حسن نصر الله وسمومه الطائفية ضد المملكة والعرب وعاصفة الحزم

  • 4/22/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

صار الكذب في السياسة عملًا مباحًا وحلالًا، بل يفرضه الساسة على أنفسهم وعلى غيرهم في أغلب الأحيان، وهذا ما يتنافى مع كل القيم الأخلاقية للإنسان عمومًا وللمسلمين بصفة أخص. أما لدى الشيعة في إيران وغيرها من دول العالم، فإن الكذب هو عقيدة دينية تأتي تحت عنوان التقية التي من لا تقية لا دين له. لذلك فإن أكاذيب إيران وأتباعها لا تُحصى ولا تُعد، وإن كانت تمثل ثلاثة أعشار دينهم، ففي واقعهم هي كل شيء. وممن شغل الرأي العام العربي قرابة عقد من الزمان ،ببطولاته الوهمية ووزعامته الزائفة ،وتهديداته الجوفاء لإسرائيل،وأكاذيبه المصطنعة ،وانتصاراته الفارغة، وشخصيته المخادعة، كان حسن نصر الله الأمين العام الحزب الله اللبناني.وأثبتت الأيام والمواقف وما زالت تثبت أن الرجل صنع لنقسه هالة من الزعامة وصنع له أتباعه هالة من القداسة الزائفة ،بهدف خداع الشعوب العربية بصناعة الزعيم الملهم لهم، ليكتشف الناس مع الوقت وكثرة المواقف والحوادث أنه مجرد نمر من ورق. كذَبَ حسن نصر الله كثيرًا جدًّا، ولا يزال يكذب على اللبنانيين والشعوب العربية والإسلامية التي انخدعت ببطولاته الكرتونية ووطنيته المزيفة، وشعاراته البراقة التي يتغنّى به حزبه الفارسي الإيراني في قلب العاصمة العربية بيروت. لقد بحثنا في تاريخ حسن نصر الله ووجدنا أنه يتنفّس الكذب أكثر من الهواء، ويكذب على الناس أكثر مما يشرب الماء، ومن فرط هول الأكاذيب التي أغرق فيها لبنان والعالم العربي والإسلامي، صرنا نبحث عن الصدق في تاريخ نصر الله عَلّنا نجد ما يمكن أن يُحسب على أصابع اليد الواحدة. لو أردنا أن نُحصي كل أكاذيب حسن نصر الله، سواء في خطاباته أو قيادته لتنظيم حزب الله، أو ممارساته الدينية والسياسية والمسلحة، ما كفتنا المجلدات لحصرها، ولكن باختصار شديد نتعرض إلى أهم وأخطر ما كذب فيه حسن نصر الله، وبكل أسف أن هذا المعمّم الشيعي لا يزال يكذب، ويعلم أنه يكذب، والناس بدورهم يعلمون مدى كذبه. نصر الله يبث سمومه على المملكة وعاصفة الحزم.. وجاءت عاصفة الحزم ليزيد نصر الله من كذبه ويقوم بإلقاء التهم جزافاً هنا وهناك ولم تسلم المملكة العربية السعودية بالطبع من كذبه وأراجيفه ، فبدأ يكيل لها الاتهامات وقال إنها تسوق للحرب في اليمن على انها حرب ضد الشيعة وهي ليست كذلك. و قال نصر الله إن هذه الحرب هي حرب سعودية ضد الشعب اليمني والهدف منها سياسي فقط. وأضاف أن السعودية تريد فقط اعادة هيمنتها على اليمن بعدما استعاد الشعب سيادته واعتبر أن الحرب هي عدوان سعودي أمريكي على اليمنيين. وشبه نصر الله عاصفة الحزم بالعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 مؤكدا أن المقاتلات السعودية تقصف المدارس بحجة أنها معاقل للحوثيين. واستمر نصر الله ينشر أكاذيبه زاعما أن مكة في خطر بالفعل ولكن من جانب تنظيم داعش والتى قال إنها تريد هدم الكعبة باعتبار أن الناس يطوفون بها. وقال هي عندهم أحجار صماء سوداء يطوف الناس بها وهو ما يتنافي مع عقيدة التوحيد كما يفهمونها. الغريب أن نصر الله نفسه يعلم جيداً أن سيدته إيران هي من تقف ضد استقرار اليمن بهدف فرض سيطرتها على المزيد من العواصم العربية ،وإعلان الإمبراطورية الفارسية التي