ميثم محمد لم يجرؤ أن يفرقهم لقائهم ألأخير ولكن أفترقوا في مكالمه تلفونيه.. لم يرقى فراقهم ان يذبح في لقاء ..بل لقى حتفه بأرتطامه بسماعه هاتف .. كان باهتاً سقيماً وتقريباً بلا ملامح تذكر ولا سبب مهم ..فسقط كل مابينهم بأغلاق سماعه الهاتف في ليله أهدتهم كل سوادها ليسود ظلامهم وظلم أنفسهم لأنفسهم ..هي كانت تشعر إنه يتهرب ولكنها لم تترجل من منصه الكبرياء لتدافع عن حبها .. إكتفت بصمت الدموع بديلا..وهو كان قد اخذه طيشه في مفترق طرق وكانت هي إختيار ضمن اختيارات فتاهت به بوصله صوابه ..هي لم يكن ينقصها شيء بل فيض حياء بكر الانوثه والخجل هو ما منع كبريائها من التمسك بأولى قصص الحب..فقد كانت تمسك بأشياء عده ..أشياء تخص تفتح أول ورودها وعزه نفسها وتفاصيل أخرى كانت تعني لها الكثير فلم تستطيع ان تتمسك بأشيائها جميعاً .. فتمسكت بقلبها وكبريائها وأسقطت سماعه الهاتف ..لم يبقى لديها شيء سوى جرح غائر في الكرامه وذكرى ..إنتهت به هي ولم ينته هو ..بعد فراقهم ذاك أصبحت هي كسفينه فقدت زمام وجهتها فارتطمت بأول صخره أمامها فتزوجت بتلك الصخره وهاجرت ..لم تتحطم بالكامل و لكن لم تعد تصلح للإبحار ..فغدت كتلك السفن المعطوبة التي ينهون خدماتها فيحولوها الى مطعم ..ضلت راسيه في مرفأ خذلانها سنين طويله .. تعودت .. تناست .. أو إنشغلت بأي شيء وربما بلاشيء..أما هو و بعد ان فض إشتباكاته لم يعد وارفاً كما كان فقد شذبت الايام أغصانه الطويلة وأُطفأت نجوم سماه ولم تبقى سوى نجمتها تؤرق ليله ..لم تغب عن ذاكره ندمه يوماً كانت كابوس حياته ولعنه كلعنه الفراعنة ..لم ينقذه من كابوسه ذاك كل أحلام الكون ..أقلقت منام وصحوه حياته كلها ..كان يتمنى ان يعتذر منها يوماً ما .. تحول الأعتذار إلى أمنيه تشبه المستحيل .. أمل نجاته أصبح مرهون بأعتذار ..لم يكن سيئاً على ايه حال ..إنه طيش مرحله من العمر ليس إلا.. كان ندمه كأشجار الصفصاف لا يثمر ولا يموت .. ولم تشغل تأنيب ضميره أي إمرأه اخرى..وبعد سنين وعندما حلت علينا بركه مارك زوكربيرغ بأختراعه الفيسبوك..مدت الميديا يدها لكل المحبطين ..لاحت في الأفق واحه خضراء ملئى بكل أصناف ألاصحاب والأحباب المفقودين بعد ان بعثرتهم غربتهم في كل إتجاه ليجتمعوا مره أخرى في شاشه هاتف أو كمبيوتر ..فأبتدأ هو بأقتفاء اثرها وبعد جهد جهيد وجدها واذ هي متزوجه ولديها أولاد !!..لم يكن هذا الخبر قد أزعجه تماما ولم ينقص من غبطه الفرحه بعثوره عليها فهو يعرف ان النتائج مرهونه بأسبابها وهو سبب كل ما حصل لها ..لم يكن يتمنى لها السعاده بقدر ماتمنى لها أن تكون قد تتجاوزت أزمتها وله في ذلك عزاء .. كانت رغبته بالاعتذار تفوق كل الاعتبارات ..