الدكتورة الكويتية فوزية الدريع عالم مستقل بحد ذاته، لا تعرف كيف تأتيه، وإذا أتيته لا تعرف كيف تخرج منه؟! لها رؤاها الشجاعة أحياناً، ولا أقول الصادمة، تطرحها على الجميع، ولا يهمها، سواء قبلوا بها أم لم يقبلوا، وينطبق عليها المثل القائل عندنا: «اللي ينزل من السما، تستلقاه الأرض».تذكرتها وأنا أقرأ في جريدة «الوطن» إعادة مقال للمرحوم غازي القصيبي، وأتى على ذكر الدكتورة. ومما جاء فيه أنه قال...كنت أعتقد أنني أعرف «نظرياً» القليل عن شؤون القبل وشجونها، حتى فوجئت بكتاب أدرك بعد قراءته أن معلوماتي في القبل تحت الصفر بكثير! اسم الكتاب «القبلة»، وهو من تأليف الباحثة والدكتورة فوزية الدريع، التي أرادت - والله أعلم بنواياها - تزويد المكتبة العربية بموسوعة عن القبلة.وفي الكتاب معلومات وإحصائيات علمية دقيقة وأبيات شعر مستقاة منشورة في الكتاب لتخفيف وطأة الأرقام، وفيه بالإضافة إلى العلم والشعر مجموعة من العجائب والغرائب.هل سمعت عزيزي القارئ بالقبلة الكهربائية؟ لم تسمع؟ ولا أنا! اعلم - وفقك الله - أن القبلة الكهربائية اختراع أميركي، يقوم بشحن الجسم بشحنة كهربائية، وتفريغها في الثاني بتلامس الشفاه، اللهم حوالينا ولا علينا!وهل سمعت عزيزي القارئ بالقبلة المائية؟ لم تسمع؟ ولا أنا! اعلم - حفظك الله - أنها تسمّى أيضا قبلة هاواي لاشتهار أهل هاواي بها، وهذه القبلة تتم «بأخذ نفس عميق قبل الشروع فيها وإلصاق الشفتين والماء جارٍ، والانفكاك في حالة قطع النفس»، ماذا أقول؟ إني أغرق! وأتى غازي على قُبل أخرى ليس هذا مجال لذكرها.***إبان إضراب رجال الإطفاء الإنجليز عام 1978، ناب عنهم جنود من الجيش للحالات الطارئة، واتصلت بهم سيدة عجوز تدعوهم وهي تبكي، لتخليص قطتها الأليفة التي علقت على قمة الشجرة ولم تستطع النزول، وأعطتهم العنوان.وما هي إلا أقل من ساعة حتى وصلوا، ورفعوا السلالم وانتشلوا القطة وأنزلوها، ومن فرحة العجوز أخذت تحتضنهم وتقبلهم، وأصرت على دعوتهم لتناول الشاي وبعض السندوتشات.ولما انتهوا تبادلوا مع السيدة التشكرات والتحيات، وما أن انطلقوا حتى دهسوا القطة التي كانت مختبئة تحت العجلات وماتت، وتحول فرح السيدة إلى مناحة، وهكذا هي الدنيا أفراح وأتراح!***قال «ابن الزقاق» وهو من شعراء الأندلس البارزين:شبهته بالرشا الأممي - فلعمري إنهم ظلموا - فتغنى به السقمأين ظبي القفر والكنس - من غزال في الحشا رتعا
مشاركة :