ألقى ارتفاع سعر الذهب العالمي بظلاله على الحركة التجارية في أسواق الذهب المحلية، إذ أكد عدد من تجار الذهب تراجع حركة المبيعات خلال الفترة الماضية بنسبة تصل إلى 70%؛ بسبب ارتفاع سعر جرام الذهب من جهة، وبسبب موسم السفر من جهة أخرى.وفيما أكد تجار الذهب انخفاض الإقبال على شراء الذهب، أشاروا إلى وجود ارتفاع ملحوظ في عمليات بيع الذهب من قبل المستهلكين والمستثمرين في الذهب، مستغلين ارتفاع الأسعار التي وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى 16.3 دينار للجرام الواحد.وقال عبدالكريم الشهابي من مجوهرات المرتجى إن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا يصل إلى 8%، مشيرًا إلى أن سعر جرام الذهب يبلغ 16 دينارًا حاليًا وقابل للارتفاع أيضًا في ظل التقارير العالمية التي تشير إلى أن أسعار الذهب قد تشهد صعودًا جديدًا، خصوصًا مع خفض أسعار الفائدة الأمريكية، والأحداث التي يمرّ بها العالم، خصوصًا ما تشهده منطقة الشرق الأوسط.ويرى الشهابي أن المستثمرين يرون في الذهب ملاذًا آمنًا لرؤوس أموالهم في ظل التقلبات الاقتصادية واستقرار أسعار المعدن النفيس، لذلك فإن الذهب من المتوقع أن يحافظ على ارتفاعه حتى نهاية العام الجاري على أقل تقدير، مع بعض التغييرات الطفيفة في الأسعار سواء بالصعودة أو الانخفاض.من جانبه، أكد تاجر الذهب حسين النطعي من مجوهرات جواهر الصفا أن حركة سوق الذهب تأثرت فعليًا، في شهر أغسطس بالتحديد، بارتفاع أسعار الذهب وحركة السفر، موضحًا أن الإقبال على الشراء كان قليلاً جدًا، خصوصًا في فترة عيد الأضحى التي كان متوقعًا أن ترتفع فيها حركة المبيعات، مشيرًا إلى أن سعر جرام الذهب تراوح خلال الفترة الماضية بين 16 دينارًا و16.3 دينار.وأضاف أن السوق شهد نشاطًا طفيفًا في الفترة التي تلت العيد بسبب الإقبال على شراء بعض الهدايا الخفيفة للحجاج، لكنها لم ترتقِ إلى مستوى التوقعات.وعن توقعاته لحركة سوق الذهب خلال الربع الأخير من العام، قال النطعي إنه يتوقع انتعاشًا أكبر في السوق قبل نهاية العام الجاري؛ بسبب فرض القيمة المضافة التي سيتم تطبيقها على كل محلات بيع الذهب مطلع 2020.علي الشهابي من مجواهرات النواعم أشار إلى أن ارتفاع أسعار الذهب العالمية أثرت على حركة السوق المحلي بشكل واضح، لافتًا إلى أن مبيعاتهم انخفضت بنسبة 70% خلال هذا الشهر، مؤكدًا أن ارتفاع الأسعار تزامن أيضًا مع موسم السفر، ما أثر في المبيعات.وأوضح أن أسعار الذهب في الصيف الماضي لم تشهد ارتفاعًا مثل هذا العام، لذلك لم تتأثر المبيعات كثيرًا في العام الماضي حتى مع موسم السفر، إلا أن هذا العام تأثرت حركة المبيعات بسبب ارتفاع السعر بشكل رئيس.ولفت إلى أن سعر جرام الذهب صعد من 15 دينارًا في يوليو الماضي إلى 16 دينارًا أو 16.3 دينار في بعض الأحيان، مؤكدًا أن هذا الارتفاع أدى إلى تحفظ الزبائن على شراء الذهب لحين انخفاض الأسعار.في المقابل، أكد الشهابي ارتفاع إقبال الزبائن على بيع الذهب بنسبة تقارب 50%، مؤكدًا أن ارتفاع الأسعار يُعد فرصة مثالية للزبائن لبيع الذهب وتحويله إلى سيولة نقدية.في السياق ذاته، أكد الباحث الاقتصادي بدر الصراف أن تغيّر حركة أسعار الذهب سيكون له أثر إيجابي كبير على السوق المحلي، وسيسهم في إنعاش حركة بيع وشراء الذهب في السوق، وبالتالي العودة إلى نشاط السوق السابق.وأوضح الصراف أن أسعار الذهب العالمية تأثرت بانخفاض أسعار الخزانة الأمريكية الذي أدى أيضًا إلى تأثر سعر صرف الدولار، بالإضافة إلى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، ما أدى إلى عدم استقرار الأسعار.وتوقع أن تشهد أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا في سبتمبر المقبل بفعل الاجتماع المتوقع بشأن خفض الفائدة الأمريكية، وهو ما يشعر المستثمرين ببعض القلق بسبب عدم الوضوح في هذا الجانب.وأكد الصراف أن المستفيد الأكبر من تقلبات الأسعار سيكون السوق المحلي، موضحًا أن هذه التقلبات ستتيح للمستثمرين والمستهلكين إجراء المزيد من عمليات البيع والشراء في السوق، ما سيساعد في نشاط سوق الذهب ورواجه.
مشاركة :