ولم يعتبر إعتذاره تسلق غير مشروع لخصوصيه حياتها .. دون ادنى تردد أخذ نسخه عن كل صورها ومراحل تطورها الأنثوي من بنت الى زوجه فأم إنتهاء بكونها سيده مجتمع ..إمتلأت قليلا.. نحفت..إبتسمت .. صوره أخرى لها وهي في جلسه أصحاب .. و صور أخرى كثيره وهي تجلس بوجوم بجانب صخره إرتطامها ( أسعده ذلك الوجوم ) ..كان يكبّر الصور بقدر ما يستطيع ليغوص في تفاصيلها ..يفترض ما كانت تشعر به اثناء التقاط تلك الصور..تدخّل في كل تفصيله .. جمع كل صورها وصنع منها البوماً لتعاسته كان يتأمل صورها كل يوم مرات ومرات.. والآن لم يبقى لديه عذر أمام نفسه ..إنها فرصته السانحه ولن يتنازل عنها.. لملم كل ماتبقى من شجاعته وكلمات إعتذاره ووضعها في أربع سطور !! ..اخذ إختيار الكلمات منه أياما طويله ..يكتب ويمحو..يكتب إعتذاراً من وحي السهر وحين ويقرأه في الصباح فيجد إنه يصلح لقصيده غزل لا رساله إعتذار لسيده متزوجه فيمحو.. ويكتب مره اخرى ويمحو .. نقح كلماته ..وقنن مشاعره..حشرها بأربع سطور كادت أن تفيض بها مجلدات لفيض صدق إعتذاره ..كتبها في بريد الفيسبوك خاصتها ..لم يبقى سوى الإرسال..!! ولكن ليس كل من يحمل مسدساً يجرؤ على الرماية ..خانته أنامله ..وخانه هاتفه ..بل خانته شجاعته ..بقى هكذا أياما ..حتى جاء يوم كان هو مدعوا الى دعوه غداء مع مجموعه من ألاصحاب ..كانت هي حاضره معه بكل تفاصيلها ولكن في خياله .. كل المدعوين شغلتهم أحاديثهم إلا هو أخذته هي بعيداً الى حيث بلد غربتها..إختلطت عليه الأمور وسط الزحام ..تهور..أو تشجع !!.. وأحياناً عندما نكون وسط زحام الوجوه تتشتت الأفكار وتأخذنا حماسه الجمع ..فأخرج هاتفه وفتح صفحتها الشخصيه وحين وصل الى بريدها الخاص كانت الرساله موجوده في أسفل الصفحه تنتظر ان يطلقها كحمامة سلام علّها ترجع اليه بنبأ خلاصه من عقده تأنيب الضمير.. وضع إصبعه على مقربه من زر الإرسال .. أغمض عينيه وأطلقها .. كطفل كسر تحفه ثمينه كان شكله..شعور مختلط بين الخجل والخوف وكأن كل من هم حوله قد إستلموا تلك الرساله..يكاد يقول خذوني أنا المذنب.. خبأ هاتفه في جيبه كأنه يخبيء خطيئه ..لم يمهله صبره أكثر ..فتح هاتفه ليتأكد من ان الرساله وصلت ولعلها قد قرأتها الان.. كان يسأل قلقه عن رد فعلها ..إنفتح على كل الأحتمالات.. أما الرساله فكانت قد وصلت بالفعل ولكنها لم تقرأها !!.. زاد قلقه وأصبح بين مطرقه الندم وسندان رده فعلها وهكذا بقى الحال ثلاث أسابيع ..كانت ثلاث سنين ضوئيه بالنسبه له ..كان كل يوم يفتح صندوق بريد رسائله الف مره وفي المره الواحد بعد الألف وفي ساعه متأخره من الليل إستنار هاتفه برساله .. يتبع في الجزء الثاني..
مشاركة :