ودع الشاب خليفة محمد راشد بن دعفوس المهيري، الملقب بمحارب السرطان الحياة، إذ وافته المنية أمس الأول (الثلاثاء) بعد صراع مع المرض الذي رافقه لأكثر من خمس سنوات، كان من خلالها فارساً للإرادة وملهماً للعديد من المصابين بالمرض. ظهر خليفة دعفوس خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشخصية قوية لا تقهر، متحدياً المرض، صابراً على الابتلاء، وبالرغم من ظروف مرضه والمتاعب التي كان يمر بها، إلا أنه كان حريصاً على الظهور من خلف الشاشات مبتسماً ومتفائلاً بالخير دائماً حتى بات مصنعاً للنفوس القوية التي لا تستسلم ولا يهزها الابتلاء، بل جعل الصبر والدعاء والأمل عنواناً في حياته وصراعه مع المرض. غادر «خليفة» إلى دار الخلود تاركاً بصمة في أذهان أفراد المجتمع، ودروساً في الأمل ونوراً يقضي على عتمة الانكسار واليأس والإحباط. تفاعل محبو «خليفة» من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الخبر، ونعوه راجين من الله عز وجل أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويجازيه خير الجزاء على صبره في البلاء وأن يمنحه درجة الصابرين الذي يوفون أجورهم بغير حساب. مؤكدين على أنه سيظل دائماً ملهماً ومثالاً في الصبر والعزيمة والتحدي. «خليفة» 30 عاماً مهندس إماراتي (متزوج ولديه ولد) خريج هندسة «ميكاترونيكس» من كلية دبي للطلاب، أُصيب قبل خمس سنوات بمرض «الساركوما» وهو النوع الأكثر شيوعًا لسرطان العظام والأنسجة الرخوة وأدى ذلك إلى بتر رجله اليسرى بعد انتشار المرض فيها، وخوفاً من انتشار المرض لباقي أجزاء الجسم. واكتشف «خليفة» مرضه عام 2014 وهو نفس العام الذي سافر فيه للعلاج في الولايات المتحدة، وخضع خلاله لجلسات العلاج الكيماوي والتي ساعدت في خفض انتشار المرض ولكن لم تعالجه بشكل كامل. وعلى الرغم من المرض والتعب الذي كان يعاني منه خليفة، إلا أنه كان دائماً ما يظهر بقوة إرادة وصبر وإيمان، وكان يرى أن الابتسامة هي سر الشفاء، وكان حريصاً على أن يردد الحمدلله في جميع مقاطع الفيديو واللقاءات معه، حيث جعل الصبر والأمل عنواناً في حياته لمواجهة أصعب الظروف. وكان خليفة أحد أبرز المتطوعين في ألعاب الأولمبياد الخاص الذي استضافته أبوظبي في الفترة من 8 إلى 22 مارس 2019، وذكر خلال مقابلة حينها بأنه خضع لجلسة كيماوي قبل بدء الأولمبياد ولديه جلسة تلي اليوم الأخير للأولمبياد مباشرةً، ولم يمنعه هذا الأمر من التطوع وخدمة أصحاب الهمم الذين يرى أنه جزء منهم. وذكر بأنه أتى خصيصاً للتطوع في الأولمبياد الخاص باعتباره واجباً لدولة الإمارات وقادتها، مؤكداً على أهمية التفاؤل وأن يعيش الإنسان كل لحظة في حياته، ففي أي وقت من الممكن أن يصبح الشخص من أصحاب الهمم بأن يخسر أي جزء من جسده أو يفقد صحته وعليه أن لا يضعف أمام هذا الأمر، وعليهم التفكير بالأشخاص الذين ولدوا ولم يحظوا ولو بجزء من الحياة التي لدى الآخرين. جدير بالذكر أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تكفل بعلاج خليفة دعفوس العام الماضي بعد نشره فيديو على حسابه في «انستغرام» حول حاجته لتكملة علاجه الذي يخضع له في الولايات المتحدة الأميركية، كون العلاج الكيماوي لم يفلح والعلاج التجريبي يتطلب ثلاثة ملايين درهم أو أكثر، حيث علق سموه على الفيديو قائلاً « أنت شجاع ونحن معك».
مشاركة :