كيف تكتشف الفرص الاستثمارية وتحولها إلى مشروعات صغيرة ومتوسطة؟ (7)

  • 8/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع تنامي الدعوات المقترنة بالدعم المؤسسي لتوسيع القطاع الخاص وتمكين الشباب من انشاء مشروعاتهم الخاصة، وقيادتها بأنفسهم لتحقيق النجاح، ولا سيما بعد البدء بمشروع التوازن المالي، والحد من ارتفاع الانفاق العام، واتاحة الفرصة لموظفي الحكومة والقطاع العام للتقاعد المبكر، وتقليص فرص التوظيف الجديد في تلك القطاعات، يثار تساؤل لدى قطاع واسع من الشباب كيف نجد الفرص الاستثمارية المجدية والتي يمكن ان نحولها إلى مشروع ناجح، مدر للربح بأقل فترة ممكنة، وبأدنى رأسمال؟. ولأجل تحفيز الشباب على بدء استثمار خاص مناسب بأقل تمويل ممكن، وتطوير مهاراتهم الادارية، بدءا من تمكينهم من اكتشاف الفرص الاستثمارية التي تتناسب مع امكاناتهم المالية ومهاراتهم المهنية والمعرفية، وتحقيق النجاح في انشاء مشروعاتهم الخاصة، نقدم سلسلة مقالات للتعرف على كيفية اختيار الفرصة الاستثمارية المناسبة، واختيار الموقع الأنسب للمشروع، والخطوات الرئيسية لإنشاء المشروع، فضلا عن التعرف على اساليب ومصادر التمويل المتاحة، ثم التعرف على كيفية تصميم المزيج التسويقي للمشروع، وصولا إلى انجع الاساليب لإدارة المشروع وتحقيق النجاح والتوسع. وبعد ان تعرفنا على معايير اختيار الموقع الأنسب للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لا بد من التعرف على اهمية هوية المشروع والتي تميزه عن المشروعات المماثلة الاخرى، والتي تهدف إلى خلق صورة ذهنية مميزة لدى الشريحة المستهدفة من مشروعك، بمعنى اخر هي الكيفية التي تريد زبائنك المحتملين والآخرين ان ينظروا فيها إلى منشآتك، وما يمكن أن يتوقعونه من منتجاتك أو الخدمات التي تقدمها لهم، كل ذلك يتم من خلال ما يوحيه اسم المشروع، الرمز، التصميم الذي ستكون عليه لوحة المشروع ومطبوعاته، والالوان التي يتم اختيارها، لا بل وحتى الديكور الداخلي والخارجي لمبنى المشروع، وطريقة ونوعية التغليف التي سيتم بها حفظ وتقديم منتجات مشروعك. ان اختيارك لاسم مشروعك وشعاره يجب أن يكون اختيارا محكما، ويجب أن يتميز بالسهولة بحيث يعلق في أذهان العديد من الناس، ويجب أن يكون جديدًا وليس تقليدًا لأسماء وشعارات موجودة بشكل كبير، كما أنّ الشعار والاسم هما جزء مهم من الإعلان للمشروع، وينبغي ان نفكر مليا في اختيارهم اخذين بنظر الاعتبار ثلاثة عوامل اساسية: الأول طبيعة المنتج أو الخدمة، أي حينما تختار اسما لصالون حلاقة غير ان تختار اسما لمطعم أو محلا لبيع الأقمشة والملابس الجاهزة. والثاني: الشريحة المستهدفة من المشروع، هل هم الأطفال، أم الشباب، أم كبار السن، فإن كان الأطفال لا بد من اختيار اسم خفيف يناسب مدارك تفكيرهم، وشعار جذاب لهم. اما ان كان الشباب هم المستهدفون فينبغي اختيار اسم يداعب مشاعرهم، وشعار يلائم حركيتهم، ويستوعب تقلب امزجتهم. اما ان كان المشروع موجها لخدمة كبار السن فينبغي ان يكون الاسم والشعار هادئين وبما يلائم وقارهم، والديكور والألوان لا تعكر امزجتهم، واما ان كان المستهدف جميع المواطنين بمختلف شرائحهم وثقافاتهم وميولهم، فعليك ان تختار خير الأمور اوسطها، بمعنى ان تختار الذي يمكن ان يحتوي على عامل مشترك بين مختلف ميولهم. والعامل الثالث: هو الزمن، اذ ينبغي ان نخطط باعتبار ان يكون المشروع مستمرا لسنوات عديدة وعليه ان يكون الاسم والشعار قابلين للثبات لأطول فترة زمنية من حيث المقبولية. ومما ينبغي الاشارة اليه ضرورة النظر مسبقا في كيفية الاستفادة من الشعار كعنصر مهم من عناصر الترويج للمشرع، وتحديد الكيفية التي ينفذ بها ذلك. فهل سنحصر استخدامه على اللوحات الإعلانية الرئيسة على مبنى المشروع، أم سيتم نشره في وسائل الاعلام المقروءة (الصحافة، المجلات، النشرات، الإعلانات الورقية،..) أم سيعلق كلوحات في الشوارع المؤدية إلى المشروع، والشوارع الاخرى، أم سيلصق بمركبات النقل أو غيرها من المركبات الجوالة أم ستستخدمه أون لاين، أم ستنشره على شبكات التواصل الاجتماعي؟ لذا عليك ان تختار شعارا قابلا للتكيف مع كل الوسائل الدعائية الممكنة. ومن الامور التي يجب اخذها بنظر الاعتبار ضرورة الابتعاد عن الأسماء والشعارات التي تخدش الحياء العام، وكذلك الأسماء والشعارات التي تسيء إلى الرموز الدينية أو الاعتبارية أو الرسمية أو تنتقص من الوحدة الوطنية. وختاما لا بد من تأكيد اهمية التقليل من الأسماء والشعارات الأجنبية التي اصبحت ظاهرة تمتد الى مختلف المشروعات وتشوه ذوقنا وتقتل مشاعرنا وكأن اللغة والتاريخ والبيئة العربية عاجزة عن تزويدنا بأسماء تليق بمشروعاتنا الناشئة. ‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي.

مشاركة :