يزعمونها،ويعلم السيد نصر الله من يقف وراء الحوثيين ورفضهم أي مبادرة للخروج من المدن التي احتلوها ،واختطافهم للدولة اليمنية كما حاول هو مرارا أن يختطف الدولة اللبنانية،وما زال يقف حجر عثرة أمام استقرارها وأمام اختيار رئيس لها. كما يعلم أن المملكة لم تبدأ يوما بالعدوان على أحد ولم تتدخل يوما في شؤون أي دولة ،لولا مكانتها ما استنجد بها اليمنيون لدعم الشرعية التي سعى الحوثيون لنزعها ليعيش اليمن في الفوضى ويسهل لإيران وميلشيات الحوثي فرض سيطرتهم على اليمن،وتسليمها لتكون ضمن الإمبراطورية الفارسية،فكان الموقف السعودي الحازم الصخرة التي تحطمت عليها آمال حزب الله والحوثيين وقبلهم سيدتهم إيران. اللبنانيون يدحضون أكاذيب نصر الله عن السعودية.. وقد وجد نصر الله من رجال لبنان من يرد أكاذيبه عن المملكة حيث اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله احتوى على تناقضات عدة، ومضمونه عكس ضياعاً وصورة غير واضحة لدى الحزب، وأضاف: يبدو ان عاصفة الحزم كانت قاسية جداً، انعكست إحباطاً كبيراً لدى حزب الله. حوري فنّد بعض النقاط في تصريح السيد نصرالله، فقال: إن نصرالله تحدث عن العرب، فيما إيران هي من يجب ان تتكلم بهذه المسألة وليس حزب الله. تناول نصرالله ما وصفه بالعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، علماً أنه لم يمر فترة طويلة على إمضاء ايران الاتفاق مع الغرب. تحدث عن مواقف حلفائه من حركة أمل والقوى الوطنية، فيما لم نر وجودا لهذه القوى في الصف الأول في المؤتمر. واعتبر نصرالله ان لا عودة للرئيس هادي وتحدث عن إرادة الشعب اليمني، فيما السؤال من كلفه التحدث باسم الشعب اليمني. كما تحدث عن الموقف العربي، فيما التأييد العربي تجلّى بوضوح في قمة شرم الشيخ، إضافة إلى الاجماع الدولي في مجلس الأمن بمن فيهم روسيا. كما تحدث عن تدخل السعودية في العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن، فيما هذا الوصف ينطبق على إيران. وتحدث نصرالله عن المحاصرين وقتل الأطفال، فيما هو حليف لنظام في سورية يذبح الأطفال ويحاصر المخيمات والشعب السوري. كل هذا، يشير إلى التناقضات والصورة غير الواضحة لدى حزب الله كما قال حوري. كما رد رئيس الحكومة اللبناني السابق، سعد الحريري، على إساءات حسن نصر الله للمملكة قائلا: إن اللبنانيين استمعوا لعاصفة من الكراهية ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج، رداً على عاصفة الحزم ضد التغلغل الإيراني في اليمن. واعتبر في تغريدات أطلقها بعد خطاب نصر الله الذي تهجم فيه على السعودية، أن عاصفة الكراهية لا تستحق سوى الإهمال، لأنها وليدة الغضب والإحباط والتوتر. كما أشار الحريري إلى أن الإصرار على وضع مصالح إيران فوق مصلحة لبنان، أمر قائم منذ سنوات، لن نعترف بجدواه، ولن يدفعنا اليوم إلى مجاراته بردود متسرعة. و أكد أن العلاقة مع السعودية ودول الخليج كانت وستبقى أكبر من أن تهزها الإساءات والحملات المغرضة. وأشار إلى أن السعودية قدمت للبنان والدول العربية الخير والسلام والدعم الأخوي الصادق، وسواها قدم ويقدم مشاريع متطورة للحروب والنزاعات والهيمنة. نصر الله أكبر من خدم إسرائيل.. دائما يردد نصر الله أن الموت لإسرائيل والحقيقة التي لا شكّ فيها أبدًا أن حسن نصر الله هو أكبر من خدم ويخدم إسرائيل؛ لأنه لو كان الأمر عكس ذلك لقامت المخابرات