ذكر متحدث باسم حركة طالبان أن ممثلين من الولايات المتحدة وطالبان بدأوا جولة جديدة من المحادثات، في محاولة لإيجاد حل سياسي للصراع الأفغاني المستمر منذ 17 عاما، فيما تزداد المخاوف من اتفاق سلام سيء يدفع أفغانستان إلى حرب أهلية. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد أن الجنرال، أوستن سكوت ميلر، قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان يشارك أيضا في المحادثات. وأعلن الموفد الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد أنّ الولايات المتحدة “مستعدة” لاستكمال المفاوضات مع حركة طالبان من أجل التوصل إلى اتفاق يتيح للرئيس دونالد ترامب بدء سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان. وقال خليل زاد عند مغادرته واشنطن متوجها إلى الدوحة حيث تجري المفاوضات مع المتمردين “سنحاول استكمال” المحادثات “حول القضايا المتبقية” التي يجب حلها للتوصل إلى اتفاق. وأضاف “نحن مستعدون لذلك وننتظر لنرى ما إذا كان مقاتلو طالبان مستعدين كذلك”. وكان الطرفان اللذان باشرا منذ عام حوارا مباشرا وغير مسبوق تحدثا عن “تقدم ممتاز” في جولتهما السابقة للمفاوضات، التي انتهت قبل أسبوعين. وكتب خليل زاد في تغريدة على تويتر “أسبوع مثمر في واشنطن. أطلعت الإدارة على المرحلة التي بلغناها وعلى الخطوات المقبلة. ها أنا عائد مرة أخرى. المحطة الأولى في الدوحة حيث سنحاول اختتام” المفاوضات حول “القضايا المتبقية”. ولكن إدارة ترامب لا تخفي أنها تأمل في أن تكون هذه الجولة من المفاوضات الأخيرة وأن تسفر عن اتفاق تاريخي مع المتمردين. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إن “المحادثات تجري بشكل جيد”، فيما يجري الحديث عن اختراق ممكن ووشيك منذ بداية أغسطس. وباتت الخطوط العريضة لاتفاق من هذا النوع معروفة. ويفترض أن ينص أولا على انسحاب عسكري أميركي كامل إلى حد ما مع جدول زمني لتنفيذ وعد الرئيس ترامب الذي تعهد منذ فترة طويلة بإنهاء “الحروب التي لا تنتهي” معتبرا أنها مكلفة جدا. ويفترض أن يتضمن النص أيضا هدنة بين طالبان والأميركيين أو على الأقل “خفضا للعنف”، ولكن وفي المرحلة الراهنة، لن يكون هناك وقف شامل لإطلاق النار لأنه مرتبط بالتقدم الذي يتحقق في أوسلو. وفي الوقت نفسه، يأتي العنف ليذكر بمدى صعوبة إنهاء أقدم حرب تخوضها الولايات المتحدة التي اجتاحت أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لطرد حركة طالبان من السلطة بسبب إيوائها شبكة القاعدة. وقام انتحاري السبت بتفجير نفسه في حفل زفاف في كابول ما أدى إلى سقوط 63 قتيلا. والانسحاب الأميركي هو المطلب الرئيسي لطالبان التي تتعهد في المقابل بعدم السماح باستخدام الأراضي الواقعة تحت سلطتها من قبل منظمات “إرهابية”. وسيوافق المتمردون على ما يبدو أيضا وللمرة الأولى على بدء مفاوضات سلام مع حكومة كابول، يمكن أن تبدأ بسرعة في أوسلو. ولكن طرق وحجم وبرنامج الانسحاب الأميركي كلها نقاط ما زالت مجهولة، تثير مخاوف جزء من الطبقة السياسية والمراقبين في واشنطن الذين يخشون أن يؤدي تسرع من قبل ترامب في مغادرة أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020 في الولايات المتحدة ويأمل في الفوز بولاية ثانية فيها، إلى تفاقم الحرب الأهلية وإحياء التهديد الإرهابي. وردا على سؤال عن إمكانية الإبقاء على قوة في أفغانستان في مواجهة تهديد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، أكد ترامب الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستبقي “دائما على وجود في أفغانستان”. وأضاف “سنعيد جزءا من قواتنا إلى البلاد لكننا ستبقي على وجودنا” هناك، دون أن يوضح ما إذا كان الأمر يتعلق بقوات قتالية أو وحدات استخبارات. ولا تشارك الحكومة الأفغانية في المفاوضات إذ ترفض الحركة الحوار معها لأنها تعتبرها ألعوبة في يد الولايات المتحدة لكن من المتوقع أن تتعهد الحركة ببدء محادثات لاقتسام السلطة والاتفاق على وقف إطلاق النار، فيما تصر الحكومة على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار جزءا من أي اتفاق. وحذّر الجنرال ديفيد بتريوس الذي قاد القوات الأميركية في العراق في مقال في صحيفة “ذا وول ستريت جورنال” من أنّه “تحت أي ظرف لا ينبغي أن تكرر إدارة أميركية الخطأ الذي ارتكبته الإدارة السابقة لها في العراق والموافقة على سحب كامل للقوات القتالية من أفغانستان”.
مشاركة :