في مناخات باردة عرضة أكثر للإصابة بهذا الاضطراب، كما أن وجود إصابة سابقة في العائلة يزيد من خطر المرض.ويمكن أن يكون سبب الإصابة بعض المهن، كالتي تتسبب في إصابات متكررة أو رضوخ، وذلك بسبب تشغيل الأدوات التي تهتز. ويؤدي كذلك التعرض لبعض المواد الكيميائية ككلوريد الفينيل، أو تناول أدوية تؤثر في الأوعية الدموية، إلى هذه الحالة. الأوعية الدموية يبدأ الطبيب بتشخيص الإصابة بمتلازمة رايوناود من خلال معرفة الأعراض التي يعانيها المصاب، وكذلك التاريخ الطبي له، ويجري له فحصاً بدنياً. ويمكن أن يوصي ببعض الاختبارات التي يستبعد من خلالها أي مشاكل طبية أخرى، ربما كانت هي السبب في الأعراض التي يشكو منها.ويستطيع الطبيب أن يفرق بين المرض الأولي والثانوي من خلال النظر المباشر للأوعية الدموية في منطقة الأظافر، وذلك باستخدام المجهر أو جهاز تنظير قاع العين.وتكون الأوعية الدموية في حالة المصابين بالمرض الأولي سليمة، في حين أنه تكون متوسعة ومتفرعة، بالنسبة لمن يعانون المرض الثانوي.ويطلب في حالة الاشتباه بالإصابة بإحدى الحالات الأخرى، والتي تتسبب في الإصابة بهذه المتلازمة، إجراء بعض اختبارات الدم.ويشمل اختبار الأجسام المضادة للنواة، اختبار معدل ترسيب كرات الدم الحمراء، حيث ربما أشار الأول إلى نشاط الجهاز المناعي، وهو أمر منتشر في المصابين بأمراض النسيج الضام، في حين أن الثاني يحدد معدل استقرار خلايا الدم الحمراء. 3 أهداف يشمل علاج متلازمة رايوناود عدداً من الخيارات، ويكون الهدف من العلاج تقليل عدد الهجمات وشدتها، ومنع تلف الأنسجة، وعلاج المرض المتسبب في هذا الاضطراب.ويبدأ العلاج ببعض إجراءات الوقاية والتي تكون فعالة مع الأعراض الخفيفة، وتتضمن الحفاظ على درجة حرارة الجسم مرتفعة، وتجنب التعرض للبرد، وارتداء الملابس والجوارب الثقيلة وقفازات اليد للوقاية من البرد، وينبغي التوقف عن تناول الأدوية التي تتسبب في انقباض الأوعية الدموية وكذلك الامتناع عن التدخين.وترتبط الأدوية التي يصفها الطبيب بالسبب وراء الأعراض التي يعانيها المصاب، فمن الممكن أن تساعد الأدوية على توسيع الأوعية الدموية أو تعزيز الدورة الدموية. تدخل جراحي تساعد حاصرات قنوات الكالسيوم على الاسترخاء وفتح الأوعية الدموية الصغيرة في اليدين والقدمين، وتقليل حدة الهجمات، كما أنها من الممكن أن تساعد على شفاء تقرحات الجلد على الأصابع.ويمكن أن تحتاج الحالات الحادة إلى تدخل جراحي، ومن ذلك جراحة الأعصاب، حيث يقوم الطبيب بقطع الأعصاب الصغيرة حول الأوعية الدموية، وربما قللت هذه الجراحة من شدة الهجمات ووتيرتها.ويحقن الأطباء مواد كيميائية كمخدر موضعي لمنع الأعصاب الودية في اليدين أو القدمين المتضررة، وإذا عادت الأعراض مرة أخرى، فربما احتاج المصاب إلى تكرار هذه الجراحة. أثناء النوبة ينصح المصاب ببعض الإجراءات أثناء النوبة، ومن ذلك تدفئة اليدين والقدمين والمناطق المصابة، والتواجد في الأماكن المغلقة أو الأكثر دفئاً.ويجب أن يحرك أصابع اليدين والقدمين، مع وضع اليدين تحت الإبطين، ويمكن أن يصنع دوائر واسعة باليدين، كطواحين الهواء، ويستعمل الماء الدافئ وليس الساخن، مع تدليك اليدين والقدمين.وينبغي أن يتخلص المصاب من المواقف التي تتسبب له في الإجهاد، إذا كانت سبباً في النوبة، مع التدرب على أساليب تقليل الإجهاد.ويجب أن يقلل من التغيرات السريعة في درجات الحرارة، فلا ينتقل من درجة حرارة مرتفعة إلى حجرة مكيفة، ويتجنب أقسام الطعام المجمد في السوبر ماركت.وينبغي أن يقلع المصاب عن التدخين الإيجابي أو السلبي، لأنه يتسبب في انخفاض حرارة الجسم عن طريق تضييق الأوعية الدموية. مكملات مساعدة تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن نسبة الإصابة باضطراب متلازمة رايوناود حول العالم تصل إلى نحو 5% لدى النساء، و4% فقط لدى الرجال، وترجع تسمية هذه الحالة إلى الطبيب الفرنسي موريس رينو، والذي كان أول من وصف الإصابة بها عام 1862.ويقول الباحثون: إنه توجد بعض المكملات التي تساعد على تدفق الدم بشكل أفضل في أطراف الجسم، والذي يقلل من نوبات متلازمة رايوناود، مع مراعاة مراجعة الطبيب المعالج، للتأكد من عدم حدوث أضرار جانبية.ويساعد زيت السمك في تحسين قدرة المصاب على تحمل درجات الحرارة المنخفضة والبرد عموماً، كما أن عشبة الجنكة تقلل من عدد نوبات هذا الاضطراب بشكل ملحوظ، ويحسن العلاج باستعمال طرق الوخز بالإبر من تدفق الدم.ويمكن أن يفيد الارتجاع البيولوجي في تقليل حدة الاضطراب، ويتضمن هذا الإجراء التخيل الموجه لرفع حرارة اليدين والقدمين، مع إجراء عملية التنفس العميق.
مشاركة :