الصهيونية باغتياله والتخلّص منه نهائيًّا، كما فعلت مع الكثيرين ممن يشكّلون خطرًا عليها. وكما هو معلوم أن إسرائيل تعرف كل تحركات أمين عام حزب الله من خلال عملائها في الحزب، الذين بينهم من يحتلون مناصب عليا مثل محمد شوربة، مسؤول تنسيق العمليات الخارجية لتنظيم إيران في لبنان، وأيضًا نجد عملاء آخرين مثل محمد الحاج ومحمد العطوي، وهما يشغلان مناصب عسكرية حساسة في الحزب. هؤلاء من المعروفين فقط، وتؤكد مصادر استخباراتية أن حزب الله مخترق من رأسه حتى أخمص قدميه، ولا يوجد تنظيم مخترق في العالم مثل حزب حسن نصر الله الإيراني، وقد بلغت عملية الاختراق الدائرة المحيطة من أمينه العام، حتى زعيمه أصلًا يعمل لصالح جهات خارجية، سواء مباشرة أو عبر بوابة طهران. لكن إسرائيل لم تفعل، ليس خوفًا من الحزب أو إيران كما يتوهّم البعض؛ بل لأن وجود نصر الله هو أكبر خدمة لـإسرائيل، وبقاؤه في الواجهة الإعلامية والعسكرية والسياسية مصلحة إستراتيجية لا يمكن أن يستغني عنها الإسرائيليون أبدًا. كل التهديدات التي أطلقها حزب الله ضد إسرائيل لم تتجاوز الكلام الذي يخدم العدو أكثر. كما أنه لا يستطيع تنفيذ تهديداته مهما كانت ادعاءاته، فقوات حفظ السلام الأممية تفصل بين إسرائيل ولبنان، وإيران ليس من مصلحتها الدخول في حرب أخرى وهي التي تغرق في مستنقعات بسورية واليمن والعراق وغيرها، كما أنها في مسلسل مفاوضات مع الغرب حول برنامجها النووي، ومشروعها الصفوي يواجه تحديات كبيرة داخليًّا وخارجيًّا لها تأثيرها البالغ على نفوذها. توجد علاقات سرية ووثيقة بين حزب الله وإسرائيل، بينها المباشرة وأخرى تمرّ عبر طهران، والعداء المعلن بين الطرفين هو لذرّ الرماد في العيون فقط، كما أن العداء لأهل السنّة لدى حزب الله يحتل المرتبة الأولى دائمًا وأبدًا، على عكس العداء مع الصهاينة الذي يسوّق له حسب مصالح إيران، والحرب قد تتحوّل بين عشية وضحاها إلى حب ما دام سيكون على حساب العرب والمسلمين، هذا إن سلّمنا جدلًا بوجود عداء أصلًا بين الصهيونية والصفوية، رغم أن كل المعطيات تؤكّد بأنهما وجهان لعملة واحدة. انتصار وهمي في حروب مشبوهة.. كذبة كبيرة في مسلسل الكذب الذي يمارسه حس 2006 على أنها انتصار كبير حققته المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني في عدوان شرس على لبنان عام 2006. هذا غير صحيح بالمرّة، بل إن تلك الحرب هي هزيمة كبرى ونكراء مُنِي بها لبنان، ولكنها في المقابل قدّمت خدمات جليلة للجمهورية الإيرانية الفارسية. وإن كان حسن نصر الله يقصد أن النصر كان حليف الولي الفقيه في طهران فيما يخص تجاوزها لضغوطات دولية في ذلك الحين، فهذا صحيح، وهذه من الحالات النادرة التي صدق فيها. أما دون ذلك فيبقى مجرّد كذب، للأسف صدّقه بعض اللبنانيين ووجدت فضائيات عالمية سوّقت له!! لقد أدّت تلك الحرب إلى صدور قرار 1701 لمجلس الأمن الذي فرض على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب للخط الأزرق، وتنسحب قوات حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني، وتنتشر قوات الجيش اللبناني في المنطقة، كما يتمركز بين الطرفين 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام اليونيفيل. من ناحية الخسائر لا توجد أرقام حقيقية عن قتلى تنظيم حزب الله، وإن كان عدد قتلى الحرب نحو 1200 شخص بينهم 500 عسكري حسب بعض التسريبات، والجرحى قارب 4200 جريح، فضلًا عن البنى التحتية والدمار الذي حلّ بالبلد. وإن كان معيار الانتصار في الحروب لا يقاس بالخسائر المادية والبشرية بقدر ما يقاس بالنتائج المحقّقة، وكل ما تحصلت عليه إسرائيل جراء حرب تموز/ يوليو 2006 يؤكد أنها انتصرت انتصارًا باهرًا، وحقّقت كل ما كانت تصبو إليه. لكن قد يسأل القراء عن سبب ترويج الصهاينة للهزيمة في حروب ينتصرون فيها؟ نؤكد أن الترويج للهزيمة هو ديدن اليهود عبر التاريخ؛ فقد أنقذهم الله من طاغية ذلك العصر فرعون، ورغم ذلك رفضوا دخول القرية؛ لأن فيها قومًا جبارين. وهو ما يثبت أن عقدة الخوف صارت عقيدة لدى اليهود منذ آلاف السنين. كما أن السياسة الإسرائيلية دائمًا تُستثمر في التهديدات والمخاطر الخارجية على الوجود اليهودي من أجل كسب الدعم الدولي فقط، وفي هذا السياق نذكر مثلًا أن جوناثان غولدبرغ رئيس تحرير صحيفة ذي فوروارد اليهودية قال: وحدة الرأي العام اليهودي والأمريكي في دعمه إسرائيل ناجمة عن المحرقة، وعن فكرة أن إسرائيل من دون دعم تواجه خطر الموت. كما أن الجنرال بيليد، وهو من ضباط أركان إسرائيل، قال: لم يكن هناك إنسان يجرؤ أو يمكنه أن يضع وجود إسرائيل موضع بحث، ولكنهم بالرغم من كل ذلك واصلوا- حسب بيليد طبعًا- تغذية الشعور بالنقص كما لو كنّا شعبًا ضعيفًا صغيرًا يعيش في قلقٍ دائمٍ وخوف من الإبادة كل لحظة. لقد كذب حسن نصر الله على اللبنانيين لما أوهمهم بأن المقاومة انتصرت، وهي عكس ذلك تمامًا؛ فالذي انتصر في تلك الحرب هي إيران فقط التي تمكنت من رفع الضغط الدولي عليها على خلفية مشروعها النووي. وانتصرت إسرائيل التي حققت ما تريده من خلال حماية حدودها عبر قوات أممية على غرار جبهة الجولان. والخاسر الأكبر هو لبنان الذي فقد أبناءه وتدمرت قراه في حرب لا ناقة له ولا جمل فيها، ولا يزال رهينة ميليشيات حزب الله التي تتحرك وفق إملاءات ملالي إيران فقط. نجل نصر الله قُتل في حانة وحوّله إلى شهيد.. كذبة أخرى تورّط فيها حسن نصر الله، الذي سوّق لأتباعه والعالم الإسلامي على أنه فقد ابنه هادي في معركة مع الصهاينة، وراح الصفويون يتباهون بـزعيم عربي قدّم فلذّة كبده في المقاومة، على عكس ما عليه شأن أبناء بقية زعماء العرب الذين يرسلونهم لكبرى عواصم العالم للتسوّق والدراسة والأعمال وممارسة أشياء أخرى، على حساب أموال الشعوب والخزائن العامة لأوطانهم. لا أحد كان يشكّ يومًا أن هادي حسن نصر الله لم يستشهد في معركة كما ادعى حزب الله، وأن مقتله كان في ملهى ليلى بسبب فتاة تدعى بتول، حيث تمّ طعنه من طرف أحد أبناء قادة تنظيم حزب الله. هذه الحقيقة صادمة بالفعل ومفاجئة للكثيرين؛ حيث إن قنوات غربية أظهرت صور جثة نجل حسن نصر الله وهي مرمية على الأرض، وهذه الجثة تسلمها التنظيم في إطار عملية تبادل مع إسرائيل. أسرار ما حدث هي في جعبة حسن نصر الله والمغتال عماد مغنية وبعض قادة حزب الله في لبنان وإيران، وتفاصيل القضية تبقى مجهولة لحدّ الآن على الأقل، خصوصًا ما يتعلق بطريقة نقل الجثة إلى الجنوب، وكيف وجدت في مسرح المعركة إن كانت تلك الصور هي من أرض المعركة فعلًا، وهل المخابرات الإسرائيلية متورطة في مساعدة حسن نصر الله على كذبته أم أن الجيش الصهيوني وجد الجثة بعد نهاية معركة ولا يتحمّل المسؤولية عما جرى؟! وثيقة مسرّبة من جهاز الأمن الخارجي لمخابرات