نثر السعادة في فضاءات «الثقافة» أديبًا مهيبًا.. وسرح في آفاق الصحافة قياديًا وكاتبًا مقيمًا «صرح» الأدب أمام بصر المثقفين.. ناصبًا «فرح» المواسم في المنصات بعناوين العبارات وتفاصيل الاعتبارات. جبر كسور «النقد» بعبر الدراسات واعتبار البحوث فكان «زامر التنوع» الذي جنى «ثمار» المعرفة بحظوة «التفكير و»عامر التنويع» الذي كتب الرؤى بأقلام ملونة مدادها من «طبيعة» المراحل وسدادها من «طبائع» الأزمنة. استل سيف «الثبات» من غمد «الإثبات» ممتطيًا صهوة «اليقين» ملوحًا ببريق «الدلائل» في عتمة «التشدد» ماضيًا في ميادين «التمدد» نحو أطراف التغيير والتطوير.. إنه الأديب والكاتب والأكاديمي والناقد سعيد السريحي.. أحد أبرز رموز «الحداثة» والحركة الأدبية والثقافية في السعودية. بوجه حنطي ممتلئ مع تقاسيم مألوفة وشارب اعتراه المشيب وأناقة تعتمر البياض وملامح تتشابه مع أصول قبيلته العريقة «حرب» وعينان تشعان بالتبصر والإنصات معًا مع كاريزما تتوارد منها سمات «التهذيب» وصفات «الرقي» ولغة جهورية تحفها المفردات اللغوية العميقة والانفرادات الكلامية المتعمقة في مراسم «المناسبات» مع لهجة جداوية عتيقة مكتظة بالحنين ومشبعة بالألفة.. وحقيبة ممتلئة بأوراق العمر ومجلدات اللغة العربية ونصوص الشعر وصفحات القصص وكتب التذوق أمضى السريحي من عمره عقودًا بين قاعات الجامعات ووسط محافل الثقافة وخلال مساجلات الأدب اسمًا ووسمًا في سجلات الإثراء المعرفي وعلمًا ونجمًا في سماء الثراء الأدبي.. موليًا وجهته «قبالة» الصدارة» الثقافية موجهًا بوصلته «قبلة» التصدير الشخصي فكان الرقم «الصعب» في خانة «التنافس» والناتج الصحيح في معادلة «التباين» والعدد الثابت في متراجحة «الفروق». ولد السريحي في حي الرويس في جدة وتفتحت عيناه على «بضائع» البسطاء في صباحات «الفلاح» منتشيًا بنداءات «الرزق» في نهارات «الكادحين» منجذبًا إلى أهازيج «البحارة» في ميناء العروس العتيق مراقبًا سطوة «الكرم» في منازل الجداويين مشفوعًا بحظوة «التوجيه» في تربية والده و»سطوة» الحنان» في دعوات والدته.. منتهلاً من سلالة العائلة «ذكرى» الأجداد ناهلاً من قصص الأولين أثر الإجادة ومآثر الجود. صال وجال السريحي طفلاً معتمرًا عمته «الحجازية» في أعياد العام وبين مراسم «الضيافة» بين أحياء النزلة والهنداوية والثغر وتعتقت أنفاسه بروائح البخور الشعبي في منازل الطيبين وتشبعت نفسه بنسائم «البحر» في ساعات الأصيل منصتًا لأحاديث المساء في مركاز «العمدة» متأبطًا كشكوله الصغير الممتلئ بخربشات «الطفولة» و»تجارب» النصوص و»معالم» المستقبل.. ناصتًا في حضرة «العلم» منصتًا في استحضار «التعلم» فظل يكتب أحلامه في أسرار ملأت قلبه وعلانية أفضى بها حديثًا في جمعة الأهل وبين جموع الأصدقاء فكان «مشروعًا» مؤهلاً بشهادة الجميع مترفًا بطفولة بريئة وجريئة معًا كللها بذكريات «المرح» وجللها بأحلام «العصامية». أتم السريحي تعليمه العام في جدة ثم أكمله التعليم الجامعي والدراسات العليا في اللغة العربية في كلية الشريعة ثم كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى.. ثم التحق معلمًا بالتعليم العام مدة عامين وثماني عشرة سنة بجامعة أم القرى. تولع قلبه بالصحافة من الصغر منذ أن كان يجمع قصاصات الصحف واعداد المجلات حيث عمل نحو ثمانية وعشرين عامًا في الصحافة بين متعاون ومتفرغ، أشرف خلالها على القسم الثقافي، والشؤون المحلية، والشؤون الدولية، والأقسام التنفيذية في جريدة «عكاظ» كما عمل مساعدًا ونائبًا مكلفًا لرئيس تحرير وكاتب زاوية يومية في ذات الصحيفة. حاضر السريحي خارجيًا في عدة دول عربية وأوروبية وهو عضو تحكيم جوائز بلند الحيدري، والطيب صالح، ومحمد حسن عواد، ومحمد الثبيتي، وغيرها. وألف عدة كتب أدبية وثقافية ومعرفية متنوعة ولا يزال لديه أخرى تحت الإعداد وتم تكريمه في عدة مناسبات. أحدث السريحي «دويًا» في قوالب «التجمد» وصدوعًا في جمود «القوالب» ووقف في مقدمة «الحداثيين» في وجه «التطرف» ماضيًا في طريقه بوهج «التفكير» وحجج «النقد» تاركًا للمختلفين معه «إثباتات» النقاش و»ويلات» التغافل. سعيد السريحي رصيد مديد سديد من الأناقة الفكرية واللباقة النقدية الممزوجة بتوليفة شخصية فاخرة من الخلق والنبل ظلت «مشهدًا» في صفحات «كفاءته» العلمية و»ساحات» «اكتفائه» الذاتي.. مصدرًا فائض معرفته «كهدايا» للثقافة وعطايا للأدب بين ثنايا سيرته» واستثناء «مسيرته».
مشاركة :