اقترب تنظيم «داعش» من الحدود السورية مع العراق، بعد تقدم أحرزه التنظيم، واستعادته الجيب الأخير الذي كان يسيطر عليه في مدينة دير الزور في شرق نهر الفرات، الأمر الذي استدعى تعزيز العراق قواته على الحدود تحسباً لتسلل عناصر «داعش»، يأتي ذلك في وقت كررت دمشق اتهامها للتحالف الدولي بتنفيذ غارات تستهدف المدنيين في بلدة السوسة. وأفاد ناشطون ومصادر محلية بأن «داعش» بات يفصله عن الوصول إلى الحدود العراقية قرابة 4 كلم، إثر استعادته قرى السوسة والباغوز الفوقاني من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وكانت «قسد» بدأت في 10 الشهر الماضي بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية ضد «داعش» في منطقة هجين في أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية. وتمكنت القوات ذات الغاليبة الكردية من التقدم والسيطرة على بلدات وقرى عدة، إلا أن «التنظيم» ومنذ أكثر من أسبوعين بدأ في شن هجمات مضادة واسعة مستفيداً من عاصفة رملية في تلك المنطقة الصحراوية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «خلال هجمات واسعة استمرت منذ الجمعة وحتى فجر الأحد، تمكن التنظيم من استعادة المناطق كافة التي تقدمت فيها (قسد)». وأكد قيادي في «قسد» رفض الكشف عن اسمه لـ «فرانس برس» استعادة التنظيم المتطرف كل المناطق التي خسرها خلال الأسابيع السبعة الماضية. وأعاد الأمر إلى «العاصفة الرملية ومعرفته في المنطقة أكثر من قواتنا». وعمدت «قسد»، وفق المرصد السوري والقيادي، إلى إرسال تعزيزات عسكرية. وأوضح القيادي أنه «تم إرسال تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة إلى الجبهة، وسيتم تبديل بعض الوحدات بأخرى أكثر خبرة وأكثر قدرة على القيام بالمهمة»، مؤكداً «ستنطلق حملة عسكرية جديدة فور وصول تلك التعزيزات». وأسفرت هجمات «داعش» منذ الجمعة، وفق «المرصد»، عن مقتل 72 عنصراً من «قسد» التي أكدت في بيان «استمرارها في عملياتها العسكرية لتحرير الأراضي والشعب السوري، ودحر «داعش» في آخر جيوبه في حوض نهر الفرات». لكنها أقرت بمقتل 14 فقط من عناصرها وجُرح عدد آخر لم تحدده. وأشارت إلى «استمرار إرهابيي «داعش» في شن هجمات مضادة، مستغلين الظروف الجوية السيئة، وحالة انعدام الرؤية نتيجة العواصف الرملية في المنطقة. ولا تزال المعارك مستمرة بشدة، وتكبد خلالها التنظيم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح». وشددت على أن «معركة دحر الإرهاب مستمرة حتى تحقيق أهدافها في القضاء النهائي على داعش». ومنذ 10 الشهر الماضي أوقعت المعارك نحو 500 قتيل في صفوف «داعش» وأكثر من 300 مقاتل من «قسد» وفق المرصد. ويُقدر التحالف الدولي وجود ألفي عنصر من التنظيم في هذا الجيب. وأكد المتحدث باسمه شون ريان لـ «فرانس برس» السبت أن «عاصفة رملية أتاحت لتنظيم داعش شن هجمات مضادة، لكن الآن ومع صفاء الجو، سيزيد التحالف دعمه الجوي والناري لمساندة شركائـه». في المقابل اتهمت دمشق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بـ «مواصلة جرائمه بحق المدنيين بقصفه مجدداً قرية السوسة في ناحية البوكمال بريف دير الزور الشرقي بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين بينهم طفلان». ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام عن مصادر أهلية أن طائرات تابعة لـ «التحالف» شنت غارة على قرية السوسة نحو 140 كم جنوب شرقي مدينة دير الزور ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين بينهم طفلان وأبوهما وأمهما وشخص خامس من سكان القرية. وبينت المصادر أن الشهداء هم رجب الحسن وزوجته وطفلاه وزيدان الصلبي في حين وقعت أضرار كبيرة في منازل الأهالي وممتلكاتهم.
مشاركة :