أكدت استشارية الصحة العامة الدكتورة كوثر محمد العيد أن عدم تناول السوائل بكميات كافية خلال الصيف له مضاعفات خطيرة، مشيرة إلى أن انخفاض مستوى السوائل في الجسم يسبّب توقف التعرق، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وبداية الشكوى من الأمراض الناجمة عن الحرارة، كالإجهاد الحراري وضربات الشمس.وأشارت إلى أن الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو قد يسهم مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، خصوصًا بين المسنين.وتحدّثت د.العيد -التي ترأس الحملة المجتمعية التطوعية «السمنة لا تليق بي»- عن أبرز الأمراض الصيفية التي تصيب الأشخاص، خاصة تلك التي ترتبط مباشرة بزيادة الوزن وبالسمنة، في فصل الصيف؛ نظرًا لوجود الاحتكاك في الجلد الرطب بين المناطق المختلفة بالجسم وثقل الجسم على الأطراف السفلية، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على أعضاء جسم الإنسان، ما يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض التي تؤثر على الأعمال اليومية وتحتاج إلى التدخل العلاجي.وقالت إن من أبرز تلك المشاكل الجلدية التي تصيب الإنسان في فصل الصيف هي «بوزليغة» التي تنشأ نتيجة لاحتكاك الجلد الرطب بسبب العرق ببعضه أو بالملابس، مؤديًا إلى إحمرار الجلد مسببًا حرقة وحكة وتهيجًا مزعجًا.وشددت د. العيد، وهي ناشطة في مجال الصحة العامة بوسائل التواصل الاجتماعي، على ضرورة التزوّد بالسوائل كونها أهم عامل للحماية من الأمراض الناجمة عن التعرّض للحر، إذ يعتمد الجسم على تبريد نفسه في عملية التعرق.ودعت في حديث مع «الأيام» المسافرين أو الراغبين في السفر لتجنب تلك الأمراض إلى المحافظة على النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بشكل متكرّر، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية مع أحد آخر كالمنشفة وفرشاة الأسنان وأدوات الحلاقة، وتغطية الفم عند السعال أو العطس، وشرب المياه المعقمة وتناول الأكل المغلف حتى الفاكهة والخضار أو غسلها جيدًا بالماء وطبخها قبل الأكل، والاهتمام بأخذ التطعيمات اللازمة حسب مكان السفر، وفيما يأتي نص الحديث:] ما أبرز الأمراض التي يصاب بها الشخص الذي يعاني من زيادة في الوزن أو سمنة في فصل الصيف؟- هناك العديد من الأمراض التي قد يصاب بها الشخص الذي يعاني من زيادة في الوزن أو سمنة في فصل الصيف؛ نظرًا لوجود الاحتكاك في الجلد بين المناطق المختلفة بالجسم وثقل الجسم على الأطراف السفلية، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على أعضاء جسم الإنسان، ما يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض التي تؤثر على الأعمال اليومية وتحتاج منا إلى التدخل العلاجي، ودائمًا ما ينصح الأطباء والمعنيون في مجال تعزيز الصحة والتغذية بتوخّي الحذر والوقاية من الإصابة من هذه الأمراض، فالوقاية خير من العلاج، وذلك بمكافحة الزيادة بالوزن والسمنة.وإن من أهم الأمراض التي قد تكثر الإصابة بها في فصل الصيف ولها علاقة بالوزن هي الطفح الجلدي الفطري أو البكتيري، التهاب الغدد العرقية، الجفاف إذ تقل كمية تناول المياه في مقابل التعرق الشديد، آلام المفاصل كالركبة التي تزداد مع ازدياد الرطوبة، وتؤثر أيضًا على نوبات مرض فقر الدم المنجلي (السكلر)، فنلاحظ زيادة في عدد حالات الإصابة بنوبات السكلر في فصل الصيف مع ازدياد درجات الحرارة والرطوبة، والنزلات المعوية ونزلات البرد، والإنهاك الحراري وضربات الشمس، حروق الجلد بعد التعرض المباشر لأشعة الشمس على برك السباحة أو على الشواطئ، وبعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء التي تنشط في فصل الصيف، التهابات العين بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس خصوصًا إذا كان الطقس مصحوبًا بالغبار والأتربة التي تتعرض لها مملكة البحرين بعض الأحيان في فصل الصيف، أو بسبب ارتياد برك السباحة المشبّعة بمادة (الكلورايد).وقد بيّنت منظمة الصحة العالمية أن الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو يسهم مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، خصوصًا بين المسنين، وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح وسائر المواد الموجودة في الهواء والمسبّبة للحساسية في بعض البلدان، ويمكن أن يتسبّب ذلك في الإصابة بالربو.] ما العوامل المؤدية لانتقال الفيروسات خلال فصل الصيف؟