بشار الأسد، تقول بخصوص فضيحة مقتل نجل نصر الله: في أواخر شهر أغسطس 1997 وقعت حادثة اشتباك بين عدة أشخاص لا يتجاوز عددهم العشرة من أبناء شخصيات بارزة في المقاومة اللبنانية، حول فتاة تُدعى بتول كانت برفقة أحدهم في ملهى ليلي بالعاصمة اللبنانية بيروت لا يرتاده عامة الناس. وأدى ذلك إلى طعنات قاتلة بسكين في صدر وبطن الشاب المرافق للفتاة المسمى هادي، والذي لا يتجاوز عمره 18 عامًا. كما أصيب آخرون إصابات متفاوتة الخطورة. وحسب المعلومات المتوفرة أن الجاني باستعمال الخنجر هو نجل قيادي في حزب الله، كما يوجد من بينهم نجل رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي. أما المجني عليه الذي كانت حالته حرجة للغاية هو هادي نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وآخر يُدعى هيثم مغنية الذي كان بدوره في حالة صعبة بعد إصابته بطعنة في عنقه. من جهة أخرى تمّ التكتم على الحادثة بأمر من الأمين العام لحزب الله ، ونقل الضحية هادي حسن نصر الله في سرية تامة إلى الضاحية الجنوبية. ليعلن بعد حوالي أسبوعين أن هادي نصر الله استشهد في معركة جبل الرفيع بعد مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني. الكلام واضح في وثيقة لجهاز مخابرات بشار الأسد الذي يوالي حزب الله، فلو كانت الوثيقة من طرف يعادي نصر الله لشككنا في المعلومات، ولكن أن تأتي من حليف فهذا يضع الكثير من علامات الاستفهام على قصة استشهاد نجل حسن نصر الله الذي كان على موعد زفافه من بنت تُدعى بتول، حسب الرواية التي سوّق لها الحزب. ويوجد من يحتمل أن ما حدث كان بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية، في إطار عملية تلميع حسن نصر الله الذي يخدم الكيان العبري تحت شعار المقاومة؛ لأنه لا يعقل أن الجيش الصهيوني لم يكتشف أن الجثة عليها آثار الطعنات بالسكين، إلا إن كان قد حدث اشتباك بالأيادي بين المهاجمين من قوات حزب الله وعناصر الجيش الصهيوني أثناء الهجوم. بلا شك إن مقتل نجل حسن نصر الله في حانة بسبب فتاة ليل، لو أذيع على هذا النحو سيكون له تأثيره البالغ على سمعة نصر الله وزعامته للتنظيم، ولكن أن يسوّق له على أساس بطل استُشهد في معركة فقد خدم كثيرًا نصر الله، وجعل الكثيرين ينخدعون بمقاومته المزيفة. تُعتبر كذبة استشهاد نجل حسن نصر الله من أخطر الكذب الذي مارسه زعيم حزب الله وسوّق له في لبنان والعالم العربي، ولكن الحقيقة كشفتها مخابرات الأسد، من خلال وثيقة تسرّبت، وستأتي الأيام بتفاصيل أخرى بلا أدنى شك. مقاومة مزعومة مع إسرائيل.. يدّعي حسن نصر الله بأنه يقاوم إسرائيل، وأنه يهدّد وجودها، ويدافع عن لبنان وفلسطين، لكن في الواقع نجد أن حزب الله يخدم الصهاينة أكثر مما يمكن تخيّله؛ حيث إنه يؤكد الأطروحة الصهيونية التي دائمًا تسوّق للخطر الذي يهدد الوجود اليهودي، وهو الأمر الذي ظل اليهود يعيشون به ويتلقون الدعم على مدار التاريخ. عندما يأتي حزب الله ويهدد وجود إسرائيل، والأمر نفسه يأتي من طهران على لسان رئيسها الأسبق أحمدي نجاد، فهي خدمات جليلة تُقدَّم للصهاينة؛ حيث يتحصّلون على دعم من كل القوى الكبرى، وتتعاطف معهم شعوب العالم الغربي، وبقاء الأمر في دائرة الكلام قد لا ينفع؛ لذلك يجب أن يزركش بحرب حقيقية وهي التي حدثت عام 2006، ومنذ تلك الحرب المشؤومة وتهديدات نصر الله يُسوَّق لها صهيونيًّا