كتبت مقالة سابقة في صحيفة عكاظ بعنوان "عندما يتحول الكي إلى شعوذة طبية"، حذرت فيها مرضى الجلطات والشلل والأمراض الأخرى الشبيهة لكي يبتعدوا كل البعد عن الكي للعلاج، ولا يصدقوا ما يصلهم في الواتس اب أو الإعلانات من أن معالجاً شعبياً استطاع أن يعالج مشلولاً أو صاحب جلطة، ويغشون الناس بضرب أمثلة بأشخاص مدفوع لهم يمثلون الدور ويتعافون بعد الكي مباشرة ويسيرون على أقدامهم ويذهب ما بهم من آثار الجلطة أو الشلل بسرعة لدرجة تجعلك تظن أنهم مهيأون لدخول سباق الضاحية، وكل ذلك دجل في دجل، ووضحت في المقالة أن الكي غير شرعي وليس سنة كما يدعي البعض وأنه قد يتسبب بنزيف في الدماغ كردة فعل. في هذه المقالة أحذر طبيًا من نوع جديد يأتي عبر الواتس اب وغيره يعرض أرقامًا لأطباء ومستشفيات داخل المملكة أو خارجها -معظمها من خارج المملكة- أن لديهم عيادات لعلاج جميع أنواع السرطان ومن يقدم الإعلان عن ذلك يحلف أيمانًا مغلظة أنه كان مصابًا بالسرطان الخبيث وأنه انتشر في جسمه ثم هو بمجرد أن وصل إلى العيادة الفلانية وعلى يد الدكتور الفلاني عادت له الصحة والعافية وشفي تمامًا من السرطان ولم يبق في جسمه خلية سرطانية واحدة، هكذا بقدرة قادر في العيادة يكون العلاج سحرياً لشفط الخلايا السرطانية واستبدالها بالخلايا الطبيعية وأن الماركة العلاجية عندهم مسجلة ولديهم براءة اختراع للطبيب الفلاني وكل هذا كذب في كذب وكما تعلمون فإن مرضى السرطان يتعلقون بقشة فتنزل إعلانات هؤلاء النصابين على قلوبهم بردًا وسلامًا بأنهم المنقذون لهم، ويقول أقرباؤهم ومَن حولهم العبارة المشهورة: "نجرب ما احنا خسرانين شيء" وحقيقة الأمر أنهم يخسرون بقية العافية في جسد المريض مما يجعل أمر مريضهم يتدهور ويخسرون علاجات طبية حديثة يمكن أن تحد من انتشار المرض. وقد أعجبني كثير من أطباء الأورام والسرطانات عندما عرضت عليهم أسئلة حول مصداقية تلك العيادات النصابة والأطباء الدجالين قالوا إن ذلك دجل ولا يمت إلى الطب بأي صلة، ويؤكد ذلك عندي عندما تذكر أي عيادة أو أي طبيب معالج أن لديه ما يقضي على جميع أنواع السرطانات، فذلك دليل واضح على عدم معرفته بمرض السرطان وأنه نصاب!!. وكم أتمنى ألا يروج الناس لمثل هذه الإعلانات والواتسبات لأنه من خلال معرفتي العلمية والبحثية وما كتبته في كتبي وأشرحه لطلابي أن السرطان عشرات الأنواع ومختلف المصدر ومنه الصلب ومنه السائل ومنه ما يمكن أن يصاحب المريض أكثر من عشرين سنة ومنه ماهو "غول" سريع الإجهاز على صاحبه ومنه الخبيث ومنه الحميد والكثير منه جدًا إذا اكتشف مبكرًا يمكن أن يعالج ولا يبقى له أثر واليوم علاجه ليس جراحيًا فقط إنما الاستشفاء بالتقنيات الحديثة والأدوية الجديدة وهناك لأمراض سرطان الدم وغيرها نجاح بزراعة الخلايا الجذعية خاصة في مستشفى الملك فيصل التخصصي وعلى يد أطباء سعوديين نفتخر بهم وكذلك هناك العلاج المناعي بالخلايا التائية بتقنية CAR Tcells وقد كتبت مقالة كاملة عن التقنية الأخيرة ولذلك فإن من الرشد والأمانة أن ننصح بالبعد عن هذه العيادات أو الترويج لها لأن أصحابها نصابون يقتاتون على آلام مرضى السرطان.
مشاركة :