احتفاءً بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، انطلقت مساء أمس الأول، في مركز مرايا للفنون في القصباء بالشارقة، فعاليات معرض كتب طريق الحرير، الذي ينظمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حتى 19 أكتوبر المقبل، لتعريف الزوار على الأدب الصيني والثقافة التي وصلت عن طريق كتّاب وفنانين من داخل وخارج الصين.يسعى المعرض إلى إعادة التعريف بطريق الحرير من خلال المؤلفات والكتب والمخطوطات التي شكلت تاريخه، ويكشف أهميته على صعيد الثقافة الإنسانية باعتباره نموذجاً حضارياً، استطاع خلال ألفي عام أن يشكّل حلقة وصل تجارية وثقافية انطلقت من مدينة «تشان جان» عاصمة الصين القديمة مروراً بتيان شان، إلى أوروبا عبر طرق آسيا الوسطى والشرق الأوسط، بداية من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى السادس عشر.وأشارت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، إلى أن المعرض يكشف للأجيال الجديدة والزوار، أهمية التواصل والتبادل الثقافي بين الدول ودور المنجزات الإنسانية في بناء الحضارات.وتابعت العقروبي: نسعى للاحتفاء بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019 من خلال التعريف بالثقافة الصينية، وما طريق الحرير إلاّ واحد من الشواهد الحضارية التي دلّت على إصرار الإنسان وشغفه بالوصول إلى ثقافات ومعارف العالم المختلفة، فهذا الطريق الذي امتد على مسافة 5 آلاف كيلومتر لعب دوراً مهماً في تناقل العلوم واللغات والإبداعات الفنية والبضائع وغيرها، لهذا ارتأينا لأن نفتح من الشارقة نافذة تروي التاريخ وتعرّف بخطوات رسمت ملامح وثقافات الشعوب. يضمّ المعرض مجموعة واسعة من كتب الأطفال واليافعين التي أبدعها نخبة من الرسامين والمؤلفين وتروي في مضامينها قصصاً وموروثات تاريخية قديمة حول الصين، إلى جانب استعراض الأساطير والأدب المعاصر، كما يوفّر المعرض فرصة الاطّلاع على تاريخ القارة الآسيوية من خلال كتب مصورة تحتوي على مجموعة متكاملة من المعلومات العامة تضم نحو 100 كتاب تروي سيرة الثقافة الصينية وحضارتها العريقة.تشتمل الكتب على رسوم توضيحية تروي حكاية القصص القديمة التي تغنّت بطريق الحرير أبدعها الفنان ماورو إيفانجليستا، البروفيسور بأكاديمية ماشيراتا، إلى جانب رواية «رحلة الغرب» المصوّرة الشهيرة التي أبدع في رسم نسختها الأولى الفنان التشيكي زدنيك سكلنار والثانية من إبداع الرسام الكوري شين دونج جون، التي روت بصرياً تاريخ الطريق وجمالياته وما تبعه من أحداث تاريخية.يقدم المعرض لزوّاره مجموعة متنوعة من ورش العمل الثقافية والمعرفية التي تستند إلى الكتب، ويمكن للأطفال واليافعين بعد حضور الورش الاطّلاع على المؤلفات التي شكلت مرجعاً لكل ما تعلموه، كما يقدم المعرض سلسلة من العروض الفنية والموسيقية لنخبة من العازفين، إضافة إلى استضافة الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الصينية التقليدية مثل عيد منتصف الخريف المسمى بعيد القمر وهي مناسبة يحتفي بها الصينيون بالحصاد، إلى جانب الأسبوع الذهبي، للاحتفال بالأعياد الوطنية.
مشاركة :