ناجي عبدالله: أتمنى كتابة أوبريت درب الصليب كاملًا عن سيرة حياة العذراء

  • 8/18/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال ناجى عبد الله، مؤلف ومخرج مسرحي، إنه يتمنى كتابة أوبريت «درب الصليب» كاملا عن سيرة حياة السيدة العذراء، يتناول فيه رحلتها الروحية بكل ما فيها من كنوز إنسانية على أن يتم تقديمه فى عيد القيامة المجيد فى «كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا»، مشيرا إلى أنه تناول مواقف السيدة العذراء إنسانيا، ألا وهو موقفها وقت صلب السيد المسيح، وهو المشهد الذى نسيه الكثير من المؤلفين، داعيا إلى التركيز على الجوانب الإنسانية للعذراء لما تمثل من قيمة روحية للمسلمين والمسيحيين معا.كيف ترى موقف المجتمع من تجسيد السيدة العذراء فى الأفلام ؟ - هنالك حالة من الحساسية فى تناول وتجسيد السيدة العذراء فى السينما العربية المصرية، بسبب القوانين التى تحظر ظهور وتجسيد الشخصيات المقدسة فى الأعمال السينمائية، وتكتفى الأفلام بظهور تلك الهالة البيضاء التى تدل أن هناك شخصية مقدسة تشير إليها هذه الهالة، بالرغم من أن تجسيد هذه الشخصية المهمة بما تحتويه من كافة التجارب والمشاعر والأفعال سيكون له ثراءً فنيًا كبيرًا، وبالرغم من ظهور بعض التجارب التى تكاد تكون فردية، إلا أن تجسيد السيدة مريم لا يزال بعيدا عن الاستغلال الحقيقى المفيد للمشاهد للاستفادة من تلك الشخصية المقدسة. وهذه الحالة ليست مقصورة فقط على المجتمعات العربية التى بها أغلبية مسلمة، ولكنها أيضا فى المجتمعات ذات الأغلبية المسيحية، فهناك حساسية فى تجسيد شخصية السيدة العذراء.<الأفلام لا تتناول الحياة المسيحية وتكتفى فقط بأسماء مسيحية فى أدوار ثانوية.. فما تعليقك؟- يتحمل المؤلفون مسئولية هذا التقصير، فمنذ فيلم «حسن ومرقص وكوهين» لم يتطرق المؤلفون إلى هذه العلاقة المجتمعية الدائمة، فيما عدا فيلم عادل إمام «حسن ومرقص»، وكان يهدف إلى مقاومة الإرهاب، وحتى فيلم «بحب السيما» عندما تناول الأسرة المسيحية تناولها ببعض الجرأة التى أثارت المشاكل حول الفيلم، والبعض رأى أن الفيلم يهدف إلى الإساءة للأسرة المسيحية، وهذه الحساسية فى التربص بالأعمال الفنية وتقديم شخصية المسيحى أدت إلى تخوف المؤلفين من التطرق لهذه العلاقات المجتمعية المسيحية.لماذا لم تعرض الأفلام المسيحية فى دور العرض العام ويكتفى بعرضها فى الكنائس؟ - بسبب التناول الدينى البحت والمتعمق للأفلام المسيحية، والتى تتناول إما حياة القديسين، أو رحلة السيد المسيح، وهى التى تخص المجتمع الكنسى أكثر مما تخص عموم المجتمع، وأيضا الأفلام الدينية الإسلامية توقف إنتاجها بسبب تغير طبيعة المشاهدين وتغير طبيعة المجتمع، بالإضافة إلى عدم وجود شركة إنتاج لديها الجرأة للقدوم على مثل هذه الخطوة من الناحية الإنتاجية، فالأفلام الخاصة بدور العرض العام لها تقنيات خاصة ذات تكلفة عالية، وضمان الربحية من هذه النوعية من الأفلام الدينية الإسلامية أو المسيحية خارج نطاق التوقع. هل إذا وجدت شركة لإنتاج أفلام تتناول الشخصيات المسيحية وتجسيد العذراء.. هل سيتم الموافقة على عرضها فى مصر؟- تجسيد الشخصيات الدينية المقدسة سبق التعرض لهذا الشأن فى حالات مشابهة لبعض الصحابة للرسول محمد، وتم رفض تلك الأعمال، بالرغم من أنها كانت إنتاج غير مصري، وهو فى الغالب قانون واضح بعدم تجسيد الرسل وأسرهم، وهى مواد وقوانين قـــد تحتاج إلى إعادة الدراسة.أما عن تناول أى معلومات عن السيدة العذراء داخل الأفلام والمسرحيات، فأرى أنه لا يوجد أدنى مانع من هذا التناول، وسبق للفنانة هند رستم القيام بدور قدسية، وتم الدخول للكنيسة وتناول وعرض الصلوات الدينية المسيحية، فالسيدة العذراء لديها قيمة خاصة لدى عموم الشعب المصرى مسلميه ومسيحيه. لماذا تعمل فى المسرح الكنسى وأنت مسلم؟ وكيف تستطيع أن تجسد أدوار السيدة العذراء بشكل كنسى لأن فى فروقات بين التجسيد المسيحى والإسلامى؟ - أنا لا أعمــل.. بل أخــدم فى المسرح الكنسي، والخدمة مفهوم رائع تعلمته داخل المسرح الكنسي، وهو تقديم العمل دون أى أجر، فالأجر الذى تحصل عليه يكون من الله، ولهذا يطلقون على «الخادم المسلم»، فعلى مدار 23 سنة، أقوم بالخدمة داخل المسرح الكنسي، ومخرجى وشباب المسرح الكنسى يقولون إنى أتناول الحياة الاجتماعية والسياسية بشكل مبسط وغير ديني، وفى نصوصى المسرحية إذا أراد المخرج أن يضع رؤيته الدينية المسيحية على النص فلا مانع عندى وهو ما نتج عنه كتابتى ما يقرب من (40) أربعين نصا مسرحيا للمسرح الكنسى، حازت أغلبها على جوائز مختلفة فى جميع العناصر المسرحية داخل المهرجانات الكنسية.أما عن تجسيد السيدة العذراء فى نصوصي، فقد تناولت أهم مواقف السيدة العذراء إنسانيا ألا وهو موقفها وقت صلب السيد المسيح، وهو المشهد الذى نسيه الكثير من المؤلفين، فالجميع تناول آلام السيد المسيح وكان تناولى لآلام السيدة العذراء له عظيم الأثر فى نفوس المتلقين. وكمؤلف أرجع إلى إنسانيتى فى تجسيد الشخصية والإنسانية واحدة فى مشاعرها فى كل الديانات.كيف ترى محاولات الكنيسة فى سد عجز المعلومات وتجسيد الشخصيات؟- تحمل الكنيسة مسئولية عظيمة وحملا كبيرا، وهى قادرة على تحمل تلك المسئولية، وكل ما يتبقى هو الخروج بتلك المعلومات خارج أسوار الكنيسة واستغلال محبة الشعب المصرى عامة لشخصية السيدة العذراء لجعلها شخصية أكثر شمولا وانتشارا، وهو الدور الذى يجب أن تسعى إليه الكنيسة فى المرحلة المقبلة، مثل استغلال أوسع وأكبر لرحلة العائلة المقدسة وغيرها من مناسبات. لماذا تتجسد صورة العذراء بشكل ثانوى وليس كبطولة؟ - أول نص منى للمسرح الكنسى سيكون عن تناول كامل لشخصية السيدة العذراء لأنها مسئولية المؤلفين فى البداية ومدى تناولهم للشخصية. < من هى الممثلة التى تراها يمكن أن تجسد شخصية العذراء مريم؟- نيللى كريم أو يسرا اللوزي.. لكن المنطقى تكون وجه جديد ويكون أول أدوارها.< ما رايك بالممثلة التى تؤدى دور العذراء مريم فى الأفلام المسيحية؟ - معظمهن يقمن بتأدية الشخصية أداء هامشيا.. خارجيا.. دون الوصول إلى جوهر الشخصية ومدى روعتها وضخامة هامتها، فالسيدة العذراء هى مزيج من كل نساء العالمين، هى مزيج من كل المشاعر والأحاسيس هى قمة المسئولية، هى قمة العطاء هى غاية الوجع ومنتهاه هى الإيمان كل الإيمان، والتسليم كل التسليم كل التسليم هى المعنى الحقيقى للآية «لتكن مشيئتك».ما المشروع المسرحى الكنسى الذى تتمنى القيام بكتابته؟ - أتمنى أن أكون أول من يقوم بكتابة أوبريت «درب الصليب» كاملا عن سيرة حياة السيدة العذراء، وأن أتناول فيه رحلتها الروحية بكل ما فيها من كنوز إنسانية على أن يتم تقديمه فى عيد القيامة المجيد فى كنيستى الأم «كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا».ماذا تعنى لك العذراء، وماذا تمثل لك؟ - العذراء بالنسبة لى هى البتول... هى الأم، هى البداية، هى النور، جاءها نور من روح الله ليخرج إلى الوجود نورا يهدى الناس إلى الرحمة والمحبة، العذراء هى حاملة روح الله ونوره هى رمز النور لكل المصريين. وتعلمت من المسرح الكنسى الصلاة الجماعية، قبل كل عرض مسرحي، بين أعضاء الفريق سواء مسلمين أو مسيحيين، وهى صلاة نفعلها معا فى كثير من المناسبات، وهناك من إخوتى وأهلى المسيحيين من يصوم ويصلى لى، ويوقد الشموع باسمى فى كل مناسبة وكل كنيسة.

مشاركة :