على محمل الجد، وهذا أكبر خدمة تريدها إسرائيل داخليًّا وخارجيًّا. هذه الحرب التي جاءت في ظرف دولي معين، يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، وبفضل حزب الله استعمل الدم اللبناني للحفاظ على اللعاب الإيراني. كما أنها جلبت قوات اليونيفيل الدولية؛ وبذلك حصّنت إسرائيل شمالها وأغلقته في وجوه المقاومين الفلسطينيين الذين كانوا يتسللون ويقومون بعمليات عسكرية في العمق العبري. نصر الله ورط لبنان في سورية.. لقد ورّط حزب الله اللبنانيين في حرب سورية، وسيدفعون الثمن غالياً بسبب هذه الطائفية المقيتة التي يمارسها حسن نصر الله. وما يزعمه بأنه يدافع عن لبنان في سورية يتنافى مع الحقيقة؛ لأنه يدافع عن إيران فقط، وهكذا لأجل طهران ظل حزب الله يجرّ لبنان إلى مستنقعات حروب لا يدفع ثمنها سوى الشعب اللبناني، الذي -للأسف- ما يزال بعضهم منخدعين بمقاومة حسن نصر الله المزعومة. يجب التأكيد أن حزب الله تلقى الضوء الأخضر من إسرائيل لحماية نظام الأسد الحليف القوي وغير المعلن لتل أبيب، ولو لم تكن له ضمانات صهيونية بعدم استهدافه ما تجرأ على مغادرة معاقله المحصّنة في الضاحية الجنوبية، وهذ مؤشر آخر يؤكد أن حزب الله تنظيم إرهابي وصهيونيته أكثر من الصهاينة أنفسهم. لقد أدى تدخّل حزب الله في سورية إلى إشعال حرب نجسة في المنطقة سيتضرّر منها لبنان أولاً، وهو ما تدندن حوله إيران دائماً، التي صارت سياستها تعمل على تدمير الدول العربية والإسلامية بالحروب الطائفية، بعد سنوات قضتها في نشر تشيّع هو وقود مثل هذه الحروب المدمّرة للإنسان والأوطان والحيوان. إيران تدرك جيداً أنه لا يمكنها أن تبني قوتها إلا بضعف دول الجيران، وأنه لن تتمدّد خمينيتها لتعيد أمجاد دولتها الفارسية إلا بتحطيم كيانات الدول العربية، ولهذا تصنع الحروب هنا وهناك، حيث ضحاياها من السنّة العرب والشيعة العرب وأوطان العرب فقط، وستبقى الدولة الإيرانية الصفوية تصدّر الخراب للعالم الإسلامي عبر مليشياتها المسلحة مثل حزب الله وأنصار الله وغيرهما، إن لم يغير الرعب والدمار مواقعه وتعاني داخلياً من تداعيات ما تنشر من جرائم تهدد الأمن والسلم العالمي. الكيل بمكيالين مع الثورات العربية.. يدّعي حسن نصر الله أنه يقف مع الشعوب ويدعمها في تقرير مصيرها، وطالما تغنّى أن الحرية من المقدسات لدى حزب الله، وأنه تنظيم يدافع عن الشعوب وثوراتهم ضد الغزاة والطغاة والبغاة من التكفيريين وغيرهم، على حد قوله. غير أنه مع ثورات الربيع العربي انفضحت عورات نصر الله، حيث تعامل مع الشعوب بطائفية مقيتة ونتنة للغاية. في البحرين نجد حسن نصر الله يتحدث عن ثورة شعبية ضد حكم مستبد، ووسائل إعلامه تروّج لما تسميها بـثورة البحرين، وتدعمها وتحرّض عليها بكل الوسائل المتاحة لديها. في اليمن، وقف حسن نصر الله مع الحوثيين وراح يصور الحرب الحوثية الطائفية على أنها ثورة الشعب اليمني ضد نظام حاكمٍ وطاغٍ. في ليبيا نجد أيضاً نصر الله أيّد الثورة على العقيد معمر القذافي، وحرّض عليها، وباركها مع أن حلف الناتو من خاض المعركة ضد كتائب الطاغية القذافي. في مصر أيضاً دعّم ثورة المصريين على نظام حسني مبارك، وتحدث أن الشعب المصري من حقّه أن يقرر مصيره ويختار من يحكمه. أما تونس فقد فاجأته ثورتها، ولا خيار له سوى أن يدعّمها ويصفق لها تماهياً مع الشعور الشعبي العام في تلك