غرد كأنك الجزيرة

  • 8/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لن أسهب كثيرًا في الحديث عن موسم الحج وترتيباته ونجاحه الباهر بحمد الله وفضله وجهود كافة القطاعات في المملكة التي قامت بدورها على أكمل وجه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة دقيقة وتسخير كل الإمكانات لخدمة حجاج بيت الله وكل التقنية الممكنة في هذا الموسم الذي بحمد الله كان ناجحا وخاليا من الأمراض المعدية والأوبئة، لكنني سأتحدث عن مشهد جميل أدهش العالم، وهو كيف سخر الشعب السعودي طاقاته للمساهمة في إنجاح هذا الموسم وخدمة الحجاج القادمين من كل فج عميق، على اختلاف لغاتهم وألسنتهم وثقافتهم وفوارق عاداتهم وسلوكهم. لعل مقولة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لخصت الوضع حين قال إن المملكة تعطي وتمنح دون منة ودون أن تعلن وهذا كان نهجها منذ زمن بعيد، لكن في ظل ما تواجه اليوم من إجحاف البعض ونكرانهم كان لا بد أن تظهر وتوضح هذه الجهود والمساعدات والمنح والمعونات للعالم، وكان لا بد لجهود المملكة وكل ما سخرته ماديا وبشريا لخدمة بيت الله أن يكون معروفا، ولعل ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي سواء من الحجاج أو السعوديين أظهر حجم هذه الترتيبات والتسهيلات. #غرد_كأنك_الجزيرة هو الهاشتاق الذي أطلقه مغردون الذين ساءتهم أكاذيب القناة المضللة (الجزيرة) وحقدها على المملكة وأمنياتها الشيطانية لموسم الحج والحجاج، لكن أبطال المملكة من رجال الأمن والمرور والصحة وكافة القطاعات الحكومية والمتطوعين من الجنسين وأهالي الأماكن المقدسة أعطوا العالم الصورة الصحيحة عن أهل هذه الأرض الطيبة وتفانيهم لخدمة الحجاج، وهناك من الصور والفيديوهات ما يطرب له البشر وما يثلج الصدر. الهاشتاق الذي أطلقته القناة المضللة وأتباعها نحى منحى السخرية، لكن الصورة كانت أشد بياضًا وأوضح تعبيرًا عن مشاعر نقية وتلقائية وجهود جبارة صدرت من أهل المملكة ومن الحجاج من كافة الجنسيات الذين انهالوا بالشكر وأطيب العبارات للسعوديين. في مشهد رباني مؤثر أغاثت السماء حجاجها بالمطر الذي هون حرارة الصيف ومنح الحجاج لحظات من الانتعاش والروحانية في الأراضي المقدسة. كان المطر إضافة إلى التقنية التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج برش الرذاذ في طرقاتهم وفِي مئات الآلاف من الكيلومترات للتهوين عليهم من موجات الحر في هذا الموسم. أرفع أكف قلبي للسماء أن يحفظ هذه الأرض الطيبة حكومة وشعبًا وأن يقدرها على خدمة الحجيج، فما هو موجود ومتاح يفوق الوصف، وإن الله بالمرصاد لأصحاب القلوب السوداء والأجندات المشوهة الذين في قلوبهم غيظ وغل تجاه المملكة. وددت وأنا على منأى من الديار المقدسة أن أحيي وأقبل رأس الشرفاء الذين كرسوا إمكاناتهم في الأراضي المقدسة وضربوا أروع المثل في الإخلاص والإنسانية والانتماء. لمملكة الإنسانية.

مشاركة :