ضمن سلسلة نشاطات أكاديميّة، رعت جامعة «عين شمس» أعمال «المؤتمر العلمي الثاني لطب المُسِنّين وعلوم الأعمار» الذي انعقد تحت عنوان «نحو مُسِنّ نشِط». وإذ تضمّن المؤتمر محوراً عن الجوانب النفسيّة للمسنين، تحدّث الدكتور أحمد عكاشة، أحد أبرز الاختصاصيين العرب في الطب النفسي، مشاكل المُسِنّين، مع تركيز على مرض «آلزهايمر» Alzheimer وكيفية تعامل المجتمع معه. ولفت عكاشة الذي حملت محاضرته عنوان «الرؤية النفسية والاجتماعية للمُسِنّين في مصر»، إلى وجود بحوث لإيجاد علاجات لمرض «آلزهايمر»، متوقّعاً ظهور أدوية جديدة لعلاجه خلال السنوات العشر المقبلة. 3 محاور متداخلة في سياق متّصل، أشارت الدكتورة هالة سويد، وهي رئيسة قسم طب المُسِنّين في الجامعة، إلى أن المؤتمر يُعقد بالتعاون مع «الجمعية الطبيّة للمُسِنّين وعلوم الأعمار»، بمشاركة نُخبَة من أساتذة طب المُسِنّين من الجامعات المصريّة. وبيّنَت سويد التي ترأّست المؤتمر أيضاً، ضرورة وضع استراتيجية للعمل على تحقيق هدف «الشيخوخة النَشِطَة» في مصر. وأضافت سويد أن المؤتمر يهدف إلى فتح قنوات من أجل التعاون مع الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات للمُسِنّين، لوضع استراتيجية وطنيّة واضحة لتلك الخدمات التي يفترض أن تشمل الجوانب الاجتماعية أيضاً. ولفتت سويد أيضاً إلى أن «منظمة الصحة العالميّة» تنصح بالعمل على 3 محاور لإنشاء آلية للشيخوخة النشطة وهي «مشاركة المجتمع، والصحة الإيجابية بما فيها من رعاية أولية وعلاجية وتشخيصية، وتحقيق الأمان الاجتماعي للمسنين». وفي تصريح إلى «الحياة»، شدّدت سويد على وجود جهود لإنشاء أول مركز بحوث لأمراض الشيخوخة وعلوم الأعمار في الشرق الأوسط، عبر التعاون مع فرنسا، وإيطاليا وإنكلترا، مبدية أملها في التعاون مع الدول العربية. ولفتت إلى إحصاءات موثّقة تتوقع وجود 1.2 بليون مُسِنّ في العام 2025، مع ترجيح ارتفاع العدد إلى 2 بليون مُسِنّ في العام 2050، سوف يكون 20 مليوناً منهم في مصر. وتحدّثت سويد أيضاً عن «الجمعية الطبيّة للمُسِنّين وعلوم الإعمار» التي تترأسها، مبيّنة أن الجمعية تسعى إلى تقديم المساعدات الاجتماعية للمُسِنّين ورعاية الشيخوخة وكبار السن. وضمن جهودها لتحقيق شعارها «من أجل حياة أفضل لكبار السن»، تسعى الجمعية لإنشاء دور لإيواء المُسِنّين ورعايتهم، إضافة إلى إنشاء أندية ودور الضيافة والرعاية الممتدة للمُسِنّين. وتسعى الجمعية إلى توفير الرعاية للفئات الخاصة كمرضى السرطان وآلزهايمر وغيرها، إضافة إلى نشاطات صحيّة تتمثل في إنشاء مستوصفات متخصصة في رعاية المُسِنّين، والمشاركة في القوافل الطبيّة، وعقد ندوات ولقاءات للتوعية بأمراض المُسِنّين، ومشاريع لتوظيف قدرات المُسِنّين وخبراتهم بهدف تنميتهم اقتصاديّاً. كذلك تسعى الجمعية إلى توعية المجتمع بصفة عامة والمُسِنّين بصفة خاصة، عن حقوق المُسِنّ عبر ندوات ومؤتمرات وحلقات نقاش، وبحوث ميدانيّة، وإصدارات تعريفيّة بحقوق المُسِنّ، والتعليم الطبي المستمر والتدريب المهني لأعضاء الجمعية وغيرها. شملت نقاشات المؤتمر عينه، ورقة بحثيّة بعنوان «أمراض العيون ومشاكل الاتزان والشم لدى المُسِنّين، من قِبَل الدكتور محمد العوضي، رئيس قسم «طب المجتمع» في جامعة «عين شمس». وأشار العوضي إلى أنه في العشرين سنة المنصرمة، وصلت نسبة المُسِنّين في مصر إلى قرابة 7 في المئة من عدد السكان، مرجعاً ذلك إلى زيادة متوسط عمر الإنسان، وارتفاع نسبة المشاكل الصحية المزمنة. وحضّ على محاولة الوصول إلى درجة من التوازن، بمعنى أن يشعر المُسِنّ بجودة الحياة، فيكون قادراً على إتمام حاجاته اليوميّة من دون أن يكون عبئاً على الآخرين. وتناولت الدكتورة سامية عبد الرحمن حاسة الشم في بعض الأمراض الشائعة عند المُسِنّين، أن البحوث الحديثة أثبتت وجود علاقة وطيدة بين حاسة ضعف الشم وبعض الأمراض العصبيّة المركزية كـ «الشلل الرعاش» («باركنسون») و «آلزهايمر». ولفتت إلى أن حاسة الشم تبدأ في التأثر قبل ظهور أعراض تلك الأمراض بأعوام عدة، ما يعني إمكان استخدامها في التشخيص المبكر لتلك الأمراض أيضاً. ومن البحوث التي ناقشها المؤتمر أيضاً، «الوهن في كبار السن» للدكتور محمد سامي جاد (كلية طب الإسكندرية)، و «الاهتمام بصحة الأسنان في كبار السن» للدكتورة عُلا عزت، و «اضطرابات النظر لدى كبار السن» للدكتور محمد المغازي، و «دور الخلايا الجذعية في علاج خشونة المفاصل لدى كبار السن» للدكتور علاء إسماعيل (كلية طب «عين شمس»)، و «خشونة المفاصل مع تقدّم العمر» للدكتور صفوت العربي (كلية طب الأزهر)، و «تدعيم الصحة مع تقدم العمر» للدكتورة آمال بدوي (كلية طب «جامعة القاهرة»). كذلك أوضحت الدكتورة ولاء وسام علي، مديرة «وحدة طب وصحة المُسِنّين» في جامعة «عين شمس»، إلى أن «الوحدة» أُنشئت عام1981 بهدف الارتقاء بجودة حياة المُسِنّ، عبر تطوير الرعاية الصحية والمجتمعية للمُسِنّين. واهتمت الوحدة بعقد سلسلة دورات تدريبيّة متخصصة بهدف إعداد كوادر مؤهلة للعمل في رعاية المُسِنّين (أطباء، ممرضين، اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين...)، تكون لديهم معارف ومهارات تتكفل بمساعدة المُسِن على عيش حياة صحيّة وآمنة ومستقرة، مع الحفاظ على كرامته واستقلاليته. وأضافت علي أن «الوحدة» تقدّم خدمات استشارية للمؤسّسات العاملة في مجال رعاية المُسِنّين، كما تعقد ندوات ومحاضرات عامة بهدف زيادة الوعي المجتمعي عن المُسِنّين.
مشاركة :