نعى الكثير من الأدباء والكتاب والمفكرين، الشاعر الإماراتى الكبير حبيب الصايغ، الذى رحل عن عالمنا صباح أول أمس، عن عمر يناهز ٦٤ عاما.وقال الروائى ناصر عراق: برحيل الشاعر الإماراتى الكبير حبيب الصايغ تفقد الحركة الإبداعية الإماراتية والعربية واحدًا من شعرائها الكبار.وأضاف: يعد «الصايغ» أحد الذين منحوا الشعر الإماراتى نكهته الخاصة التى تمزج بين أجواء الخليج بمياهه وصحرائه واتساعه من جهة، وبيَن حكمة أهل الخليج وبلاغتهم وسماحتهم من جهة أخرى. وتابع «عراق»: قصائد الرجل تنهض على استيعاب كامل لتاريخ الشعر العربى ومزاياه، كما أنها مترعة بمغامرات لغوية جادة تستلهم المعارف الإنسانية فى مجملها. ذلك أن حبيب الصايغ كان ذا حس ثقافى رفيع، فهو قارئ نهم يدرك قيمة المعرفة الموسوعية وأهميتها للشاعر المجدد.وأكمل: كان الصايغ شاعرًا مجددًا بحق. لذا يمكن القول بيقين إن تجربة حبيب الصايغ ستظل تلهب خيال الشعراء الشباب الذين ينشدون الرصانة الجميلة التى تمتزج مع التجديد الآسر فى سبيكة إبداعية ثرية.وختم «عراق» بقوله: أذكر جيدًا أنه كان لى شرف إدارتى لأمسية شعرية كان الراحل المتفرد نجمها الوحيد. حدث ذلك فى مايو ٢٠١١، حيث استضفناه فى مؤسسة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، فألقى العديد من قصائده المميزة التى احتشدت بها دواوينه الرائعة مثل (التصريح الأخير للناطق باسم نفسه)، (قصائد على بحر البحر)، (وردة الكهولة) و(رسم بيانى لأسراب الزرافات).وقال الكاتب خليل الجيزاوى عضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر: «بوفاة الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ، تكون الحركة الأدبية والشعرية العربية فقدت شاعرًا كبيرًا ونقابيًا صاحب مواقف عربية نبيلة».وتابع الجيزاوي: «عرفته عن قرب منذ أكثر من عشرين عامًا، مع بداية عملى بالصحافة الإماراتية مراسلا للكثير من المجلات الثقافية بالقاهرة، والتقيت به مرات كثيرة أثناء سفرى مرة كل عام للإمارات تلبية لدعوات بالحضور فى مؤتمرات أدبية فى الإمارات، وزادت صلتى بالصديق الراحل النبيل بعد نجاحى فى انتخابات النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وسفرى ممثلا لاتحاد كتاب مصر فى أبوظبى عام ٢٠١٤ مع الكاتب الكبير محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والدكتور أحمد مرسى نائب رئيس الاتحاد، وشهد المؤتمر الكثير من المناقشات الأدبية الساخنة».مستكملًا: «أشهد أن الشاعر حبيب الصايغ أدار المناقشات بهدوء وصدر رحب، ولكن علا صوته أثناء قراءة البيان الختامى الذى يدعو إلى عدم التطبيع مع الكيان الصهيونى وهو الموقف المعلن والصريح من كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى الغاصب لتراب فلسطين والقدس الشريف».واختتم الجيزاوي: «هكذا عرفت الراحل الكريم عن قرب، وشهدت مواقفه الصلبة والثابتة تجاه قضايا أمتنا العربية، وشهدت دفاعه المتواصل عن حبه الشديد والقديم من مصر المحروسة شأنه شأن كل أبناء الإمارات الشقيقة، ذلك الحب الكبير ناحية مصر والمصريين الذى زرعه وغرسه الشيخ الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله».وقال الكاتب مختار عيسى نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر إن رحيل الشاعر الكبير الدكتور حبيب الصايغ، يمثل خسارة كبيرة للمثقفين العرب والاتحادات والروابط العربية وفى حقيقة الأمر أن الراحل العزيز كان يمثل نهجًا معتدلًا، فى قيادته للاتحاد العام.وتابع عيسى، أنه جمعت الصايغ باتحاد الكتاب المصرى كانت علاقة طيبة، مبنية على الود والاحترام والتقدير البالغ للمثقفين والكتاب المصريين، واعتزازه الدائم بما يقدمه الاتحاد فى مصر من إسهامات لتوطيد الصف الثقافى العربي، وإصلاح ما عانى منه الاتحاد العام فى فترات سابقة، وذلك بتقديم جهد قانونى وإدارى مميز، حيث تبنت مصر ممثلة فى اتحاد كتابها، تعديل النظام الأساسى والذى أسفر عن تغيرات هيكيلية فى البنية الإدارية للاتحاد العام.مستكملًا: «إن برحيله يمكن أن نقول أن الاتحاد العام سيكون أمام اختيار صعب، واختبار صعب أيضًا لمن يحل محله، وإن كانت كل الكفاءات الممثلة فى الاتحادات والروابط العربية، مؤهلة للإفادة من التغيير الهيلكى الذى قدمته مصر فى هذا الإطار، فإنما ونحن نعزى أنفسنا بفقد الشاعر الكبير حبيب الصايغ فإننا نعول على وعى الرؤساء فى الاتحادات والروابط العربية، لاجتياز المرحلة، والسعى للدفع لمسيرة الثقافة العربية إلى غايتها المرتجاه».واختتم عيسى عن الجانب الإنسانى للدكتور حبيب الصايغ حيث قال:«أما العلاقة الإنسانية مع الراحل العظيم حبيب الصايغ، فأكدت بساطته وتلقائيته، وحرصه على لم الشمل العربي، بالرغم ما قد شاب بعض التحركات مما لم يرض بعض الأطراف، ولقد شرفت بمشاركة الصايغ فى عدة لقاءات ولمست منه سواء فى مؤتمر الجزائر أو فى مؤتمر القاهرة ما يؤكد عمقه الإنسانى ورغبته فى تجاوز الأزمات».وقال الكاتب إيهاب الوردانى أمين صندوق النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر عن رحيل الشاعر والكاتب حبيب الصايغ: «اجتاحنى نبأ وفاة الدكتور حبيب الصايغ ــ رئيس اتحاد الكتاب العرب ــ من ضلوعى فأسقط فى يدى.. يا الله، فجيعتنا كبيرة ومصابنا عظيم، هذا الودود الكريم، هذا البشوش الضميم، الشاعر النبيل، الإدارى المحنك، والمسئول الجرىء، هكذا فجأة وبلا مقدمات مات»داعيًا له بالمغفرة: «يا إله السموات لا رد لقضائك، ولكن رحمتك وغفرانك، فقد عرفته فى الفترة الأخيرة عن قرب وجمعنا العمل مرات بحكم منصبى، فالصايغ لديه فكر واع وعقل مستنير، وخفة ظل، لا تمل من حديثه ولاتستغرب من سرعة بديهته، لين فى قوله وصلد اذا ما استدعى ذلك» رحمة الله عليه وغفرانه لم يبق له إلا مواقفه وكتاباته التى تنضح بالإنسانية والحرية «.
مشاركة :