علمت «الحياة» من مصادر أمنية في محافظة الأنبار أن الجيش شدد اجراءاته على الحدود مع سورية، بعد توجيه المسلحين السوريين ضربات الى القوات النظامية في دير الزور، فيما اكدت مصادر أخرى وقوع اشتباكات على الحدود بين البلدين لجهة الموصل. على صعيد آخر، احتفل المتظاهرون ضد الحكومة في الانبار وصلاح الدين وعدد من الجوامع في محافظات ديالى والموصل وبغداد بمرور 300 يوم على تحركهم، وجددوا تمسكهم بخيار الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي، طلب عدم نشر اسمه لـ «الحياة» إن «القوات البرية المكلفة حماية الشريط الحدودي بين العراق وسورية، من الانبار غرب البلاد حتى الموصل شمالاً، دخلت أمس (أول من أمس) حال استنفار بعد معلومات عن اشتداد القتال بين طرفي النزاع في سورية». وأضاف إن «الجانب العراقي يخشى المعارك التي تدور قرب الحدود لأنها تؤدي الى تسلل مسلحين». وأضاف: «بعد تلقينا معلومات عن معارك في دير الزور القريبة من حدودنا اتخذنا اجراءات مشددة وسيرنا دوريات راجلة وغطاء جوي بالمروحيات على طول الحدود المشتركة بين البلدين». في الموصل أفادت مصادر أمنية «الحياة» امس أن اشتباكات متقطعة وقعت بين قوات الجيش العراقي ومسلحين ومهربين أسلحة والاغنام خلال اليومين الماضيين حاولوا الدخول الى البلاد من جانب منفذ ربيعة. وأضافت المصادر إن هذه الحالات تحصل بشكل اسبوعي ولكن قوات الامن تسيطر عليها ولا يوجد خرق كبير، ولكن انباء أخرى افادت أن اشتباكات كبيرة وقعت قرب الحدود مع الموصل ادت الى اصابة عدد من عناصر الجيش وهروب بعضهم. الى ذلك، اتخذت قوات الامن في الانبار اجراءات مشددة عند ساحة الاعتصام الرئيسية في الرمادي تحسباً لوقوع تفجيرات قد تطاول المعتصمين اثناء احيائهم ذكرى مرور 300 يوم على تحركهم. وقال خطيب الجمعة في الرمادي الشيخ مهند الهيتي ان «الحكومة مستمرة في تجاهل مطالب المعتصمين على رغم مرور 10 اشهر على اعتصامهم». وأكد ان «المعتصمين مستمرون في تحركهم حتى تنفيذ مطالبهم، ومن أهمها اطلاق الابرياء وتشريع قانون يجرم كل من يسب او يتطاول على الرموز الدينية في العراق». وحذر الهيتي الحكومة مما وصفه «باللعب بنار الطائفية بصورة مبطنة، لانها فتنة لا تنتهي، وان ايران تحاول استفزاز المسلمين في العراق وتعمل من خلال مصالحها وأجنداتها السياسية». وفي الفلوجة، شرق الانبار، طالب امام وخطيب الجمعة الشيخ يونس الحمداني الحكومة بـ «اعلان حقيقة الوضع الصحي لرئيس الجمهورية جلال الطالباني»، وقال إن «العراق من دون رئيس منذ شهور، فإن كان ميتاً أو حياً اخبرونا». وأبدى الحمداني استغرابه «عدم معرفة رئيس البرلمان اسامة النجيفي الوضع الصحي للطالباني»، وأضاف أن «الدستور العراقي حدد 72 يوماً في حالة غياب الرئيس لإقالته واستبداله. وطالباني غائب منذ سبعة اشهر ولا احد يقول ما هو الحل». وأكد أن «المسيرة متواصلة لساحات الاعتصام ولن نبيع قضية اهل السنة والجماعة مهما كان الثمن وعلى الجميع ادراك المهام التي وقفنا من اجلها منذ 300 يوم»، وأشار الى ان «ساحات الاعتصام باقية ولن نرفع خيامنا حتى تنفذ حقوقنا بشكل كامل». ودعا إمام وخطيب الجمعة الموحدة في سامراء الشيخ رفعت خلف الحكومة الى «اطلاق الابرياء وتحقيق العدالة والمساواة بين العراقيين»، وقال ان «مرور 300 يوم على حراكنا هو نصر لنا ولكل معتقل ومعتقلة من الابرياء واثبات لتمسكنا بمطالبنا واليوم نقول للحكومة التي تحدتنا في ان نتمكن من الاستمرار بالحراك والاعتصام في الحر والبرد، ها نحن موجودون منذ 10 أشهر، وما زلنا نطالب بحقوقنا المشروعة».
مشاركة :