كشفت المعاناة التي يعيشها مربو الإبل في قطر عن الوعود الزائفة التي قدمها الأمير الصغير تميم بن حمد قبل عامين، منددين بارتفاع أسعار المراعى، وانفلات الأسواق في ظل تراجع الدور الرقابي، وعدم إيفاء الحكومة بتعهداته بدعم المربين. وتداول رواد موقع تويتر فيديو بثه تلفزيون قطر الرسمي، لبعض ملاك الإبل وهم يشتكون غلاء أسعار الأعلاف الخضراء واليابسة، مؤكدين أنهم فقدوا غالبيتهم ثروتهم خلال الفترة الماضية بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار. ويظهر في المقطع شيخ قطري وهو يشتكي حاله بعد وصول حزمة من نبات البرسيم لـ25 ريال قطري. وقال الشيخ ردا على سؤال المذيع:" إن سعر هذه الحزمة كان بالأمس 20 ريال، واليوم وصل 25، مشيرا إلى أن الرأس الواحدة من الإبل تأكل قرابة 20 حزمة، وهو ما يتطلب شرائها بحوالي 400 ريال قطري". وأضاف أن الرأس من الإبل باتت تحتاج 400 ريال قطري لتوفير العلف الأخضر لها يوميا، إضافة لشراء الشعير وباقي لوازم الطعام الجافة، متسائلا كيف تحقق هذه القطعان مكاسب لأصحابها في ظل هذه الأوضاع". وكشف صاحب الأبل الذي ظهر في الفيديو عن واقع أليم يعانيه المربون قائلا: "أهل الهجن تعرضوا للظلم، وفقدنا ثروتنا ومواشينا ولا أحد يلتفت لنا". وتفاعل رواد تويتر مع شكوى أصحاب الأبل القطريين مؤكدين أن سياسات حكومة تميم الفاشلة تسبب في كوارث مجحفة تأذى بسببها المواطنين، مؤكدين أن الكلمات التي تحدث بها الأمير الصغير مع بداية الأزمة القطرية بقوله "نحن بخير" كانت مجرد حديث أجوف مخالف للواقع. ومن جهته قال خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية معلقا على الفيديو: "جماعة نحن بألف خير تابعوا الفيديو هذا بوادر ثورة تأتي من حيث لا يحتسب تنظيم الحمدين". وعلقت الكاتبة مها بنت شعلان على الفيديو قائلة: "هم لا يعرفون من الأساس قيمة الأبل عند أصحابها!(يقصد الحمدين) فكيف يهتمون بها". وفي الاتجاه نفسه قال المعارض القطري فهد بن عبدالله آل ثاني في تغريدة له عبر حسابه بتويتر: " كما أننا نعمل من أجل أن لا تنعزل قطر عن محيطها وجيرانها الذين هم أهلنا وإخواننا في الدين والعروبة والقرابه فإننا أيضاً نعمل من أجل المواطن القطري الذي تسبب عليه تنظيم الحمدين الإرهابي بهذه العزلة". وقال مخاطبا القطريين: "أنتم تعلمون أن جيرانكم تأذوا من أفعال الحمدين ونحن هنا الآن من أجلهم ومن أجلكم". شكوى مربي الأبل في قطر فضحت الإجراءات الحكومية التي لم تتجاوز شاشات الإعلام القطري والتي أعلن عنها تنظيم الحمدين في وقت سابق وكان آخرها، إعلان إيفاد 10 آلاف رأس قطرية لمراعي إيران. وفشل تميم العار في السيطرة على أزمة الإبل الجائعة في إمارته، لا سيما وأن تقارير صحفية أشارت إلى أن سلطنة عمان اشترطت مبالغ مالية عالية، ثمناً لإدخال الإبل القطرية إلى مراعيها، ما أجبر السلطات القطرية على اللجوء لإيران، خاصة أن هذا القطاع كان يعتمد قبل الأزمة القطرية على المراعي السعودية المجانية. ووفقا لتقارير إعلامية محلية يزيد عدد الإبل في قطر عن بـ77 ألف رأس، كانت تعيش غالبيتها على المراعى الطبيعية في صحراء شبه الجزيرة العربية، ومع اندلاع الأزمة القطرية في 5 يونيو 2017 أضرت حكومة تميم المتهمة برعاية الإرهاب بإعادة القطعان من مراعي السعودية لصحراء قطر الجرداء.
مشاركة :