المرحلة. أيضاً راح زعيم حزب الله يدعو إلى ثورات في دول أخرى منها السعودية، ولم تفلح محاولاته في النيل من المملكة وأمنها وقوتها الداخلية. نصر الله طائفي بامتياز.. لو نظرنا إلى خلفية هذه المواقف لوجدناها طائفية بحتة، حيث إن ما يجري في البحرين هو حراك شيعي مدعوم من إيران التي تدعم أيضاً الحوثيين في اليمن، وهم من المحسوبين عليها لأسباب دينية بحتة. أما موقفه من القذافي فيعود أساساً إلى عملية اختفاء رجل الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا، ويُتّهم القذافي بإعدامه. كما أن هذا الأخير قام بمحاولة تحريك ما عرف حينها بعودة الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا لاحتواء الشيعة العرب، وطبعاً خارج أطر الدولة الإيرانية الفارسية، وهذا ما لم ولن تقبله إيران التي نصّبت نفسها وصيّة على الشيعة في كل أنحاء العالم. ما يفضح طائفية نصر الله بامتياز، أنه لم يقف في سورية مع الشعب الثائر، بل اصطف عسكرياً وإعلامياً وسياسياً ودينياً وطائفياً مع نظام الأسد، حيث راح يقاتل معه في الميدان، واقترف حزب الله المجازر العديدة في القصير وغيرها، وطبعاً السبب طائفي بحت، ولا علاقة له بمزاعم المقاومة أبداً. فالنصيرية مقربة من الشيعة، والأسد بدوره مدلل نظام الملالي في إيران. كما أن الشعب الثائر في أغلبيته الساحقة من أهل السنّة الذين يعتبرون العدو الأول والأخير عند نصر الله وسادته في إيران، في حين يمارس التقية ويحاول بأقواله أن يكذب على الناس بعدم طائفيته، وطالما ذكر لفظ الطائفة السنّية الكريمة، مع أن السنة ليسوا طائفة، بل هم أمة في العالم، كما أنهم في عقيدة حسن نصر الله كفّار ونواصب يجب إبادتهم ومحوهم من الوجود. اصطفاف حسن نصر الله مع ثورات الشعوب هي كذبة أخرى تضاف لأكاذيب دأب عليها على مدار سنوات، غير أن الواقع فضحها، لأن تنظيم حزب الله طائفي وإرهابي ويتحرّك وفق أوامر إيرانية وبما يخدم مصالح عنصرية وقومية لحكام طهران فقط، الذين حاولوا وبذلوا الكثير كي يحوّلوا ثورات الربيع العربي إلى الربيع الخميني في المنطقة. مشروع نصر الله وحقيقته وخطورته على لبنان.. هذه بعض الأكاذيب من مسلسل طويل وكبير لحسن نصر الله، والذي لم يصدق في حياته إلا مرة واحدة عندما تحدث منذ سنوات وأكّد أن حزب الله يرتبط بولاية الفقيه في إيران، وأنه لن يبقى لحظة واحدة في الحزب من دون ولاية مرشد الثورة الخمينية، وحول وجوده بأجهزة هذا الحزب فقد قال: لو لم يكن لدي يقين وقطع في أن هذه الأجهزة تتصل بالولي الفقيه القائد المبرئ للذمة الملزم قراره. أما مشروعه الذي يتبناه في لبنان، فقال نصر الله عنه: المشروع الذي لا نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه . هذه حقيقة حسن نصر الله التي أقر بها بنفسه منذ سنوات، وأكد أنها لن تتغيّر أبداً، أما التصريحات المعلنة في إطار دبلوماسي وسياسي، سواء من إيران أو من حزب الله، فهي مجرد عمل طبيعي ويدخل أيضاً في إطار التقية والكذب والخداع الذي دأبت عليه إيران وشيعتها. لن يستفيد اللبنانيون أبداً من حزب الله، بل سيغرقهم في حروب أخرى لأجل إيران تجر لهم الويلات، وعندما تغرق السفينة سيقفز نصر الله ومن معه ويهربون نحو الولي الفقيه لإكمال مشوار حياتهم، ولن يضيع سوى لبنان والشعب اللبناني في مستنقعات نجسة وعميقة لا قرار لها وتهدّد المنطقة برمتها.

مشاركة :