- هناك عدة عوامل تؤدي إلى حدوث أمراض الصيف، وكل حسب نوع المرض، أذكر منها -على سبيل المثال لا الحصر- إذا كانت أمراضًا تنفسية تتمثل أسبابها في انتقال الإنسان بين الجو الحار والبارد، وإذا كانت أمراضًا جلدية تعود أسبابها إلى تعرض الفرد إلى أشعة الشمس التي تؤدي غالبًا إلى حروق من الدرجة الثانية أو التعرق الشديد ما يؤدي إلى حدوث الفطريات، وإذا كانت أمراضًا مرتبطة بالنزلات المعوية أو التسممات الغذائية إذ إن الناس عادة خلال فصل الصيف إذا كانوا من مرتادي البحر أو برك السباحة فإنهم يتناولون وجبات غذائية خارج منازلهم، ويتعرض بعض منهم إلى بعض الأعراض التي تكون أحيانًا شديدة تصل إلى درجة الجفاف، التعرض المباشر إلى أشعة الشمس في وقت الذروة وقلة شرب السوائل تؤدي إلى حدوث الإنهاك الحراري وضربات الشمس، الغبار والأتربة المحملة بأنواع مختلفة من الفيروسات قد تؤدي إلى مشاكل في العين والجهاز التنفسي والمشاكل الجلدية من الالتهابات والتحسّس.] كيف يمكن للشخص وقاية نفسه ليمنع إصابته بهذه الأمراض؟- يمكن تقوية الجهاز المناعي بجسم الإنسان باتباع أنماط الحياة الصحية، مثل ممارسة النشاط البدني وتناول الغذاء الصحي وأخذ قسط كافٍ من النوم للتقليل من الوزن والمحافظة عليه، وأيضًا الامتناع عن التدخين والابتعاد عن المدخنين يقلل بطبيعة الحال من الإصابة بهذه الأمراض، كذلك عبر الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام وقت التعرض للتعرق الكثيف لمنع حدوث الفطريات والحساسية الجلدية، واستخدام الكريمات الواقية من اشعة الشمس عند الذهاب إلى برك السباحة المكشوفة أو الشواطئ أو حتى عند التعرض للشمس طوال يومك، إلى جانب استخدام النظارات الشمسية الواقية للعين من الغبار والأتربة وأشعة الشمس المباشرة.إضافة إلى ذلك، يمكن تجنّب تلك الأمراض من خلال اختيار المطاعم النظيفة وذات جودة عالية في إعداد الطعام، أو إعداده في المنزل مع الحرص على النظافة في إعداده وغسل اليدين قبل الطبخ وتقليم الأظافر، والاهتمام بالتخزين الجيد للأطعمة في أماكن باردة منعًا لتلوثها.] ما أشهر الفيروسات التي تصيب الإنسان في فصل الصيف؟ وكم يبلغ عددها؟- هناك العديد من الفيروسات التي تصيب الإنسان في فصل الصيف، إذ إن ارتفاع درجات الحرارة تنشطها، وأهم الفيروسات المسببة للنزلات المعوية هي الروتا فايروس، وغالبًا ما يصاب به الأطفال وذوو المناعة المنخفضة، وفيروس النورو يصاب به جميع الأعمار، وهي أكثر الفيروسات انتشارًا والمسببة للنزلات المعوية.أما بالنسبة للفيروسات المسببة لالتهاب العين فهي عديدة، ويذكر منها الادينوفيروس والهربس زوستر والفاريسيلا وغيرها، وأشير هنا إلى أن الفيروسات المسبّبة لالتهابات الجهاز التنفسي في فصل الصيف هي الراينوفيروس والانتيروفيروس.وهناك فيروسات قد تصيب الإنسان وتنتقل من برك السباحة في حال ارتياد برك السباحة غير المعقمة هي الادينوفيروس وفيروس الكبد الوبائي نوع (أ) والنوروفيروس والانتيروفيروس. ] هل هناك مأكولات معيّنة تسهم في الحد من الإصابة بهذه الفيروسات؟- ننصح بتناول الغذاء الصحي المتنوّع والابتعاد عن الأطعمة المحتوية على الكثير من السكريات المصنعة والدهون المشبعة والنكهات والألوان الصناعية والمواد الحافظة، كما أنصح شخصيًا بتناول الحصص اليومية من الكربوهيدرات والسكريات والدهون والفواكه والخضار موزّعة على 3 وجبات رئيسة بينها وجبات خفيفة، وينصح بعدم تناول الأكل قبل النوم مباشرة والابتعاد عن المطاعم غير النظيفة.] ما أعراض الإصابة بهذه الفيروسات؟- التهابات الجهاز التنفسي: رشح وآلام في الحلق وسعال وارتفاع في درجة الحرارة، كلها مجتمعة أو بعضها.التهابات الجهاز الهضمي: استفراغ من المعدة وآلام بها، وفي البطن بصفة عامة كالتقلصات، والإسهال، أحدها أو كلها مجتمعة كذلك.التهابات العين: احمرار بالعين وحكة وقد يصاحبها أوساخ في العين.التهابات الجلد: احمرار وانتفاخ وحكة أو تغيّر في لون الجلد إلى الأبيض أو الزهر في حال التهابات فطرية أو صدفية.
مشاركة :