نتائج زيارة الحريري لواشنطن تقلق حلفاء إيران

  • 8/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع عودة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من زيارته الأمريكية، ووسط رهان المستويات السياسية -على اختلافهاـ العودة بالحكومة إلى مدار التفعيل والإنتاجية، يُنتظر أن تستعيد الحركة السياسية انتعاشها اعتباراً من هذا الأسبوع، على أن الداخل السياسي لا يزال في حال ترقب للنتائج السياسية التي حققها رئيس الحكومة في لقاءاته الأمريكية، وعلى ‏وجه الخصوص مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وأتت زيارة الحريري إلى واشنطن على وقع تصاعد التوتر بين ‏الولايات المتحدة وإيران، منذ الانسحاب من الاتفاق النووي ودخول سلاح العقوبات الاقتصادية على حلبة ‏الصراع، ليُصوب في اتجاه الأذرع العسكرية التابعة لإيران، وأبرزهم ميليشيات «حزب الله»، إضافة إلى دخول الولايات المتحدة على ‏خط النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان وإسرائيل ومهمة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون ‏الشرق الأدنى الجديد ديفيد شينكر، التي يبدأها مطلع الشهر المقبل. مواقف وقراءات وكانت لقاءات الحريري في واشنطن، الأسبوع الماضي، قد خرجت بمواقف تؤكد الدعم الأمريكي لمؤسسات لبنان الدستورية ‏والعسكرية والأمنية، إضافة الى الدعم الاقتصادي، لكنها لم تبت بشكل قاطع في أحد أهداف الحريري من الزيارة، وهي ‏تبيان المدى الذي ستسلكه الإدارة الأمريكية في عقوباتها على إيران. وبالتالي على «حزب الله». علماً بأن بومبيو ‏قال في تغريدة له عبر «تويتر» إن اجتماعه مع الحريري كان مثمراً، وأنه أكد له دعم استقرار لبنان، وفي الوقت ذاته عبر له عن قلقه إزاء «حزب الله»، مؤكداً استمرار العقوبات على الحزب. واستناداً إلى مصادر سياسية متابعة، نجح الحريري في إبعاد كأس تصنيف لبنان من قبل الولايات المتحدة، دولة تابعة كلياً لـ«حزب الله»، ونجح في انتزاع موافقة الوزير بومبيو على أن كارثة محققة يمكن أن يواجهها لبنان إنْ دفع جيشه ودولته إلى تجريد «حزب الله» من سلاحه، وسلبه دوره في تحديد أولويات لبنان القومية وعلاقاته الخارجية، وإمساكه بقرار السلم والحرب. كما نجح الحريري، مرة جديدة، في إقناع الأمريكيين بأن الاستقرار في المنطقة هو من استقرار لبنان. ويبدو أن نتائج زيارة الحريري إلى واشنطن، لا سيما في ما خص «حزب الله»، لن تظهر فوراً، بل من خلال ‏الإجراءات التي ستتخذها الإدارة الأمريكية، سواء لجهة دعم لبنان أو لجهة العقوبات على «حزب الله»، مع الإشارة إلى أن ‏المعلومات التي توافرت لـ«البيان» أفادت أن رئيس الحكومة سعى لدى الجانب الأمريكي للفصل بين عمل الحكومة وضمان إنتاجيتها ‏ومعالجاتها للمشكلات المطروحة، وبين السياسة الأمريكية تجاه الوضع الإقليمي وصراعها مع إيران و«حزب الله». حملة تشكيك ‎وفي الانتظار، لفت الانتباه إلى أن نتائج هذه الزيارة بدأت تُواجه بحملة تشكيك، بعدما واجهتها في الأيام الأولى حملة تشويش، من ‏جانب فريق دأب على تسريب معلومات عن استياء أمريكي من أداء حكومة الحريري. وجديد هذه التسريبات كلام عن ‏عدم إجراء أي اتصال بين الحريري والرئيس ميشال عون خلال وجوده في واشنطن. وفي هذا السياق، لخصت مصادر سياسية مواكبة لـ«البيان» أبرز الخطوط العريضة لاستياء بعض «قوى 8 آذار» من هذه الزيارة، بالإشارة بداية إلى الريبة من كلام الحريري عن «العمل على الانتقال من وقف الأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار بحسب منطوق القرار الدولي 1701»، بما ينزع تالياً أي ذريعة لاستغلال جبهة الجنوب في إشعال أي فتيل تفجيري لأجندات خارجية. فضلاً عن الامتعاض غير المستتر من رسالة الحريري التي عبر فيها من واشنطن عن دعم مطلق للنائب السابق وليد جنبلاط وعن دعم موازٍ لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة بالتزامن مع الثناء الأمريكي على التزام المصارف اللبنانية بسياسة العقوبات على «حزب الله»، علماً بأن بعض هذه القوى عبر عن شكوك تدور حول ما يخبئه بعض الخارج للبنان من سيناريوهات، مع الإشارة في هذا المجال إلى كون الأسئلة تتكرر حول عقوبات أمريكية جديدة على مقربين من «حزب الله»، في موازاة ما تمكن الحريري من الحصول عليه من ضمانات تحمي لبنان. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :