رغم مرور ما يقارب 108 أعوام على ذكرى سرقتها، إلا أن التاريخ بصفة عامة لا ينساها والتاريخ الفني بصفة خاصة لما تحظى به من اهتمام كبير لدى أغلب الفنانين حول العالم، إنها لوحة "الموناليزا" التي تحل اليوم 22 أغسطس ذكرى سرقتها، ومن العجائب أن يعتبر حادث سرقتها هو أهم أسباب شهرتها الكبيرة التي نالتها حتى الآن. بدأ الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي رسم "الموناليزا" عام 1503، وتزامن وقت رسمها مع عصر النهضة الإيطالية فاستخدم الفنان في إنهائها الألوان الزيتية وعلقها على لوح خشبي، ودارت القصص حول سبب رسم هذه اللوحة الذي يعود إلى مطلب أحد تجار الحرير بإيطاليا يُدعى فرانشيسكو ديل جيوكوندو، من الفنان الإيطالي برسم زوجته ليزا جوكوندو، ليُعلقوها على حائط منزلهم الجديد احتفالًا به أو احتفالًا بمجيء طفلهم الجديد، لتدور الأيام والأحداث ويتوفى "دافنشي" قبل تسليمه هذه اللوحة لهم، وكان الفنان في ذلك الوقت بفرنسا. وقبل وفاة الفنان الإيطالي "دافنشي" في 1519، تعرضت لوحته للسرقة من قبل شاب في فرنسا يُدعى "فينتشنزو بيروجي"، كان يقوم بترميم بعض إطارات الصور بالمتحف فسرق الموناليزا وأخفاها عنده لأنها كانت تُذكره بحبيبته التي فارقت الحياة كما قال السارق في مُحاكمته. لكن بعد عامين من سرقة اللوحة، باع السارق لوحة "الموناليزا" إلى الفنان الإيطالي ألفريدو جيري الذي تحرى اللوحة جيدًا حتى عرف أنها اللوحة الأصلية للرسام ليوناردو دا فنشي، فأبلغ السلطات الإيطالية التي بدورها قامت بالقبض على السارق وكانت مُحاكمته كبيرة بعدد المهتمين بها، حتى حُكم عليه بالحبس لمدة عام جراء ما فعل. وبعد مرور العديد من الأحداث والمفاوضات الدبلوماسية حول هذه اللوحة بين فرنسا وإيطاليا، أخذت فرنسا اللوحة وتم في نهاية الأمر وضعها بمتحف اللوفر بعد الثورة الفرنسية وحتى يومنا هذا، ولا يزال يتردد على هذه اللوحة الملايين لرؤيتها ومشاهدة الإبداع بها.
مشاركة :