هذا الظهور المتكرر لحسن زميرة -كما يسميه ثوار سورية- وخطبه التي تسقط حروف كلماتها مع تلعثمه وسبابه، مجرد محاولات لستر عورة إيران التي انكشفت أمام الشعوب العربية. فقد استغلت إيران تشيعها لآل البيت -عليهم سلام الله- بغية سحب تلك الشعوب بعيدا عن وحدة الدم والمصير، ومن ثم استخدامها كخنجر تطعن به أوطانها. حسن زميرة يريد أن يعوض خذلان الموقف الإيراني للمخدوعين بوعوده ووعودهم، ويشغل الفراغ بصياحه وشتائمه، لكنها ليست سوى تلوث ضجيجي اعتدناه، وبقي فقط أن يدركه أنصار مسلسل العنف الإيراني، ويتوقفوا عن الانخداع الذي حول بلادهم إلى مستنقع للطائفية. يندد حسن زميرة بمبادئ المملكة العربية والسعودية، فما هي مبادئ رجل كان جزءا من حركة أمل الشيعية، التي سفكت دماء الفلسطينيين العزل في صبرا وشاتيلا، ثم انفصل عنهم ليكون ورفاق الدم العربي المسفوح "حزب الله" الذي صنع دولة داخل الدولة وحرم لبنان من أن يكون لها جيش وحكومة ومستقبل؟ فكما يقول اللبنانيون كل ما خطونا خطوة نحو السلام تحرش بإسرائيل لتضرب بيروت وتعيدها عشرات السنوات إلى الوراء. كيف يتحدث عن "بوكوحرام" و"داعش" و"القاعدة" وكفّاه ملوثتان بدماء أطفال سورية بدعوى حماية مراقد الموتى؟ ألأجل الموت تنحر الحياة؟! يقول حسن زميرة "باقون في سورية ما دامت الأسباب قائمة"، وما الأسباب القائمة؟ هل هي الثورة السورية ضد نظام بعثي أهلك البلاد وزجها في المعتقلات؟ هل جمع عتاده وقوته ضد شعب أعزل محروم من استخدام حتى مضادات الطائرات لمجرد رفضه حكم ديكتاتور يشفع له عند حسن زميرة أنه علوي ولا يشفع لشيوخ البحرين عنده إكرامهم لشعبهم وتأييد الغالبية لهم لمجرد أنهم سنّة، فيحرض في خطبه شيعة البحرين على حكامهم؟ من أين ينطلق حسن زميرة في دعاواه المرجفة؟! إنها الطائفية ولا غيرها التي ينطلق منها حسن زميرة ومن معه، منذ قتله للفلسطينيين مرورا بحرائر سورية وانتهاء ببكائياته على الحوثيين. يبكي حسن زميرة على تفجير مخازن الأسلحة في اليمن ولا يرف له جفن على قتلى "القصير" الذين استخدم معهم الأسلحة المحرمة دوليا، وقطع عنهم الماء والكهرباء ونسف منازلهم! لقد شاهد العالم اليمنيين وهم يصرخون ويهتفون للملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وشاهدوا تكبيرات الفرح من الشعب اليمني كلما أصاب طيارو التحالف الخليجي بؤر ميليشيات الحوثي، فعن أي يمنيين يتحدث حسن زميرة؟ اليمنيون الحوثيون الذين توجه مدفعياتهم نحو شعب اليمن الأعزل في عدن والحديدة؟! هل فقدوا بوصلتهم أو عميت أعينهم عن الاتجاهات؟ فالسعودية فوقهم وحدودها معهم معروفة، لمَ لا يتجهون إليها؟ ألأنهم يريدون الانتقام من الشعب الذي يرفضهم، واستنجد بالسعودية شعبا وحكومة لتخليصه من رعاع تقودهم إيران فباعوا وطنهم؟! إن كل خطاب يطلقه حسن زميرة هو محاولة لخلق وجود بعد أن هزمتهم عاصفة الحزم وكشفت للأمة طائفيتهم، وها هم شيعة العالم العربي يعلنون رفضهم لخطابات هذا الخبيث. إن تاريخ المملكة العربية السعودية كان وما زال لحماية شعبها، وكل شعب يصرخ طالبا عونها، لقد جئنا إلى اليمن بأمر أهلها وبإرادتهم لتطهيرها، والسعودية تجيد التطهير؛ فقد طهرنا بلادا يعرفها جيدا حسن زميرة، كما مددنا أيدي السلام وأعنا عليه عندما تطلب البلاد نصرتنا لتحقيقه، وهو يذكر جيدا اتفاق الطائف الذي دعمته ورعته السعودية، وأخلّ هو من بين كل الأطراف بشروطه، فأقصى لبنان عن السلام والتطور والنجاة من براثن الميليشيات بأمر الملالي في إيران. اليمن سيكون مقبرة كبرى للطائفيين -إن شاء الله- وستدفن المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة المتحالفة معها الحلم الطائفي الإيراني فيها، وإذا أراد حسن زميرة أن يدفن معهم فليأتِ فسينتظره شباب السعودية وأشقاؤهم.
مشاركة :