صوته يخلع القلوب ونغماته تدغدغ الباحثين عن السكينة في آيات الذكر الحكيم، وإذا قرأ «النبأ» ميمماً وجهه شطر «النازعات» لا تملك إلا أن تقول اللهم سلم من هذا الشجن المُبهج...لا يُمكن لرواد مسجد المطير في ضاحية عبدالله السالم أن يخطئوا صوت القارئ العراقي الشيخ وليد إبراهيم الدليمي، فجنبات المسجد وردهاته وحوائطه وساحاته كانت شاهدة على واحدة من أعذب الحناجر العراقية التي تلت القرآن بمقام الصبا وغيرها من المقامات. وفي أعقاب تداول أنباء غير صحيحة عن وفاته، أكد ابنه عصام، في اتصال هاتفي مع «الراي»، أن والده بحالة جيدة ويتلقى العلاج في أحد مستشفيات محافظة أربيل العراقية، مشيراً إلى أن «القنصل الكويتي في أربيل عمر الكندري زاره واطمأن على صحته»، فيما كان محافظ الأنبار الدكتور علي فرحان الدليمي قد زار الشيخ الجليل أيضاً ومنحه درع الوفاء تثميناً لجهوده الجليلة في خدمة القرآن الكريم. أسرة الدليمي، الذي تزوج باثنتين الأولى مصرية والثانية كويتية، تقيم في منطقة الزهراء، بينما أكد ابنه عصام أن والده لم يتمكن هذا العام من إمامة الناس بسبب ظروفه الصحية، وكان يتردد في العشر الأواخر من رمضان الماضي على مسجد العوضي في الديرة.وكان الدليمي، القارئ الذي فقد نعمة البصر فأبدله الله بحنجرة ذهبية، قد أنشد مرثية شاعر آل البيت ابن معتوق الموسوي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام، حيث قرأها وأنشدها كما لم يقرأها أحد قبله، فكانت قراءته حزينة كحزن المسلمين بسنتهم وشيعتهم على مقتل الإمام الحسين، وكان مطلعها: «هَلَّ الْمُحَرَّمُ فَاسْتَهِلَّ مُكَبِّرَا وَانْثُرْ بِهِ دُرَرَ الدُّمُوعِ عَلَى الثَّرَى».
مشاركة :