وانقلب السحر على الساحر

  • 8/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقال ان السينما هي مرآة الشعوب تعكس الواقع وأحيانا تتخطى الواقع أو تخلق واقعا جديدا، وأحيانا تتخطى الزمن وأحيانا تعيد الزمن وأحيانا تأخذنا في احداث خيالية أو اختراعات خيالية، والسينما الأمريكية هي المسيطرة على العالم وتقدم لنا كل ما تكلمت عنه سالفا، وعندما تتخطى السينما الواقع وتجعل البطل خارقا للعادة كأن يقتل كل من يقابله بضربة واحدة أو تجعله يستخدم السلاح بصورة مبهرة فيقتل يمينا ويسارا ومن وراء ظهره، وكل ذلك نراه على السينما ونعيش معه وربما يتقمص البعض دور البطل، وهذا ما اريد ان اتحدث عنه فلا يظن احد ان تلك الأحداث المختلقة والخارجة عن الواقع ستمر مرور الكرام، وما دعاني إلى هذا الموضوع هو ما حدث في أمريكا الاسبوع الأول من شهر اغسطس مجزرتين لشخصين قاما بقتل الناس تماما كما يحدث في أفلام السينما وراح ضحية ذلك الأبرياء, تماما كما يحدث في السينما, ترى الأبرياء يموتون في أي مكان ولا رقيب ولا حسيب، فكم من مرة رأينا أناسا يُقتلون بدم بارد، المجزرة الأولى راح ضحيتها كما ذكرت الأخبار 20 قتيلا وجرح 26 فردا، والمجزرة الثانية راح ضحيتها 9 أشخاص. والغريب ان من بين القتلى أخت القاتل، كل ذلك يتم والسلاح منتشر ويمكن الحصول عليه بسهولة, وكل هذا يتم تقليدا لما يراه الناس في الأفلام، فلا يظن أحد أن ما يتم عمله في السينما سيمر على الناس مرور الكرام، فسوف يتخيلون احداثا خارج الواقع ويتخيلون أنفسهم من هؤلاء الأبطال الخارقين أمثال جيمس بوند وسبيدر مان وبات مان وسوبر مان والعملاق الأخضر، وغيرهم الكثير والكثير ممن صنعتهم مخيلة الكتاب والمخرجين وها هو المجتمع أول من يكتوي بنار هذا الخيال المدمر ويخرج هؤلاء الشباب وفي عقولهم هؤلاء الأبطال ويفعلون مثلهم تقريبا، الا يمر الشهر تقريبا الا ونرى ونسمع عن مجزرة حدثت في أمريكا، اما في حانة أو في حفلة عامة أو في مدرسة أو في جامعة أو في الأماكن العامة، كل ذلك يحتاج إلى مراجعة عامة لما تقدمه السينما في كل بلاد العالم، حتى لا يتفشى الأمر ويصبح ظاهرة، وها نحن نرى أن فيلما أمريكيا بعنوان الصياد تم ايقاف عرضه بعد تلك الأحداث، والغريب أن ملخص الفيلم يدور ايضا حول قتل لفقراء يقوم به أغنياء، وقيل بأن الرئيس الأمريكي وصف ذلك بالعنصرية، المهم في الأمر أن هناك جرس انذار بدأ ينبه المسؤولين بأن خطرا داهما يجب السيطرة عليه، ولكن هل سيتم وقفه فعلا، نحن في بلادنا والحمد لله لا نرى تلك الأفعال التي تودي بأرواح الأبرياء، بالرغم من وصول بعض هذه الأفلام للعرض، إذا كنا نعرف بأن الزبد يذهب بلا رجعة أما ما ينفع الناس فأنه يمكث في الأرض، وتلك هى الأرض الصلبة التى نقف عليها وتمثل الحصانة الروحية للمجتمع، لأن المادية عندما تتفشى في المجتمع ولا يكون هناك حصانة روحية فإن العواقب تكون وخيمة، وهذا ما نراه في الغرب خاصة حيث المادية البحتة ولا وجود للروحية الا قليلا، وهذا ما تنادي به اصوات غربية بالعودة إلى الروح حتى تكون الرحمة حاضرة.

مشاركة :