«ليس كل ما أقدمه على شاشة التلفزيون معناه أنني راضٍ عنه»!هكذا وبكل شفافية، اعترف الفنان أسامة المزيعل بأنه يواصل أعماله في الدراما والإذاعة، كيْ يحصد المال فقط، مستذكراً «ذكريات لا تموت»، ومسلسلات عدة جمعته مع فنانين كبار من طراز العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا والفنان غانم الصالح وعبدالله الباروني، بينها مسلسل «أيام الفرج» و«التنديل» و«عبرة شارع». المزيعل، أوضح في حوار مع «الراي»، أنه ليست لديه صداقات في الوسط الفني حالياً، لأن جميع أصدقائه المقربين توفاهم الله، ملمحاً إلى أنه «تائه» في الفن ولا يدري إلى أي جيل ينتمي. وشدّد على أنه ترك المسرح الجماهيري، بعدما أمست العروض تُقدم من أجل الضحك، بلا هدف أو مضمون. • فلنبدأ من المسرح، ونتحدث عن طبيعة العلاقة التي تجمعك بـ«أبو الفنون»؟- للأسف، أنا «بطّلت عن المسرح»، خصوصاً الجماهيري، لأن الجمهور بات يتجه صوب نوعية معينة من الأعمال. كذلك، لا يوجد جمهور للمسرح الأكاديمي، بل أصبح الجميع يبحثون عن الضحك و«القطات» فقط، في مسرحيات لا تحمل أي هدف أو رسالة، على عكس ما كانت عليه الحال في السابق، لذلك فضلّت الجلوس في البيت.• بعد أن ضحيت في ما صنعته بالدراما التلفزيونية من أجل المسرح الأكاديمي، هل ندمت اليوم على هذا الأمر؟- ما زلت أعشق المسرح الأكاديمي، وأعتبره بدايتي في الفن، لكن أين هم الناس عن هذا المسرح؟... سابقاً كنا نقارع الكبار وغيرهم من المثقفين، غير أنه في الثماني سنوات الماضية لم أسمع عن مسرحية قوية هزت المسرح مع احترامي لكل ما يقدم الآن، وحتى ضيوف المهرجانات في السابق كانوا نجوماً. لا أمدح نفسي، لكن يمكنني القول إنني قدمت أعمالاً شدّت نظر الكبار والفاهمين للمسرح، مع العلم أنني سبق واعتذرت عن أعمال مهمة عُرضت عليّ.• ما هي تلك الأعمال التي اعتذرت عن عدم المشاركة فيها؟- تم ترشيحي في سهرة تلفزيونية بعنوان «وسمية تخرج من البحر» إلى جانب مسلسل «بيت تسكنه سمرة» ومسلسل «شاهين»، وأيضاً مسلسل «عبدالله البحري وعبدالله البري»، حيث فضّلت المعهد والمسرح الأكاديمي على خوض البطولة في هذه الأعمال.• وماذا عن التلفزيون في الوقت الراهن؟- أعمل في التلفزيون والدراما كيْ أحصد المال، وهذا الواقع بكل شفافية. وللعلم ليس كل ما أقدمه وتروني من خلاله على شاشة التلفزيون معناه أنني راضٍ عنه.• وماذا عن الدور الذي أرضى طموحك؟- مسلسل «أيام الفرج»، لأننا عشنا لحظات لا تنسى مع الفنان القدير الراحل غانم الصالح، وكذلك مسلسل «ذكريات لا تموت» هو عمل (صح) بكل التفاصيل، وكل الشخصيات أدّت أدوارها باحترافية بالغة. مثلاً، الفنانة انتصار الشراح يعتبر دورها الأبرز. أيضاً، مسلسل «عبرة شارع» كان جميلاً مع الفنانة سعاد عبدالله، بالإضافة إلى مسلسل «وفاء» الذي أحببت دوري فيه. هناك عمل مقبل أرى نفسي فيه، حيث أعجبتني الشخصية وبناءها وتصاعدها، بعد أن قامت بنسجها الكاتبة مريم القلاف.• هل لديك عمل شعرت بأنه ظُلم ولم يأخذ حقه؟- «نعم»... مسلسل «رحلة شقى»، لأنه كان غزيراً بالقضايا الحساسة والواقعية، ولم يحظ بنصيبه من النجاح.• ما زلت تتذكر وتثني على الأعمال التي جمعتك مع العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ما السبب؟- لأن «بوعدنان» ليس فناناً عادياً، بل كمن جاء من كوكب آخر، هذا رأيي فيه بصراحة. هو إنسان بكل ما للكلمة من معان، وبالرغم من أنه أكبر من والدي (رحمهما الله) إلا أنه كان بمنزلة الصديق ويسأل عني دائماً، وكنت أزوره باستمرار.• حدثنا عن موقف مع «بوعدنان» لا يزال عالقاً في ذاكرتك؟- عملت مع العملاق الراحل في أعمال مهمة، تلفزيونياً وإذاعياً، وآخر عمل إذاعي جمعنا معاً «مول الهوايل»، كنت أنا مخرجه، بطلب من «بوعدنان» شخصياً، إذ لم أخطط لهذا الأمر على الإطلاق. العمل فكرتي بالأساس وعرضتها عليه، حيث ناقشني وأبدى إعجابه بها، ومن ثم كتبت تفاصيلها أميرة نجم، في حين غنى «تتر» المسلسل الفنان الشاب مطرف المطرف. في الدراما التلفزيونية طلبني «بوعدنان» في مسلسله «التنديل»، مع أخي الفنان الراحل عبدالله الباروني، كما رشحني في مسلسل «الحب الكبير»، وآخر عمل معه كان «العافور» حيث لم أكن في «الحسبة»، وصادفني (رحمه الله) في لندن وأخذ رقمي هناك، وعندما رجعت إلى الكويت وجدت نفسي ضمن فريق العمل.• وماذا عن الإذاعة؟- هي عشقي منذ صغري، فقد كنت أذهب مع أبي في سيارته وأشغل مسلسل «نافذة على التاريخ»، إذ لم أعلم حينها أنني وبعد مرور السنين سوف أشارك في هذا العمل، من خلال عملي كمخرج للمسلسل لست سنوات، فضلاً عن إخراجي لمسلسل «نجوم القمة» 8 سنوات، ويعني لي الكثير أن أخرج هذه الأعمال، وهذه حياتي وعشقي في الدراما الإذاعية والأعمال التاريخية تحديداً.• أنت قليل التواصل مع زملائك الفنانين، هل أدّى هذا الأمر إلى «زعل» البعض منك؟- «ربعي» الفنانين ماتوا، على غرار عبدالله الباروني، بالإضافة إلى أصدقائي الذين هم أكبر مني في العمر، بينهم الراحل غانم الصالح وعبدالحسين عبدالرضا.• هل تعتقد أنك تائه، ولا تدري إلى أي جيل تنتمي أنت؟- بالطبع، فلربما أكون أنا من الجيل الثالث أو الرابع.• آخر مشاركة لك في التقديم التلفزيوني كانت من خلال «دورة الروضان» التي تميزت بتقديمها في شهر رمضان الفضيل على مدى أعوام عدة، كيف تصف هذه التجربة؟- إنها تعني لي الشيء الكثير وتسري في دمي. أحب القيّمين على هذه الدورة وأعلم أنهم يحبونني أيضاً، وحتى القدامى والمحترفين منهم يحترمونني وأحترمهم، وبيننا «عشرة عمر». كما تعد هذه البطولة بمثابة «كأس عالم كويتي».
مشاركة :