أدباء خلال تكريمه: «سعيد السريحي» ناقد ومفكر ومثقف نوعي

  • 2/8/2022
  • 01:13
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كرم النادي الأدبي الثقافي وجمعية الثقافة والفنون بجدة الأديب د. سعيد السريحي، بحضور كبار المثقفين والأدباء، وشهد حفل الافتتاح جولة في المعرض الفوتوغرافي «سعيد في الصورة»، وتضمن عرض فيلم بعنوان «رحلة العالم وعبق العالم» عن سيرة السريحي، بالإضافة إلى كلمات لعدد من الشخصيات، وأداء أغنية «يا خليص أبتي» من كلمات السريحي وقدمها الفنان حسن اسكندراني، وتقديم فيلم عن منتدى جدة للدراسات النقدية الذي أسسه السريحي. وأكد رئيس أدبي جدة د. عبدالله بن عويقل السلمي، أن اجتماع نادي جدة وجمعية الثقافة والفنون، يؤكد أن ثمة شخصيات كانت وما زالت بمثابة رسل للفكر والأدب والنقد، يؤلفون الكتب أو يقيمون المحاضرات، ويكتبون المقالات فتردد أصداء طرحهم موقظة ربوات الثقافة، لتزدهر بخمائل المفردة.وقال: أدركنا - في النادي والجمعية - المكانة الثقافية والمعرفية والعلمية والعملية للسريحي، فحضوره في المشهد الثقافي دائم، وطرحه وقراءته النقدية مؤثرة، يحمل هم الأدب، ويتعلق ويتعمق بالفكرة تعلق الثمار بخواصر الأغصان.وأكد أن ما يقدمه السريحي للنادي والجمعية بخاصة، وللأدب والثقافة بعامة، يتجاوز كونه قطرات ندى تبل صدى مؤسستي جدة في زمن صوحت بل تصحرت حدائق الأدب الغناء، لكنه ناقد وطن، وأديب حقبة، ورمز مرحلة، فما قدمه ويقدمه هو كم من أضاميم المعرفة، وكنز في أضابير النقد، وجراب من الوعي يحتسي منه كل مريد، مشيرا إلى أن الاحتفال جاء مشاركة بين النادي والجمعية، وأن لآل صبيح فضل الترتيب والتسبيب له. كما شهد الاحتفال ندوة «مسارات من حياة السريحي» أدارها الإعلامي مهدي الوهراني، وشارك فيها كل من د. عبدالله الخطيب، ود. عادل خميس الزهراني، وهاشم الجحدلي. وتحدث الخطيب قائلا: عرفت د. السريحي ناقدا ومفكرا ومثقفا نوعيا مسكونا بسلوك الدخول في المناطق الوعرة، ومواجهة الإكراهات المتعددة، والإكراهات التي تعرف على أنها «استخدام الضغط أو القوة استخداما غير مشروع من شأنه التأثير على إرادة فرد ما».وأضاف: معظم الإكراهات التي واجهها على امتداد مسيرته المعرفية تروم غاية محددة وهي آخذة في اتجاه محدد مسبقا، وهذا ما لا يطيقه أبدا سعيد السريحي، وما لم تنجح جميع المؤسسات في الوصول إليه.وتابع: قضى السريحي حياته العلمية والمعرفية محاولا ضرب وتقويض المقولات المركزية التي تروج داخل الأقواس، لكنه لا يتردد في الإعلان عن أن ميدان معركته خارج هذه الأقواس، تاركا المهمة للمتلقي في أن يجتهد في العبور إليها وتحمل مسؤولية هذا العبور، فهو مثقف عصي على الاستعمال لكنه غير متمرد، بمعنى أنه يعرف دائما أين يتموضع ومتى يتوقف.وتحدث الزهراني عن السريحي بقصة العقال المائل التي كان السريحي يظهر بها في صوره الأولى، مع أنها عادة لا تنتمي له ولا ينتمي لها، لكنها تعني أنه بفعلها يكسر روتينا، ويحرك ساكنا، ويتحدى تقليدا، وكل هذا كاف لأن يسلك السريحي هذا المسلك، وهو المؤمن بالحرية والتجديد والتجريب، وعلى هذا الأساس سيكون موقف السريحي من النقد والشعر.وأشار إلى عدد من المفاهيم المركزية التي تمثل إجمالا صورة للعقل النقدي لدى السريحي، منها بنيويته المنهجية التي تظهر تطبيقا عمليا حقا، وقد كان يتمثل البنيوية المرنة، وكذلك يمثل التقويض مفهوما مركزيا في مشروع السريحي، ومن هنا يختار قضايا حساسة، ومعارك مدروسة.‎وأضاف الزهراني: تحيل فكرة النقض التي آمن بها السريحي مبكرا على هاجس فلسفي مهم يكاد يكون المحرك الأول خلف سؤال النقد الحديث، وهو أن كل قراءة لا بد أن تحمل -ولو ضمنيا- تكسيرا في بناء سابق، بقدر ما تمثل إضافة له، كما كان التجديد الموقف الذي آمن به دائما، باعتباره حاجة داخلية تفرضها الظروف التاريخية والاجتماعية، لا باعتبارها نزعة نزق أو موضة يتبناها المبدع.

مشاركة :